الغربيون يتكيفون مع فوز الإسلاميين في شمال أفريقيا

دبلوماسي: ندعم العملية الجارية ما دامت نتيجة الاقتراع

TT

تكيف الغربيون، بعد الثورات التي أطاحت بأنظمة حليفة لهم في شمال أفريقيا، مع أول انتصارات انتخابية يسجلها الإسلاميون في هذه الدول، حيث أبدوا رغبتهم في الانفتاح عليهم مع لزوم الترقب.

وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، متحدثا عن أول انتخابات حرة في تونس أدت إلى فوز حزب النهضة الإسلامي، إن «كل شيء ينطوي على مجازفة في ثورة. لكني أعتقد أنه ينبغي أن نبدي ثقة ونلزم التيقظ في الوقت نفسه».

أما في المغرب، حيث حقق إسلاميو حزب العدالة والتنمية فوزا في الانتخابات التشريعية، فأشار جوبيه إلى أن الإسلاميين الفائزين معتدلون ولا يملكون الغالبية المطلقة، ولو أنهم سيترأسون لأول مرة في هذه البلد حكومة ائتلاف.

كما ردت واشنطن ببراغماتية على فوز الإسلاميين في المغرب، فقالت إنها «ستنتظر وترى». وأعلنت وزارة الخارجية أن «الاسم الذي تحمله حكومة أو حزب أقل أهمية مما يفعل، والمهم إن كان يتصرف في احترام القواعد الديمقراطية أم لا»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال باسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، إنه عوضا عن إبداء «ردود فعل متسرعة» حيال الإسلام من دون إقامة أي تمييز، فإن «الدول الغربية ترد بحذر وبراغماتية» بإبداء «ثقتها في المجتمعات المدنية لمختلف الدول المعنية لمقاومة أي محاولات لقمع الحريات».

وقال دبلوماسي أوروبي في بروكسل «لا يسعنا سوى أن ندعم العملية الجارية ما دامت تخرج من صناديق الاقتراع بطريقة ديمقراطية. ينبغي أن نلعب اللعبة ونثبت عن انفتاح وتيقظ في آن». وتابع «علينا ألا نكذب على أنفسنا. لدينا مخاوف، ومن الواضح أننا سنواجه اضطرابات في العديد من دول المنطقة مثل ليبيا ومصر أو الجزائر أيضا».

وفي معرض كلامه عن تونس، اشترط جوبيه لتقديم فرنسا مساعدة لهذا البلد احترام التناوب الديمقراطي على السلطة واحترام حقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة، معتبرا أنها «خطوط حمراء» يجب عدم تخطيها، وهو تحذير أثار استياء زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي. واستخدم الوزير الفرنسي مجددا عبارات «ثقة» و«تيقظ» و«خطوط حمراء» الأسبوع الماضي، متحدثا عن ليبيا غداة تعيين حكومة انتقالية بعد الإطاحة بمعمر القذافي.

كذلك أعربت واشنطن وباريس عن ارتياحهما لانطلاق الانتخابات التشريعية الاثنين في مصر، بعد ورود أول الانطباعات «الإيجابية» عن المراقبين المستقلين الأميركيين، وذلك رغم توقع المحللين فوزا لـ«الإخوان المسلمين».

كما ظهرت البراغماتية في مواقف الاتحاد الأوروبي الذي دعا إلى التكيف مع العمليات السياسية الجارية في دول الضفة الجنوبية من البحر المتوسط. وقال الدبلوماسي الأوروبي في بروكسل «إننا في الوقت الحاضر في مرحلة اختبارية تسعى خلالها مختلف القوى (من التوجه الراديكالي والأحزاب الإسلامية المعتدلة والمجتمع المدني) لمعرفة ما إذا كان في وسعها التعايش معا أم لا».