الأمير مقرن: طهران أعقل من أن تبادر بأي هجوم وإذا كان خيار الشعوب أن تحكمها جماعة الإخوان المسلمين فليكن

وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي: مجلس التعاون لا يحاول سرقة أي دور.. ولن يكون بديلا عن الدور المصري

الأمير مقرن بن عبد العزيز لدى مشاركته في منتدى الخليج والأمن في الرياض أمس (واس)
TT

أكد الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة السعودية، أن ما توصل إليه وزراء الدفاع الخليجيون مؤخرا من اتفاق لتوحيد نظام الإنذار المبكر الجوي، يعطي الحق لجميع أنظمة الدفاع الجوي للاعتراض على أي صواريخ «باليستية»، في حال تعرض أي دولة من دول المجلس لهجوم، كما نوه الأمير مقرن إلى أن طهران أعقل من أن تبادر بأي هجوم، إدراكا منها بالخسائر البشرية والمادية المترتبة على أثر ذلك، وقال «الإيرانيون حتما حكماء حتى لا يذهبوا إلى مثل ذلك، إلا أن أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم»، مشيرا إلى أنه لا يعني بذلك البدء بالمهاجمة وإنما «القصاص».

جاء ذلك في الجلسة الثانية من فعاليات منتدى «الخليج والعالم» الذي نظمه معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية ومركز الخليج للأبحاث، برعاية الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، والذي انطلق أمس في العاصمة السعودية الرياض، حيث خيم على أجواء يومه الأول الملف الإيراني والقضية السورية، خلال جمع من مختلف الأقطاب السياسية والرسمية من بينها التركية والسورية والعراقية والإيرانية إلى جانب تمثيل من حلف الناتو.

وأشار رئيس الاستخبارات السعودية إلى أن الحوار والشفافية في الإفصاح عن برنامجها النووي، هو الطريق الأمثل لإيران وللمنطقة الخليجية التي بحاجة إلى بث الطمأنينة لها، بالسماح بالتأكد من سلمية برنامجها، منوها إلى تجربة إيران الأخيرة بإطلاق صواريخ «باليستية». وأكد أن من حق جميع الدول امتلاك طاقة نووية سلمية، إلا أن الخوف هو من حدوث سباق تسلح في المنطقة، الذي بسببه سيتم تبديد المليارات عليه دون فائدة ترجى. أما فيما يتعلق بالملف اليمني فدعا الأمير مقرن بن عبد العزيز الفرقاء في ذلك البلد إلى العمل بجد وبهدوء على تنفيذ الاتفاقية الخليجية التي وقعت في الرياض أخيرا بين المعارضة والحكومة، داعيا إلى ضرورة البحث عن المستفيد من إثارة الفتن والقلاقل، للتمكن من تحليل أسباب عدم الاستقرار في اليمن.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تنامي حظوظ «الإخوان» في منطقة «الربيع العربي»، الأمر الذي بات كالطوق في عنق منطقة الخليج العربي، أجاب رئيس الاستخبارات السعودية بالقول «سنتعامل نحن مع كيانات سياسية، وإذا كان هذا خيار الشعوب فليكن».

من جهته، دعا الدكتور نصير العاني رئيس ديوان رئاسة الجمهورية العراقية، دول مجلس التعاون الخليجي إلى لعب دور أكبر في تعزيز الأمن والاستقرار في بلاده، خاصة في ظل انسحاب القوات الأميركية، منعا لأي تدخلات خارجية، ودعما للجيش العراقي، ملمحا إلى الدور الإيراني في العراق دون التصريح بذلك، قائلا «هناك تدخلات بالعراق الكل يعرفها». وكشف العاني عن حالة التخوف من عدم جاهزية القوات المسلحة العراقية، على الرغم من أنه بدأ استكمال جاهزيتها لتولي السلطات الأمنية لها، مقرا بعدم تمكن القوات العسكرية العراقية الحالية من حماية مجالها الجوي.

وشدد العاني على أنه على الرغم من الصفقات والعقود العسكرية التي وقعت سابقا وينتظر تطبيقها في الأشهر المقبلة، فإن العراق لن يتمكن من مجاراة الدول المجاورة له كطهران وتركيا.

