قوى ليبرالية ويسارية تعيد تحالفاتها بعد تقدم الإسلاميين في الجولة الأولى لانتخابات البرلمان

«الوفد» اتهم «الكتلة المصرية» بشق الصف الوطني.. والأخيرة تدرس التنسيق مع «الثورة مستمرة»

بائع تبغ بحي الأزهر في انتظار زبائنه في وقت تصاعد فيه المد الإسلامي بمصر وانخفضت التوقعات الاقتصادية (أ.ب)
TT

تستعد القوى الليبرالية واليسارية في مصر لإعادة تشكيل تحالفاتها الانتخابية، بعد نتائج المرحلة الأولى في انتخابات برلمان 2012، التي أظهرت أمس تقدما ملموسا للإسلاميين.. فيما تبادلت أحزاب ليبرالية عريقة الاتهامات مع أحزاب ليبرالية حديثة العهد، بعد النتائج المخيبة للآمال التي حققها الليبراليون واليساريون في 9 محافظات.

وقال الدكتور محمد أبو الغار، منسق تحالف «الكتلة المصرية» الذي يضم ثلاثة أحزاب هي المصري الاجتماعي والمصريين الأحرار (الليبراليان) والتجمع (اليساري)، إن «الكتلة ستبدأ فورا في التنسيق مع تحالف الثورة مستمرة.. لقد كانوا جزءا من تحالفنا؛ ونحن الآن في حاجة لتضافر الجهود لتحقيق نتائج أفضل في المرحلتين المقبلتين».

وأشار أبو الغار إلى أن الكتلة المصرية حققت أهدافها في المرحلة الأولى، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نتوقع هذه النتائج، لكننا عولنا على أن تحصد الأحزاب التقليدية العريقة مقاعد أكثر.. صدمتنا نتائج حزب الوفد».

في المقابل، شن حزب الوفد الليبرالي ذو التاريخ البرلماني العريق، هجوما حادا على تحالف «الكتلة المصرية»، نافيا إمكانية التحالف معه. وقال ياسر حسان، القيادي بحزب الوفد الذي يخوض الانتخابات بقائمة منفردة، إن «دعم الكنيسة لتحالف الكتلة المصرية وحزب (رجل الأعمال) نجيب ساويرس (المصريين الأحرار) قسم مصر إلى فريقين، وجعل التصويت على أساس ديني».

وتابع: «حصلت (الكتلة) على أصوات جيدة في الساعات الأولى.. لكن انتشار معلومة دعم الكنيسة لـ(الكتلة) وحزب ساويرس، أضاع كل شيء.. كان خطأ جسيما أثر أيضا على حزب الوفد.. نتوقع ألا تحصل الكتلة المصرية على أي مقعد في المرحلتين المقبلتين».

وكانت الكنيسة الأرثوذكسية قد نفت لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق وجود قائمة أو حزب سياسي يحظى بدعم كنسي، لكن مرشحين على المقاعد الفردية أعلنوا انسحابهم من الكتلة المصرية اعتراضا على ما سمي بـ«القوائم الكنسية».

وقال حسان لـ«الشرق الأوسط» إن «قياديا بحزب الوفد اجتمع مع قيادات كنسية لنحو ثلاث ساعات في محاولة لإثناء الكنيسة عن دعم الكتلة المصرية، لكن محاولتنا باءت بالفشل». ونفى حسان إمكانية التنسيق بين حزب الوفد والكتلة المصرية، التي حملها مسؤولية تراجع الليبراليين في الجولة الأولى.

وتابع بقوله: «يجمعنا تحالف سياسي مع حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين)، وموقفنا مقبول.. نتوقع الفوز على الأقل بعشرة إلى 13 مقعدا في هذه الجولة، ونتوقع أيضا أن نحصل على ما بين 50 إلى 60 مقعدا في البرلمان.. لكن ما فاجأنا حقا هو تقدم السلفيين».

ورد القيادي في الكتلة المصرية الدكتور أبو الغار على اتهامات الوفد قائلا: «هذا كلام سخيف وبلا معنى.. الأحزاب التقليدية أظهرت ضعفا شديدا.. حزبنا (المصري الاجتماعي) وحزب المصريين الأحرار لم يكملا شهورا قليلة على الساحة السياسية، وما زلنا في حاجة لتعزيز قواعدنا.. لكن الوفد حزب عريق كان مأمولا أن يظهر أداء أفضل».

وتأسس حزب الوفد على يد سعد زغلول عام 1919 وشكل أول حكومة عام 1924، وعند قيام ثورة يوليو 1952 صدر قرار بحل جميع الأحزاب. وتأسس حزب الوفد الجديد عام 1978 على يد فؤاد سراج الدين، بعدما سمح الرئيس المصري الراحل أنور السادات بعودة الأحزاب السياسية.

ومن جانبه أكد القيادي اليساري عبد الغفار شكر، أحد منسقي تحالف الثورة مستمرة الذي يضم حزب التيار المصري وحزب الوعي وائتلاف شباب الثورة وحزب التحالف الاشتراكي وحزب المصري الاشتراكي، أنهم بصدد التنسيق مع تحالف الكتلة المصرية خلال الجولتين المقبلتين.

وتجرى انتخابات البرلمان في مصر على ثلاث مراحل. شملت الجولة الأولى 9 محافظات. بينما تجرى المرحلتان المقبلتان في 14 و15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، و3 و4 يناير (كانون الثاني) المقبل على التوالي.