عاملون بقطاع السياحة في مصر يدشنون حملة تتصدى لتقدم الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية

يطلقونها خلال الجولتين المقبلتين تحت شعار «السياحة رزق أولادنا»

TT

يلاحق العاملون في مجال السياحة بمصر الأزمات التي توالت على قطاع يشكل عصبا رئيسيا في اقتصاد البلاد، ومصدر رزق مباشرا لنحو ثلاثة ملايين مصري. وبعد أيام دامية شهدها ميدان التحرير، وأثرت على نسبة الإقبال في موسم سياحي رئيسي، جاءت نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية في البلاد لتعمق أزماتهم مع تقدم ملحوظ لأحزاب سلفية قد تضع عراقيل أمام السياحة الشاطئية في مصر، مما دفع عاملين في القطاع السياحي لطرح مبادرة لمساندة الأحزاب الليبرالية في المرحلتين المقبلتين لانتخابات البرلمان.

وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن السياحة الشاطئية في البلاد تمثل نحو 60 في المائة من العائدات الكلية لقطاع يمثل نحو 17 في المائة من الدخل القومي. ويقول عاملون في القطاع السياحي إن الظروف الأمنية التي تعيشها البلاد أثرت بشدة على السياحة الثقافية والأثرية، وقفزت بالسياحة الشاطئية لتمثل 99 في المائة من الوفود السياحية خلال الشهور الماضية.

وعقب إعلان النتائج الأولية للجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، والتي أظهرت تقدم الإسلاميين، أعلن ائتلاف دعم السياحة، عن مبادرة لتوعية الناخبين في المحافظات التي سيتم فيها الاقتراع بالمرحلتين الأخيرتين بأهمية السياحة للمصريين، وحث الناخبين على التصويت لصالح برامج الأحزاب التي تولي أهمية خاصة لدفع السياحة دون تضييقات. وكانت أحزاب سلفية قد أعلنت تحفظاتها على السياحة الشاطئية على نحو خاص، رغم محاولتها تطمين العاملين بالقطاع السياحي.. لكن تصريحات قيادات سلفية قالوا فيها إنهم عازمون على تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر، تثير قلق أبناء القطاع السياحي.

ويقول إيهاب موسى، أحد أعضاء ائتلاف دعم السياحة (ائتلاف يضم أكثر من 1500 عضو يعملون في مجال الإرشاد والفنادق والمطاعم السياحية)، «إننا نقوم بحملة تحت شعار (السياحة رزق أولادنا) وذلك في المحافظات التي ستجري بها الانتخابات في المرحلتين القادمتين لتوعية الناخبين بسياسة الأحزاب المختلفة وموقفها تجاه السياحة في مصر؛ حتى يمكن المساعدة في تنشيط السياحة وتحقيق الاستقرار».

ويعرب موسى عن النتائج المخيبة للآمال التي تحققت خلال المرحلة الأولى.. ويقول لـ«الشرق الأوسط» «هذه نتائج كارثية؛ ليس فقط للسياحة، بل والاقتصاد القومي الذي يعتمد على دخل السياحية.. هذه الأحزاب الإسلامية تقيد حركة السياحة الشاطئية».

وعقب ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، تأثرت السياحة بدرجة كبيرة.. حيث تراجع الدخل السياحي بنسبة 80 في المائة. وقال الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء إن عدد السائحين المتوافدين على مصر قد انخفض بنسبة 35.4 في المائة، وذلك خلال الربع الثاني من أبريل (نيسان) وحتى يونيو (حزيران) من العام الجاري.

يقول كمال الملاخ، صاحب باخرة «نايل كروز» السياحية بين أسوان والأقصر، إن السياحة بدون أمان لا شيء، وإن المظاهرات أدت إلى وقف سير الباخرة تماما بعد أن كانت تعمل بنسبة 85 في المائة.. وأضاف في مرارة: «لقد منحت أجازة مفتوحة للموظفين بالباخرة براتب 50 في المائة.. ولا نحتمل المزيد من الخسائر».

وفي منطقة الحسين، أشهر المناطق السياحية بالقاهرة، علق أحمد مرزوق، عامل بأحد المطاعم الشهيرة قائلا: «لم نر سائحين منذ بداية أحداث التحرير الأخيرة، لقد اختفوا تماما وأصبحت غير قادر على دفع إيجار المحل الذي يبلغ 6 آلاف جنيه (ألف دولار) شهريا»، مضيفا أنه سيكون مكبلا بالديون آخر الشهر.

لكن رغم تزايد الشكوك حول مستقبل العاملين في القطاع السياحي، لا تزال الصورة المضيئة التي تمت بها الانتخابات المصرية قبل يومين تدفع تدفق حركة السياحية في البلاد.. حيث أكدت شركات سياحية أنها لم تلحظ وجود أي تأثير ملحوظ لنتائج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية على تدفق السائحين.. وقال ممثل إحدى الشركات السياحية الكبرى في القاهرة «تلقينا تأكيدات على حجز العديد من الأفواج السياحية».