انفجار قرب السفارة البريطانية في المنامة.. وأصابع الاتهام تشير إلى دور إيراني

المعارضة: الحادث غير حقيقي والحكومة تريد استثماره سياسيا.. لندن على اتصال بالسلطات البحرينية

شرطي يحرس السفارة البريطانية في المنامة أمس (أ.ب)
TT

كشفت وزارة الداخلية البحرينية عن حادث إرهابي استهدف مقر السفارة البريطانية في منطقة رأس الرمان بالعاصمة البحرينية المنامة من دون أن يؤدي إلى إصابات. وقال المقدم صلاح سالم المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية إن دوي الانفجار الذي سمع بعد منتصف الليلة الماضية في منطقة رأس رمان بالعاصمة المنامة «ناجم عن عبوة وضعت أسفل العجلة الأمامية من الجهة اليسرى لحافلة كانت متوقفة بالقرب من سور السفارة البريطانية وبمسافة نحو 50 مترا من المبنى الرئيسي للسفارة».

ووقع الحادث نتيجة عبوة ناسفة وضعت أسفل العجلة الأمامية من الجهة اليسرى لحافلة كانت متوقفة بالقرب من سور السفارة البريطانية وبمسافة نحو 50 مترا من المبنى الرئيسي للسفارة. وقال المتحدث باسم الوزارة البحرينية إن أضرارا لحقت بخمس سيارات أخرى متوقفة في المنطقة غير أنه لم يسقط جرحى. وأضاف أن «أجهزة الأمن في المنطقة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة»، في حين أبلغ مصدر أمني فضل عدم ذكر اسمه «الشرق الأوسط» بأن السلطات الأمنية البحرينية تضع في اعتبارها الخطاب الرسمي الإيراني وتأثيره على الوضع الداخلي في مملكة البحرين، في إشارة إلى احتمال ضلوع إيران في الحادث الأمني.

وأضاف المصدر الأمني أن الجهات الأمنية في مملكة البحرين كشفت في وقت سابق عناصر تم تدريبها على مثل هذه الأعمال في سوريا، مؤكدا أن المحققين لا يغفلون هذين الجانبين في الفرضيات التي يضعها الأمن البحريني لكشف ملابسات الحادث، وفك رموزه. وأوضح أن التحقيقات التي يجريها الأمن البحريني ستكشف مدى علاقة الحادث بالخلية الإرهابية التي تم الكشف عنها في 12 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والتي تم ضبطها من قبل السلطات الأمنية القطرية، مؤكدا في ذات الوقت أن التحقيقات الأمنية التي تجري ستكشف الجهة التي كانت وراء الحادث.

وأكد المصدر الأمني أن الأجهزة الأمنية البحرينية زادت من تعزيزاتها واتخذت وفق قراءتها للوضع الأمني في البحرين كافة التدابير التي تضمن سلامة الجميع وفي مقدمتها البعثات الدبلوماسية. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية في مؤتمر صحافي عقده يوم أمس إنه نتج عن الانفجار انفصال عجلة الحافلة وتهشم الزجاج الأمامي والجانبي من الجهة اليسرى ووقوع تلفيات بمقدمتها. وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الأجهزة الأمنية انتقلت فورا إلى الموقع وباشرت مهامها، كما انتقل للموقع طاقم المختبر الجنائي وتم إبلاغ كافة الأجهزة المعنية.

وأعرب المصدر عن اعتقاده أن المادة المستخدمة كانت شديدة الانفجار وذلك بالنظر إلى قوة الانفجار والشظايا التي نتجت عنه ومسافة تطايرها التي وصلت إلى نحو 32 مترا وإحداث حفرة بقطر 30 سم تقريبا، أسفل الباص وتضررت 5 سيارات، كانت متوقفة قربها مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل أية إصابات أو خسائر في الأرواح نتيجة ذلك.

