طالباني والمالكي يتسلمان «قصور صدام» في بغداد

الرئيس العراقي شكر واشنطن لمساهمتها في تحرير العراق

من اليسار: السفير الأميركي ببغداد جيمس جيفري، ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي خلال مراسم تسليم القصور الرئاسية للعراق بقاعدة فيكتوري الأميركية غرب بغداد أمس (رويترز)
TT

لم يأخذ الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين معه شيئا إلى القبر. فمرحاضه الذي صنعه له الأميركان داخل زنزانته في أحد قصوره الرئاسية أخذوه معهم كجزء من متممات انسحابهم من العراق، وأما «قصور الشعب» مثلما كان يحلو له تسميتها والمعروفة الآن رسميا بالقصور الرئاسية فقد تكفل نائب الرئيس الأميركي ومسؤول الملف العراقي في الإدارة الأميركية جو بايدن بتسليمها باحتفال رسمي أمس الخميس إلى القيادة العراقية.

الاحتفال الذي جرى في مطار بغداد الدولي أمس والخاص بتسليم آخر القصور الرئاسية ومن أبرزها القصر المعروف بـ«قصر الفاو» قرب المطار حضره كبار المسؤولين العراقيين يتقدمهم رئيس الجمهورية جلال طالباني ونائباه طارق الهاشمي وخضير الخزاعي ورئيس الوزراء نوري المالكي وعدد آخر من كبار الشخصيات والقادة الأمنيين.

الرئيس طالباني وفي كلمة له خلال حفل التسليم بدد المخاوف من إمكانية نشوب حرب أهلية عقب الانسحاب الأميركي الكامل نهاية هذا العام. وقال إن «العراق واجه أخطر الحروب الداخلية، وتمكن بإرادة شعبه وجميع القوى السياسية من تجاوزها، حيث أصبحت من الماضي». واعتبر طالباني أن «دعم الولايات المتحدة الأميركية للعراق وشعبه بمواجهة الإرهاب كان له الجزء الأكبر بتخليص العراق من جميع المشكلات الأمنية والحروب الداخلية»، مشيرا إلى أن «العراق اليوم يعيش حالة من الاستقرار الأمني الكبير والسياسي الذي يحتاج إلى تكاتف أكثر لنصل بالسفينة إلى شاطئ الأمان».

ولم يفت طالباني بعكس مسؤولين عراقيين آخرين أن يتقدم بالشكر علنا للولايات المتحدة الأميركية لما سماه «مساهمتها بتحرير العراق من نظام ديكتاتوري مستبد، ومساهمتها بنشر الديمقراطية وتدريب القوات العراقية». وجدد طالباني الحاجة إلى وجود مدربين أميركيين قائلا إن «القوات العرقية اليوم أصبحت قادرة على حماية أمن العراق، رغم أنها تحتاج إلى مدربين أميركيين، وسنستعين بهم، لتكون القوات العراقية مكتملة بكل شيء»، على حد قوله. من جانبه اعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي هذا اليوم من الأيام التاريخية للعراق «بعد أن تسلم السيادة الكاملة، وتخلص من نظام ديكتاتوري»، معتبرا سقوط نظام صدام حسين هو الذي وفر الفرصة للعراق «للحصول على الحرية والديمقراطية، بدعم من قبل الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي».

وأوضح المالكي أن «هذا اليوم يعد من أكثر الأيام إنجازا بتاريخ العراق، حيث حصل على سيادة كاملة، وعلاقات واسعة وطويلة الأمد مع أكبر دولة في العالم»، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية. وحمل المالكي ما اعتبره دمارا وتخلفا عاشه العراق قبل عام 2003 إلى حزب البعث قائلا «يتحمل هذا الحزب مسؤولية ما حصل من دمار وتخلف»، مؤكدا في الوقت نفسه أنه «بعد عام 2003 تمكنا من بناء دولة ديمقراطية وهي تتطور يوما بعد يوم، حيث إن هذا التطور مكنا من خلق علاقات قوية مع الكثير من الدول، وأبرزها مع الولايات المتحدة الأميركية التي لا بد أن نتقدم لها بالشكر الجزيل، لالتزامها بالانسحاب بعد أن وقعنا اتفاقية الإطار الاستراتيجي مع الرئيس بوش والتزم بتنفيذها الرئيس أوباما».

من جهته، شكر نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن القوات الأميركية والعراقية على تضحياتها، مؤكدا أنها وضعت نهاية للحرب في العراق. وقال بايدن «نجتمع هنا لنشكر القوات العراقية والأميركية، ونتشرف بالتضحيات التي قدمتها وبالنجاح الذي حققته والالتزامات» التي أبدتها، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف مخاطبا قوات البلدين أن «كل واحد منكم يجلس أمامي اليوم، ساهم بوضع أساس لشراكة استراتيجية طويلة الأمد بين بلدينا وكذلك للعراق رغم كل المصاعب، يمكن أن تكون مصدرا للاستقرار ليس لشعوبها فقط وإنما للمنطقة وعلى مدى سنوات مقبلة».

وتابع «أعتقد أنه من المنصف القول إنه لم يكن أحد تقريبا يعتقد قبل سنوات أن هذا ممكن».