عشرات القتلى والجرحى في تفجير سيارة مفخخة وهجوم مسلح بديالى

نائب رئيس مجلس المحافظة لـ «الشرق الأوسط»: لم يحن وقت الفيدرالية بعد

TT

سجل الوضع الأمني في العراق تراجعا ملحوظا خلال الأيام الماضية، مع بدء العد التنازلي السريع لانسحاب كامل القوات الأميركية من العراق؛ ففي بغداد توقفت الإجراءات الخاصة برفع الحواجز الخراسانية، وفتح الطرق الفرعية، على أثر تفجير ثلاث عبوات ناسفة في منطقة الباب الشرقي بوسط بغداد، ومحاولة اقتحام سجن التاجي شمال العاصمة بسيارة مفخخة، والتفجير الانتحاري داخل المنطقة الخضراء أمام المدخل الخلفي للبرلمان.

وبينما استمر الخلل الأمني في بغداد، الذي تمثل في استهداف موكب وزير البيئة، والذي أدى إلى جرح أربعة من حراسه بينما نجا هو من محاولة اغتيال, وإصابة سبعة من أفراد الشرطة بقنبلة من ثلاث قنابل كانوا يحاولون أبطال مفعولها، فإن محافظة ديالى القريبة من بغداد (65 كلم شمال شرق) سجل الوضع الأمني فيها، أمس (الخميس)، انهيارا مفاجئا، تمثل في تفجير سيارة مفخخة كانت مركونة في سوق شعبية للفواكه والخضراوات. وقد أدى هذا الحادث، طبقا لمصادر الشرطة، إلى مقتل عشرة أشخاص وإصابة 20 آخرين. ومع قرب انتهاء الانسحاب الأميركي، فإن الوضع الأمني في هذه المحافظة المتنازع على الكثير من مناطقها بين العرب والأكراد، طبقا للمادة 140, فضلا عن التنوع المذهبي فيها، لا يزال يشكل الهاجس الأكثر قلقا للمسؤولين هناك أو للسلطة المركزية. وفي السياق نفسه، فإن هجوما على منزل أحد قادة الصحوة هناك أدى إلى مقتل وجرح 11 شخصا من أسرة واحدة. وقالت المصادر المسؤولة في المحافظة إن مسلحين مجهولين اقتحموا، في وقت مبكر من صباح أمس، منزلين يعودان لشقيقين في الصحوة في قرية الجيل، وأطلقوا النار من أسلحة رشاشة، مما أسفر عن مقتل الشقيقين وخمسة من أفراد أسرتهما، وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة. وفي الوقت نفسه، فجر المسلحون المنزلين وأحرقوا أربع سيارات كانت متوقفة داخل المنزلين، قبل أن يفروا إلى جهة مجهولة.

من جهته، أكد نائب رئيس مجلس محافظة ديالى صادق الحسيني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما حصل في ديالى هذا اليوم (أمس) كان خرقا أمنيا مفاجئا، حيث إن السلطات الأمنية في المحافظة تمكنت خلال الفترة الماضية من تأمين الوضع الأمني، وأصبحت أنحاء المحافظة تشهد استقرارا أمنيا ملحوظا»، منبها إلى أن «أعداء العراق وأعداء العملية السياسية يتحركون من أجل إحداث خلل سياسي يتعدى الخرق الأمني، وذلك بهدف إفشال العملية السياسية كلها تنفيذا لأجندات معروفة». واعتبر الحسيني أن «انفجار سيارة مفخخة في سوق شعبية للفواكه إنما هو موجه ضد الفقراء والبسطاء والكسبة والمزارعين من الناس، لأنها ليست محمية، مما يجعلها هدفا سهلا»، مشيرا إلى أن «هذه الجماعات تريد أن تحقق انتصار بأي ثمن وبأي طريقة، بعد أن عجزت عن مواجهة الأجهزة الأمنية والعسكرية في البلاد؛ سواء في ديالى أو خارجها».

وردا على سؤال بشان استهداف قادة الصحوات؛ حيث سجل العام الحالي نحو عشر هجمات ضدهم، قال الحسيني إن «قادة الصحوات يدفعون ثمن مواجهتهم لتنظيمات القاعدة؛ إذ جعلوهم هدفا ثابتا لهم مع أنهم مواطنون عاديون، فما حصل إنما استهدف أسرهم بما فيها من نساء وأطفال وهي أعمال إجرامية بامتياز».

وبشأن تصاعد الدعوات في ديالى للتحول إلى الفيدرالية، قال الحسيني: «أود أن أقول إن الفيدرالية مطلب دستوري وبالتالي فإن من يطالب بها لا يتخطى الدستور، ولكن الاختلاف في وجهات النظر سواء في ديالى أو أي مكان آخر في العراق هو أن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب لإقامة الفيدراليات»، موضحا أن «الخلل في الدعوات عند البعض والإصرار عليها لا تخدم العراق في الوقت الحالي حيث تبدو وكأنها تمزيق لوحدة البلاد».