المالكي: إطاحة الأسد أو قتله سيؤدي إلى حرب أهلية

رئيس الوزراء العراقي يعرض وساطة.. ويؤكد استعداده للقاء المعارضين السوريين

نوري المالكي (أ.ب)
TT

حذر نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي من حرب أهلية في سوريا إذا سقط نظام بشار الأسد. وقال المالكي إن «الوضع في سوريا خطر»، مضيفا أنه «يمكن التعامل مع الأمور بشكل مناسب حتى لا يتحول الربيع في سوريا إلى شتاء».

وبينما يقول منتقدو المالكي إن إيران، حليفة الأسد، هي التي تملي عليه موقف حكومته الذي يبدو داعما للنظام في دمشق، أكد رئيس الوزراء العراقي في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» أول من أمس، أن العراق سينتهج سياساته الخاصة مستقبلا وبما تمليه مصالحه الوطنية ولن يقبل إملاءات من إيران أو أي دولة أخرى.

وقال المالكي إن العراق يؤمن بضرورة حماية حق الشعب السوري وإن حكومته أبلغت النظام السوري بأن زمن حكم الحزب الواحد والطائفة الواحدة قد ولى. وكشف المالكي عن أن بعض المعارضين السوريين طلبوا أخيرا زيارة العراق، وأن حكومته ستلتقيهم، لكنه نأى بنفسه عن الدعوات إلى إسقاط الأسد، محذرا من أن ذلك سيدفع بسوريا نحو حرب أهلية، وقال «إن قتل الأسد أو إزاحته بأي شكل سيتفجر إلى صراع داخلي بين مجموعتين، وهذا سيؤثر على المنطقة». وتابع «أرى - وأنا أيضا عشت في سوريا 16 عاما - أن ذلك سيؤدي إلى حرب أهلية، وهذه الحرب الأهلية ستؤدي إلى تحالفات في المنطقة. لأننا بلد عانى من حرب أهلية ذات خلفية طائفية، فإننا نخشى على مستقبل سوريا والمنطقة برمتها».

ويحذر مسؤولون أميركيون من أن النفوذ الإيراني في العراق سيتزايد حتما حالما تنسحب القوات الأميركية منه، علما بأن الكثيرين من زعماء العراق الشيعة الحاليين كانوا أيام المعارضة يتخذون من إيران مقرا لهم، بل إن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يمضي معظم وقته حاليا في إيران. لكن المالكي أكد أن «العراق لا يتبع أي دولة»، موردا في هذا السياق أمثلة على كيف أن العراق تصرف ضد رغبات إيران، ومن ذلك توقيعه عام 2008 اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة نصت على انسحاب قوات الأخيرة بنهاية العام الحالي، فيما كانت طهران تريد انسحابا فوريا. وأضاف المالكي «بفضل سياساتنا.. العراق لم ولن يتبع سياسات أي دولة أخرى».

لكن المالكي حرص على التأكيد على أن العراق يريد علاقات جيدة مع إيران التي تربطه بها علاقات ثقافية واقتصادية ودينية، وقال في هذا السياق «لسنا عدوا لإيران ولا نقبل أن يستخدمنا البعض ممن لديهم مشاكل مع إيران كساحة معركة. البعض يريد أن يحارب إيران بموارد عراقية كما حدث في السابق. نحن لا نسمح بأن تستخدمنا إيران ضد الآخرين، كما لا نسمح للآخرين بأن يستخدمونا ضد إيران».

إلى ذلك، قال مستشار للمالكي إن العراق مستعد للوساطة بين الأسد ومعارضيه. ونقلت وكالة «رويترز» عن علي الموسوي المستشار الإعلامي للمالكي أن العراق مستعد لاستقبال المعارضة السورية في محاولة للتوصل إلى حل لتحقيق مطالب الشعب السوري.