إيران تؤكد إسقاط طائرة أميركية من دون طيار.. وتهدد بملاحقات خارج حدودها

باراك يرفض نصائح بانيتا ويؤكد إصرار إسرائيل على منع طهران من امتلاك سلاح نووي

وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا (إ.ب.أ)
TT

أكد مصدر عسكري إيراني أمس، أن إيران أسقطت طائرة أميركية من دون طيار من طراز «آر كيو» في شرق البلاد، حسب ما نقلته عنه قناة «العالم» الإيرانية الناطقة بالعربية. ولم توضح القناة تاريخ أو مكان إسقاط هذه الطائرة، لكنها ذكرت أن القوات المسلحة «استولت» على الطائرة «بعد تعرضها لأضرار طفيفة». وأكد المصدر أن «الإجراءات الميدانية والإلكترونية للقوات المسلحة الإيرانية ضد الطائرات المعتدية لن تقتصر على حدود البلاد بعد الخرق الحدودي السافر»، طبقا لموقع التلفزيون.

وذكرت وكالة «فارس» للأنباء أن الطائرة انتهكت الأجواء الإيرانية انتهاكا سافرا على الحدود الشرقية. وقالت إيران في يوليو (تموز) إنها أسقطت طائرة تجسس أميركية من دون طيار فوق مدينة قم المقدسة قرب موقع «فوردو» النووي. ونقلت وكالة «فارس» التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني المكلف برامج الدفاع الجوي والصاروخي في البلاد، عن مصدر عسكري لم تكشفه أن «دفاعاتنا الجوية ووحدات الحرب الإلكترونية لدينا تمكنت من رصد وإسقاط طائرة من دون طيار متقدمة للتجسس، (آر كيو 170) بعيد انتهاكها منطقة الحدود الشرقية».

وأضاف المصدر أن الطائرة من دون طيار «سقطت بعد تعرضها لأضرار طفيفة، وأصبحت الآن تحت سيطرة قواتنا»، واصفا الحادث بأنه «انتهاك سافر لأراضينا».

وطائرة «آر كيو 170» طائرة حديثة من دون طيار كشفت وسائل الإعلام المتخصصة وجودها عام 2009، وأكدته القوات الجوية الأميركية في عام 2010. وطبقا لبعض التقارير، فإن هذا النوع من الطائرات ينتشر في أفغانستان لجمع المعلومات الاستخباراتية حول إيران وباكستان.

وفي يناير (كانون الثاني) أعلنت إيران أن قواتها أسقطت طائرتين أميركيتين من دون طيار «انتهكتا» المجال الجوي الإيراني. وقالت بعد ذلك إنها ستعرض الطائرتين علنا. ويستخدم الجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) هذه الطائرات بشكل روتيني لمراقبة النشاطات العسكرية في المنطقة. كما تستخدمها واشنطن لشن هجمات في اليمن وأفغانستان ومنطقة القبائل الباكستانية.

من جهة ثانية، رفض وزير الدفاع إسرائيلي، إيهود باراك، نصائح نظيره الأميركي، ليون بانيتا، بالإحجام عن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران. وقال إن إسرائيل مصرة على أن تمنع التسلح النووي الإيراني.

وقال باراك، في مقابلة مع القناة الثانية المستقلة للتلفزيون الإسرائيلي، إن موقفه وموقف الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو لم يتغيرا إزاء إيران، «فقد قلت في الماضي وأعيد، إن من واجب إسرائيل أن تدافع عن مصالحها بنفسها، ولم أقصد فقط في موضوع التسلح النووي الإيراني. فنحن لن نقبل بوجود إيران نووية، وعلى حد علمنا، هذا هو الموقف الأميركي أيضا».

وكان الوزير الأميركي، صرح أن بلاده ترفض التسلح إيراني النووي وتعمل كل ما في وسعها لمنعه، وأن الإجراءات العقابية التي تتخذها ويتخذها الغرب كله بدأت تؤتي ثمارها، وأن الضربة العسكرية لن تؤدي في أحسن الأحوال إلا لتأجيل المشروع النووي إيراني ولن تلغيه، بل بالعكس، فإن ضربة كهذه ستقوي إيران وتزيد من الالتفاف الإقليمي من حولها وستلحق أضرارا بالاقتصاد الأوروبي والعالمي. وحذر إسرائيل من أن تقدم على ضربة عسكرية من دون تنسيق. وقال إن أفضل ما تفعله إسرائيل اليوم، هو التنسيق والالتزام بالعمل الموحد وبدفع عملية السلام مع الفلسطينيين لكي تتخلص من عزلتها.

وفهمت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه التصريحات على أنها تعني أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الغرب، يفضلون إيران نووية على حرب إقليمية شاملة، نتيجة لضربة إسرائيلية. فقال باراك ردا على ذلك: «لا خلاف في العالم على أنه يجب استنفاد الجهود الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية لإجهاض المشروع النووي الإيراني، ولكن يجب إبقاء كل الخيارات على الطاولة، فإسرائيل هي المسؤولة عن أمنها وعن وجودها وعن مستقبلها، ولن تستطيع الامتناع عن اتخاذ القرارات التي تناسب مصالحها».

يذكر أن تصريحات بانيتا، ألقيت في مؤتمر «صبان» للبحوث الاستراتيجية في واشنطن. وكان بين الحضور عدد من كبار الجنرالات الإسرائيليين الذين يعارضون باراك ونتنياهو في موقفهما حول توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، مثل: مئير دجان، رئيس «الموساد» (جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي) السابق، وعاموس يدلين، رئيس «أمان» (شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي) السابق، وغابي أشكنازي رئيس أركان الجيش إسرائيلي السابق، وجميعهم صفقوا لأقوال الوزير الأميركي.