محكمة الحريري تشكر لبنان على تمويلها.. وميقاتي: أنا واثق بأن حزب الله سيتفهم

أحمد الحريري لـ «الشرق الأوسط»: حزب الله بات معترفا بهذه المحكمة رسميا بعد أن واظب على تشويهها

أحمد الحريري
TT

شكرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في بيان لها، الحكومة اللبنانية لتسديدها مبلغ مساهمتها في تمويل المحكمة كاملا للعام 2011، مشيرة إلى أنها تسلمت المبلغ صباح أمس، وقال بيان صادر عن المحكمة «بهذه المساهمة البالغة 32.184.635 دولارا أميركيا أثبت ممثلو الشعب اللبناني التزامهم العمل في سبيل تحقيق سيادة القانون والاستقرار طويل الأمد». وعبر البيان عن «تطلع المحكمة إلى المضي قدما في التعاون مع لبنان في السعي إلى إنجاز ولايتها القضائية».

وتوالت أمس المواقف السياسية المرحبة بتسديد لبنان ما يتوجب عليه للمحكمة، بحيث تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، هنأه فيه على «خطوة دفع حصة لبنان من تمويل المحكمة الخاصة بلبنان»، مؤكدا له «دعم جهوده في سبيل تعزيز الاستقرار والسلام في لبنان». من جهته أكد ميقاتي أن «دفع حصة لبنان من تمويل المحكمة الخاصة بلبنان يمثل خطوة أساسية في سياق عمل الحكومة، ويدفع للتفرع إلى معالجة القضايا الكثيرة التي يعانيها لبنان واللبنانيون». وقال «إنني مع تفهمي واحترامي للآراء التي تتحفظ على المحكمة وأدائها، إلا أنني على ثقة بأن كل الأطراف اللبنانيين، وفي مقدمتهم حزب الله وقيادته الحكيمة، سيتفهمون هذه الخطوة ويقدرون دقة الظرف الذي نمر به وحراجته، وسيغلبون، كما دائما، المصلحة الوطنية والواقعية السياسية، على أي اعتبار آخر». وحيّى رئيس جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، ميقاتي على الخطوة التي قام بها بـ«تحويل مساهمة لبنان إلى المحكمة الدولية»، وقال إنها «تعكس التزاما بالتعهدات الدولية، وحرصا على عدم دفع البلد نحو مواجهة مع المجتمع الدولي كما تعكس الحرص على التوازن الداخلي، وتتناسب مع المصلحة الوطنية العليا».

من جهته، أكد أحمد الحريري، أمين عام «تيار المستقبل» الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، أن «المعارضة اللبنانية ربحت معركة تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وحققت انتصارا للبنان وللعدالة ثانيا ولكرامة الشهداء»، معتبرا أن «الخاسر الأول هو حزب الله الذي بات معترفا بهذه المحكمة رسميا بعد أن واظب على تشويهها منذ سنتين».

وقال الحريري في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» «منذ سنتين وحزب الله يشن حربا ضروسا على المحكمة، وكان يقول إنه يقود معركة رأي عام من خلال تشويه المحكمة ونعتها بأنها أميركية إسرائيلية، والآن بعد أن خسر هذه المعركة قد يأتي أحدهم ويقول إن تكليفا شرعيا صدر بالتمويل، لكننا نعتبر أننا نحن من ربح معركة الرأي العام». وشدد على أن «إقرار التمويل هو اعتراف بالمحكمة من كل المشاركين في الحكومة وخصوصا حزب الله»، وأضاف «اللافت أن الحزب الذي ذهب إلى أقصى مدى في معاداة المحكمة، ودعا منذ أيام المعترضين على رفض التمويل إلى أن يستقيلوا من الحكومة، عاد أمس ونقض كل ما دأب على قوله بشأنها منذ سنتين، ونحن نعتبر أن كل مكونات الحكومة وافقوا على التمويل وأولهم حزب الله، وهذا يشكّل انتصارا للعدالة»، داعيا إلى «استكمال موضوع التمويل بجلب المتهمين وتسليمهم إلى المحكمة».

وردا على سؤال عما إذا كانت حملة المعارضة لإسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي انتهت مع تسديد الحكومة حصة لبنان في موازنة المحكمة، أكد أن «هناك موضوعا جوهريا أكثر من المحكمة وهو ما يحدث في سوريا، والواضح أن (وزير الخارجية السوري) وليد المعلّم، أصبح مع هذه الحكومة وزير خارجية سوريا ولبنان، وهذا أمر لا يمكن السكوت عليه، سيما أن حكومتنا هي الوحيدة في هذه المنطقة التي ما زالت تدعم دمشق، وتقف مع الظالم ضد المظلوم».