الهدوء يعود إلى محافظة دهوك بعد وضع قوات البيشمركة في حالة الاستنفار القصوى

بارزاني يؤكد في زاخو: لن أقبل من أي كادر في حزبنا الاعتداء على الآخرين

برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان يزور مقر الاتحاد الإسلامي الكردستاني في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أسهمت الزيارة المفاجئة لرئيس الإقليم مسعود بارزاني إلى مدينة زاخو التي شهدت اضطرابات أمنية جراء خروج مظاهرة شعبية تحولت إلى هجمات على بعض المتاجر والفنادق ومحلات بيع الخمور، في عودة هدوء نسبي إلى المنطقة، مثلما أكد ذلك رئيس كتلة الاتحاد الإسلامي في البرلمان العراقي نجيب عبد الله الذي أكد في اتصال مع «الشرق الأوسط» من مدينة دهوك، أن «السلطات أفرجت عن العشرات من معتقلي حزبه بكفالة مالية، بينما تنتظر قيادات الاتحاد اجتماعا مع الرئيس بارزاني لتطبيع الأوضاع»، مشيرا إلى أن «أي حوادث لم تقع في المنطقة أمس، وأن الجهود تبذل حاليا على أعلى المستويات بقصد التهدئة وعودة الأمور إلى طبيعتها».

وكان الرئيس بارزاني قد قام بزيارة يوم أمس إلى مدينة زاخو التي انطلقت منها الأحداث يوم الجمعة الماضي واجتمع بقيادات المنطقة من مسؤولي الحكومة والأحزاب وجدد خلال اللقاء إدانته الشديدة لتلك الأحداث، مشيرا في كلمة إلى أن «ما حدث في زاخو لا يعبر عن موقف أبنائها الأصلاء، ولا يمثل كذلك موقف الوطنيين الذين ضحوا من أجل بناء التجربة الكردستانية وتحقيق الأمن والاستقرار في كردستان، وإذا أراد البعض أن يشوه سمعة الحزب الديمقراطي وينال من أمن واستقرار المنطقة، لن نقبل منه تحت أي ذريعة كانت». وأكد بارزاني «لا يجوز لأي شخص كان أن يحشد بعض الأطفال والشباب لتعكير الأوضاع في مدن كردستان، وإذا كانت هناك أي حالات غير مقبولة فبالإمكان أن يلجأ الناس إلى القانون والبرلمان، فليس في كردستان من هو فوق القانون، ومن لديه مطالب محددة عليه أن يذهب إلى البرلمان ويطرح مطالبه بشكل قانوني سليم، ونحن لن نقبل من أي كادر حزبي تابع لنا أن يعتدي على الآخرين، كما لن نقبل من أي أحد أن يعتدي على حزبنا وكوادرنا».

وكانت الأحداث التي وقعت في مدينة زاخو قد استأثرت باهتمام قيادات إقليم كردستان التي بذلت جهودا كبيرة من أجل تهدئة الأوضاع، ففي اتصالات هاتفية بقيادة الاتحاد الإسلامي أعرب كل من الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس حكومة الإقليم برهم صالح ورئيس حركة التغيير المعارضة نوشيروان مصطفى عن إدانتهما لإحراق مقرات الاتحاد في عدد من المناطق الكردستانية، وعبرا عن قلقهما البالغ من تطورات الأحداث باتجاه المزيد من الاعتداءات على مقرات وأعضاء الاتحاد الإسلامي، داعين إلى التهدئة وضبط النفس.

من جهته، أكد فاضل ميراني، سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن حزبه وقيادة الإقليم «سوف لن تسمح بأي مساس بحقوق الإخوة المسيحيين واليزيديين الذي تعرضوا خلال اليومين الماضيين إلى اعتداءات غاشمة من بعض الأشخاص، وأن الموقف الثابت والذي سبق أن أعلنه الحزب مرارا حول تلك المكونات الدينية والمذهبية، هو الدفاع الكامل عن حقوقهم وحرياتهم الشخصية والدينية، وأن الحزب لن يسمح لأي طرف كان أن يعتدي على حقوق أبناء هذه الأديان والمذاهب وتحت أي ذريعة كانت».

ورفض المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني اتهامات الاتحاد الإسلامي بضلوع الحزب في الأحداث التي وقعت بزاخو، وقال بيان للمكتب السياسي للحزب «في الوقت الذي ندين فيه جميع أشكال العنف والاعتداء التي وقعت ضد الاتحاد الإسلامي وحرق مقراته في عدد من المدن الكردستانية، نرفض ردود فعل الاتحاد الإسلامي بتوجيه الاتهامات إلى حزبنا، فتلك الاتهامات غير مقبولة، ونطالب الاتحاد الإسلامي بتقديم اعتذار رسمي جراء توجيه تلك الاتهامات». وكان رئيس حكومة الإقليم برهم صالح قد زار مقر المكتب السياسي للاتحاد الإسلامي الكردستاني واجتمع بأمينه العام وأعضاء قيادة الاتحاد أكد خلال اللقاء سعي حكومة الإقليم إلى تهدئة الأوضاع، مجددا إدانته لأعمال الشغب التي شهدتها مدينة زاخو، وإحراق عدد من مقرات الحزب الإسلامي في بعض مناطق محافظة دهوك.

وكانت مقرات الاتحاد الإسلامي في منطقة بهدينان قد تعرضت إلى اعتداءات طوال اليومين الماضيين، حيث تم إحراق (مقر الفرع الثالث عشر للاتحاد الإسلامي في زاخو وفرعه التنظيمي في سميل ومبنى الإذاعة والتلفزيون التابع لها في زاخو وسميل، ومركز التنظيم الطلابي قي زاخو، ومكتب قناة (سبيدة) الفضائية في زاخو، والمركز الرئيسي لتنظيمات الاتحاد في مدينة دهوك».

وفي اتصال مع القيادي محمد فرج عضو المكتب السياسي للاتحاد الإسلامي أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الأحداث تزامنت مع اقتراب تغيير الحكومة الإقليمية، ووصول دعوات من أحزاب السلطة إلى أحزاب المعارضة للمشاركة في التشكيلة الجديدة للحكومة القادمة، وكنا في المعارضة ندرس هذا الطلب وكانت الآراء تتجه نحو المشاركة فيها، ولكن هذه الأحداث يبدو أنها كانت مقصودة، فالتصعيد الذي حصل لا مبرر له مطلقا، واستهداف مقراتنا تحديدا في هذه المنطقة يبدو أنه كان مخططا له وبشكل مبرمج، وإلا لم تكن هناك أي تبريرات موضوعية لضرب وإحراق مكاتبنا الحزبية، لأننا بالأساس لم نكن معنيين بما حدث، فالملا الذي تسبب بخروج الناس إلى الشوارع هو من أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني ولا ينتمي إلينا، ولا علاقة له بنا مطلقا، وكان من المفترض أن يحقق مع هذا الملا قبل أن تحرق مكاتبنا في المنطقة».