روسيا: الحزب الحاكم يتقدم لكن بتراجع عن الفترة السابقة.. يليه «الشيوعي»

الروس يجربون التصويت الإلكتروني.. وتوقيف العشرات خلال احتجاجات

الزعيم الشيشاني رمضان قادروف يرقص مع امرأة خارج مركز اقتراع في غروزني في إطار الانتخابات الروسية أمس (أ.ف.ب)
TT

كشفت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي شهدتها روسيا أمس، عن تقدم الحزب الحاكم، لكن بتراجع عما كان عليه في الفترة السابقة. وأظهرت الأرقام أن حزب «الوحدة الروسية» الذي يتزعمه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، فاز بنحو 48.5% من الأصوات، مقابل ما يزيد على ستين في المائة في الانتخابات الماضية. وأشارت الأرقام إلى أن الحزب الشيوعي الروسي جاء ثانيا بما يقرب من عشرين في المائة، فيما قفز حزب العدالة الروسية إلى المركز الثالث بدلا من الرابع في الانتخابات الماضية بنسبة تقارب 15%، أما الحزب الليبرالي الديمقراطي المعروف باسم «حزب جيرينوفسكي» فقد حل رابعا بنسبة تقارب 13%.

أما الأحزاب الثلاثة الأخرى، وحسب ما كان متوقعا، فلم تستطع تحقيق نسبة 7%، الحد الأدنى المطلوب للحصول على عضوية مجلس النواب (الدوما)، وإن كان حزب «يابلوكو» يقترب من 5% وهي النسبة التي في حال تحقيقها، تكفل له الحصول على مقعد واحد قرره الرئيس ديمتري ميدفيديف تشجيعا للحزب الذي يحصل على نسبة من 5 - 6% تزيد بمقدار مقعدين للحزب الذي ينجح في تجاوز نسبة 6%. وكان الرئيس ميدفيديف أقر الهبوط بالحد الأدنى المطلوب من 7 إلى 5% اعتبارا من الانتخابات المقبلة في عام 2016. وكشفت الأرقام عن فشل ذريع لحزب «القضية العادلة» الذي وقف الكرملين وراء تشكيله؛ حيث لم يحصل سوى على ما يزيد قليلا على واحد في المائة، فيما جاء حزب «وطنيو روسيا» في ذيل القائمة بنسبة أصوات تقل عن واحد في المائة.

وتجاوز عدد المواطنين الذين دعوا للتصويت أمس 108 ملايين ناخب، لاختيار أعضاء مجلس الدوما البالغ عددهم 450، من بين ما يزيد على ثلاثة آلاف مرشح. وأمدت اللجنة المركزية للانتخابات كثيرا من مراكز الاقتراع بصناديق الاقتراع الإلكتروني التي تبدو أشبه بآلات التصوير الضوئي، التي تسمح بتسجيل نتائج التصويت فور مرور استمارة الاقتراع على سطح الماكينة إلى داخلها، إلى جانب ماكينات التصويت الإلكتروني الشبيهة في تصميمها بماكينات السحب الإلكترونية للبنوك لتسجيل خيارات الناخبين من خلال بطاقات ممغنطة أشبه بالكروت الائتمانية بما يساعد على سرعة إتمام العملية الانتخابية ورصد نتائجها. وقد جرت الانتخابات البرلمانية في كل أرجاء الدولة الروسية بمناطقها الموجودة في تسعة أحزمة زمنية وشارك في رقابتها ما يقرب من 700 مراقب يمثلون 54 دولة وست منظمات دولية منها منظمة الأمن والتعاون الأوروبي.

وسجلت أمس، عدة اشتباكات بين المتظاهرين الذين تجمعوا في وسط العاصمة موسكو ومدينة سان بطرسبورغ من جانب والشرطة من جانب آخر احتجاجا على ما وصفوه بعدم ديمقراطية الانتخابات وتعسف الحزب الحاكم. وقالت المصادر الأمنية إن الشرطة ألقت القبض على مائة منهم في العاصمة الروسية وعلى ما يقرب من ثلاثين متظاهرا في سان بطرسبورغ. وتحدثت وكالة الصحافة الفرنسية عن توقف خمسة مواقع إلكترونية مستقلة على الأقل صباح أمس، بينما تحدثت إذاعة «صدى موسكو» عن عمليات اختراق. والمواقع التي توقفت تعود إلى إذاعة «صدى موسكو» وصحيفتي «كومرسانت» اليومية و«نيو تايمز» الأسبوعية والمنظمة غير الحكومية «غولوس» التي تحصي المخالفات الانتخابية، و«خارطة التزوير». وتحدثت منظمة «غولوس» الممولة من الغرب، عن عمليات تزوير انتخابية نسب معظمها إلى الحزب الحاكم. وقالت المنظمة إنها تتعرض «لحملة مضايقات من قبل السلطة» بعد احتجاز مديرتها في مطار موسكو 12 ساعة ومصادرة كومبيوترها. غير أن «غولوس» (الصوت) قالت إنها ما زالت قادرة على مواصلة أعمالها عبر الهاتف وموقع «سكايب». وقال رئيس عمليات متابعة الانتخابات في المنظمة، أركادي ليوباريف: «فشل من أراد أن يوقفنا».