من جهة أخرى، أكد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن مجلس التعاون الخليجي لا يحاول سرقة دور أي دولة في المنطقة، كأن يكون بديلا عن الدور المصري وملء الفراغ القائم، منوها إلى لعب مجلس التعاون الخليجي دورا متوازنا يتناسب مع حجمه، وكما ذكر «فإن العالم العربي كبير بما فيه الكفاية للسماح بلاعبين أساسيين». وأضاف قرقاش أن «الربيع العربي» ما زال في مرحلة التكوين والتشكل، ولا يمكن لأي كان أن يقدم التحليلات النهائية لهذا الربيع، مشيرا إلى أن تحولاته ستلقي بظلالها على مختلف المسائل، وأنها ستحدث تغيرا جذريا على جميع الصعد، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما أن سياسات دول الربيع الخارجية ستتأثر بصورة كبيرة، معتبرا أن منطق الحكومات الائتلافية هو من سيدير السياسات الخارجية، مع تأكيده على تغير طبيعة العلاقة السابقة ما بين مصر وإيران، الأمر الذي يتطلب إدارة هذا التغير جيواستراتيجيا. ونوه وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن انسحاب القوات الأميركية من العراق وإنهاء وجودها العسكري، لن ينهي أو يقلل من أهمية الدور الأميركي في المنطقة الخليجية، مؤكدا أن المنطقة ستظل مهمة لأميركا، وأميركا مهمة لأمن المنطقة، حيث إن الالتزامات الأمنية ما زالت مستمرة، كتأثير إيران في المنطقة، ونجاح عملية السلام، ومكافحة الإرهاب.

وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» اعترف محمد عمراني مستشار أول ونائب رئيس البعثة لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الرياض، بوجود اختلافات ما بين الدولتين حول الوضع السوري، مشيرا إلى تجنب الدولتين طرح القضية بصورة ثنائية حفاظا على العلاقات التي وصفها بـ«الجيدة» ما بين السعودية وإيران، موضحا «نحاول أن نقرب وجهات النظر في ما بيننا».

وفيما يتعلق بتداعيات أعمال الشغب التي حدثت في مدينة القطيف شرق السعودية أخيرا وربط مسؤولين سعوديين هذه الأحداث بتدخلات من جهة خارجية، قال عمراني «نحن نكذب أي نوع من التدخلات الخارجية من قبل إيران، وهذا وضع داخلي»، نافيا وجود أي اتصالات أو تدخلات من قبل طهران، مشيرا إلى أنه «ليس من صالح السعودية اتهام الآخرين».

ونفى محمد عمراني مستشار أول السفارة الإيرانية في الرياض، حمل أي من مثيري الشغب في منطقة القطيف لعلم إيران، مفيدا بأن «ما تم رفعه هو فقط علم العزاء الحسيني»، وحول الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الإيرانية، اعتبر عمراني أن عملية تأجيج الإعلام الإيراني إنما أتى كرد فعل على الإعلام السعودي، مضيفا «وهذا التراشق للأسف حاصل».

من جهة أخرى، صرح السفير الصيني في الرياض، لـ«الشرق الأوسط»، بأنه باستطاعة الشعب السوري حل مشاكله بنفسه دون أي تدخل خارجي، متمنيا أن تعود حالة الأمن والاستقرار، وحل المشكلة السورية بصورة سلمية ضمن المنطقة العربية دون أي تدويل لها.

وقال السفير الصيني إنه على النظام السوري احترام حقوق الإنسان، إلا أنه استدرك حديثه بضرورة عدم تسييس مشاكل حقوق الإنسان، واستخدامها كأداة وورقة سياسية للتدخل في شؤون الدول.

وبشأن العلاقات الثنائية ما بين الصين واليابان أكد على أن الدولتين يجمعهما علاقة صداقة وأهداف مشتركة، رغم ظهور بعض المشاكل، التي ستسعى الصين لحلها بطرق ودية دون الإساءة للعلاقات المشتركة. وحول مسألة دور «الناتو» (الحلف الأطلسي) في الأزمة السورية والإيرانية، أكد نيكولاي سانتيس أن كلا من سوريا وإيران ليستا على جدول أعمال «الناتو»، منوها إلى أن ما حدث في ليبيا مختلف تماما عما هو عليه الوضع بسوريا، والشروط التي كانت موجودة في الحالة الليبية لا تتوافر في الحالة السورية، كإجماع 28 دولة، مؤكدا أن «الناتو» ليس حريصا على مثل هذه الأمور، والرهان على الدور العربي في التمكن من حل الأزمة كما حدث في اليمن.