السوريون يتظاهرون اليوم في جمعة «المنطقة العازلة مطلبنا»

نحاس لـ «الشرق الأوسط» : نحتاج لقرار عربي ودولي بهذا الشأن لأن تركيا لن تتحرك بشكل أحادي

عناصر من الجيش يطلقون النار في باب السباع في حمص
TT

تلبية لدعوات الجيش السوري الحر واقتناعا منهم بأن «المنطقة العزلة» ستعزز الانشقاقات عن الجيش الذي ينفذ تعليمات الرئيس السوري بشار الأسد، دعت قوى المعارضة السورية للخروج اليوم في مظاهرات «مليونية» في جمعة «المنطقة العازلة مطلبنا» في المحافظات والمدن السورية كافة.

وشدد الناشطون على وجوب أن تكون مظاهرات اليوم «بمثابة نقطة تحول بالثورة التي يتوجب أن تنتقل برأيهم إلى ثورة ميدانية حقيقية لا تقتصر على المظاهرات فقط».

وفي هذا الإطار، أوضح عضو المجلس الوطني عبيدة نحاس أن «المنطقة العازلة» تحولت إلى «مطلب شعبي لاقتناع السوريين أن التوصل لإنشاء منطقة مماثلة سيعزز من الانشقاقات في صفوف الجيش السوري الذي يحاول وبجهد كبير لمّ صفوفه وسحب البساط من تحت أقدام النظام».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، شرح نحاس أن «المجلس الوطني لا يتدخل بتسميات يوم الجمعة من منطلق أن الخيار بهذا الشأن يعود لقوى الحراك الثوري التي تبقى جزءا من المجلس الوطني»، لافتا إلى أن «قيادات هذا المجلس قد تتدخل إذا رأت أن هناك داعيا لأسباب سياسية».

وذكر نحاس أن «الأتراك والدول العربية هم من طرحوا فكرة المنطقة العازلة ويسعون إلى إنشائها وليس المعارضة السورية لأن لا قدرة لها على ذلك». وأضاف: «الاحتمال الأكبر أن يتم إنشاء هذه المنطقة على الحدود التركية، وقد أبلغنا بشكل غير رسمي أنه سيتم اللجوء للمنطقة العازلة حين يصل حجم اللجوء الإنساني لأعداد كبيرة فيتحول اللاجئون عندها إلى عبء على الدولة التركية في حال انتشروا في أنحاء تركيا»، موضحا أنه وبذلك يكون من مصلحة الأتراك إنشاء منطقة كهذه. وفيما استبعد نحاس التوصل لمناطق عازلة على باقي الحدود السورية، معتبرا أنها مهمة صعبة، أكد أنه وفي حال أمعن النظام بالقتل فقد يتم إنشاء هذه المنطقة قريبا.

وقال نحاس إنه «لا إمكانية لقيام منطقة كهذه بقرار تركي أحادي ومن دون شرعية عربية دولية»، مضيفا: «نحتاج لقرار عربي ودولي بهذا الشأن لأن تركيا لن تتحرك بشكل أحادي»، لافتا إلى أن «جامعة الدول العربية كانت سباقة باتخاذ خطوات إجرائية لوضع حد لعمليات القتل الممنهج في سوريا وبالتالي نحن ماضون بالحل العربي ونسعى قدر الإمكان لتأخير التدويل ومنع التدخل العسكري الذي قد يؤدي إلى كارثة حقيقية». وكانت عملية التصويت على تسمية يوم الجمعة انتهت إلى اعتماد تسمية «المنطقة العازلة مطلبنا» بعد حصولها على العدد الأكبر من أصوات المشاركين بالتصويت على تسميات، منها «جمعة السلاح السوري يقتلنا»، و«جمعة بصمودنا ننتصر»، و«جمعة الدولة المدنية غايتي».. وعلى صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، نشط المعارضون السوريون للحشد لمظاهرات اليوم داعين المنظمات الإنسانية والدول العربية والغربية لموقف تاريخي لإنشاء منطقة عازلة يأوي إليها المنشقون من الجيش.

وكتب الناشطون على صفحاتهم: «لأن الشعب السوري البطل يريد من كل الأحرار في الجيش أن ينشقوا عن جيش الأسد، ولأن إرادة الثوار تنادي بأن تصبح الانشقاقات أكبر وعلى أعلى المستويات، فقد جاءت جمعة (المنطقة العازلة مطلبنا) لتلبي ما يريده جنودنا الأحرار». وفيما شدد القسم الأكبر منهم على أولوية هذا المطلب في الوقت الحالي مع ازدياد أعداد النازحين وخاصة على الأراضي التركية، اعتبروا أن «المنطقة العازلة ستعزز من حالات الانشقاق كونها ستؤمن الملاذ للمترددين، وبالتالي ومع ازدياد أعداد الجنود المنشقين يصبح سقوط النظام أسهل وأقرب».