وقال إن حجم العبوة من الصعب الآن تحديده، إلا أنها تعتبر شديدة الانفجار، موضحا أنه يتم حاليا فحص وتحليل المادة المستخدمة في التفجير في المختبرات الخاصة بوزارة الداخلية، مؤكدا أن الوزارة قامت على الفور ومن خلال الأجهزة المعنية بتعزيز الأمن على مقار السفارات بمملكة البحرين. وأهاب المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية بجميع المواطنين والمقيمين سرعة التبليغ عن أي سيارة مشتبه بها متوقفة بالقرب من المؤسسات الحيوية في المملكة مشيرا إلى أنه سيتم إطلاع الرأي العام أولا بأول على آخر النتائج.

بدوره اعتبر هادي الموسوي القيادي في جمعية الوفاق المعارضة، أن الحادث فرضية تافهة جدا، متهما الحكومة البحرينية بتسويق الحادث واستثماره سياسيا، في ظل الأجواء التي تعيشها البحرين. ولمح إلى أن الشارع شهد خروج 200 ألف متظاهر لم يقع منهم أي خلل أمني بحسب وصفه. وقال: «تعتقد المعارضة أن ما تم الإعلان عنه بهذا العنوان الكبير (تدخل خارجي) يضر بسمعة البحرين وبالثقة وعلى مؤشر الأمن والاستقرار الذي تعتمد عليه الدول في خلق مناخ استثماري آمن». وأضاف: «تعتقد المعارضة أنه استثمار سياسي للوضع الراهن وأن الحادث بني على قصص لا واقع لها». وأشار إلى أن الموقع الذي وقع فيه الحادث قريب من مواقع العزاء الشيعية في ذكرى عاشوراء، كما أنه يقع على مقربة من السفارة البريطانية، في إشارة منه إلى ربط الحادث بالطائفة الشيعية. وقال الموسوي إن المعارضة تدين الحادث إذا كان لدى الحكومة أدلة على صدقه، وتابع أن المعارضة تدين أي اعتداء على البعثات الدبلوماسية، كما تدين الاعتداء على أي فرد واستهدافه في أمنه الشخصي.

كما علق محمود المحمود النائب في البرلمان البحريني على الحادث بالقول إن المواطن البحريني يثق في التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن والتي ستكون كافية لفضح الجهة التي تقف وراء الحادث. وتابع: «كل الاحتمالات مفتوحة وهذا النمط من الحوادث مشابه لحوادث وقعت في السابق والذي كان بتدخل من إحدى دول الجوار». وقال النائب المحمود إنه يجب على الجميع التريث قبل إطلاق التهم على أحد حتى تأخذ التحقيقات الأمنية مسارها وتكشف الفاعلين الحقيقيين. وقال ربما أراد البعض استثمار المناخ السياسي بين إيران والحكومة البريطانية ليلصق التهمة بجهة ما، مع التأكيد بأن مملكة البحرين تعاني منذ فترة طويلة من التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية، كما تعاني دول الخليج الأخرى من التدخلات الإيرانية.

وفي لندن صرحت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية بأن السلطات البريطانية على اتصال مع وزارة الداخلية البحرينية. وقالت المتحدثة لوكالة الصحافة الفرنسية: «نعلم أن انفجارا محدودا وقع في سيارة قرب السفارة البريطانية. وقد وصلت الشرطة وعناصر الإطفاء إلى الموقع ولم تقع إصابات كما لم تلحق أضرار بالسفارة». ورفضت المتحدثة التكهن حول أسباب الانفجار، قائلة: «ننسق مع وزارة الداخلية» البحرينية.

وكانت السفارة البريطانية في طهران تعرضت الثلاثاء الماضي للاقتحام والتخريب من جانب حشد غاضب موال للنظام بعد فرض لندن عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وكانت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أوردت الجمعة أن القائد السابق للشرطة البريطانية جون ييتس والمسؤول السابق في الشرطة الأميركية جون تيموني سيشرفان على إصلاح جهاز الأمن البحريني بعد صدور تقرير دان الجهاز بالضلوع في انتهاكات لحقوق الإنسان. وكانت لجنة خاصة مستقلة للتحقيق في قمع الاحتجاجات في البحرين أعلنت في 23 نوفمبر أن الشرطة لجأت إلى «القوة المفرطة» وعذبت معتقلين، ما حدا بالملك البحريني للتعهد بإجراء إصلاحات.