قرغيزستان تؤسس لأول تقليد خاص بنقل السلطة سلميا

الرئيس الجديد يؤدي اليمين ويعد بإبقاء «الدولة الفاسدة» في الماضي

أتامباييف يقبل علم قرغيزستان خلال حفل أدائه اليمين في بشكيك أمس (رويترز)
TT

أدى رئيس قرغيزستان الجديد الماظ بك أتامباييف اليمين الدستورية صباح أمس في أول عملية انتقال سلمي للسلطة في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى التي شهدت انتفاضتين منذ 2005.

وجرى الاحتفال بأداء القسم في بشكيك بحضور مدعوين أجانب بينهم الرئيس التركي عبد الله غل ورئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي. وأدى أتامباييف الذي انتخب رئيسا في 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اليمين وأقسم «أمام الله والشعب بأن يكون عادلا في ممارسة مهامه كرئيس دولة، وبالدفاع عن حقوق الإنسان والمواطن واحترام دستور قرغيزستان والدفاع عن وحدة الشعب وسلامة أراضي الدولة وأمنها». وأشاد في خطاب مقتضب، بهذه «اللحظة التاريخية»، مؤكدا أن البلاد تواجه تحديات كبيرة. وقال إن «شعبنا بحكمته اختار طريق وحدة البلاد واستقرارها. اليوم طويت صفحة جديدة من تاريخ قرغيزستان. الشعب يطالب بممارسة صحيحة للسلطة وإلا فلن يسامحنا». وأكد أن «دولتنا الفاسدة يجب أن تبقى في الماضي»، قبل أن يستعرض القوات القرغيزية أمام البرلمان.

وأتامباييف، 55 عاما، الذي كان رئيسا للوزراء إلى حين تنظيم الانتخابات الرئاسية في 30 أكتوبر، خلف حليفته روزا أوتونباييفا التي تولت السلطة بالوكالة عقب انتفاضة 2010 التي أطاحت بنظام كرمان بك باقييف. وقالت أوتونباييفا في بداية حفل تنصيب الرئيس الجديد «نحن شهود على لحظة تاريخية لدولة وشعب قرغيزستان. إننا نؤسس تقليدا جديدا هو الانتقال السلمي للسلطة». وكانت أوتونباييفا أكدت الأربعاء أمام البرلمان «للمرة الأولى منذ استقلالنا (عن الاتحاد السوفياتي السابق في 1991) نخلق سابقة الانتقال السلمي والطوعي للسلطة بعد إجراء انتخابات ديمقراطية». وكان الرئيس باقييف وصل إلى السلطة في مارس (آذار) 2005 بعد انتفاضة عنيفة أطاحت بالرئيس آنذاك عسكر أكاييف الذي كان يتولى السلطة منذ 1990 والحقبة السوفياتية. ويتولى أتامباييف السلطة في بلد يشهد عدة انقسامات سياسية وعرقية وجغرافية. فخلال صيف 2010 شهد الجنوب أعمال عنف عرقية دامية بين الغالبية القرغيزية والأقلية الأوزبكية الضحية الرئيسية للهجمات. وتعد قرغيزستان من أفقر دول الاتحاد السوفياتي السابق واقتصادها تضرر إلى حد كبير بأعمال العنف التي هزت البلاد في السنوات الأخيرة. ومعروف عن أتامباييف أنه مفاوض براغماتي، وسيواجه تيارا قوميا قويا يتهمه بالغش في الانتخابات الرئاسية ليتم انتخابه من الدورة الأولى من الاقتراع بـ63 في المائة من الأصوات. وكان مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للانتخابات رأوا أنه «ما زال من الضروري القيام بعمل كبير على كل المستويات في هذا البلد ليتمكن من تنفيذ وعده بإجراء انتخابات ديمقراطية». ويعد استقرار قرغيزستان مسألة حاسمة للولايات المتحدة التي تملك في هذا البلد قاعدة جوية أساسية لنشر قواتها في أفغانستان. كما تملك روسيا في هذا البلد بنى تحتية عسكرية.