أحزاب ليبرالية ويسارية مصرية تبحث عن تمثيل مشرف في الكعكة البرلمانية

تكتيكات للحاق بقطار «الإخوان» والسلفيين

TT

تبذل أحزاب ليبرالية ويسارية مصرية قصارى جهدها بحثا عن تمثيل مشرف في ماراثون الانتخابات البرلمانية التي اكتسحها قطار «الإخوان» والسلفيين في المرحلة الأولى التي تجري الإعادة لها أمس واليوم.. من بين هذه الأحزاب «الوفد» و«الكتلة المصرية» وتحالف «الثورة مستمرة». وقالت الأحزاب الليبرالية واليسارية إنها لا تتوقع أي تغير جذري في نتائج المراحل المقبلة، لكنها أكدت أنها ستعمل خلال الفترة المقبلة على تحسين النتائج في المرحلة الثانية التي تبدأ يوم الرابع عشر من الشهر الحالي، والمرحلة الثالثة التي تبدأ في الثالث من الشهر المقبل، من خلال اتباع تكتيكات جديدة في الدعاية وجذب الناخبين، مع تغيير الخطاب النخبوي الذي اتبعته في الفترة السابقة.

وتصدر الإسلاميون، بقيادة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، نتائج المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى من البرلمان).

ويعيش حزب الوفد حالة من الغضب والاستياء بين أعضائه بسبب هذه النتائج المخيبة لآمال الوفديين، وتتصاعد الأصوات داخل الحزب، خاصة بين الشباب، تطالب بإقالة رئيسه السيد البدوي، على أمل تحقيق نتائج أفضل في المرحلتين المقبلتين.

وقال عصام شيحة، عضو الهيئة العليا للحزب، إنه لا يمكن الجزم من خلال نتائج المرحلة الأولى، أن السيطرة ستكون كاملة لصالح التيار الإسلامي في البرلمان المقبل، فهناك مرحلتان أخريان يجب انتظار نتائجهما، لكنه أشار إلى أن «هذه النتائج تعطي مؤشرات مزعجة تلزمنا ببذل مجهودات مضاعفة»، وقال إن «الحزب استشعر أن لديه كارثة وطنية بالنسبة للوفديين». وتوقع شيحة حدوث تغير واختلاف في نتائج المرحلتين المقبلتين، لكن ليس بشكل كبير، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن التيار الإسلامي سيظل متفوقا، وستظل الأغلبية في البرلمان القادم للإسلاميين».

وكشف شيحة عن اتفاق داخل الحزب على اتباع سياسيات واستراتيجيات مختلفة في المراحل المقبلة لتحسين النتائج، أهمها تغيير الخطاب السياسي وجعله محددا بدقة بحيث لا يكون فضفاضا، والتركيز على رؤى «الوفد» وتأكيده على مدنية الدولة والوحدة الوطنية، وكذا الرجوع مرة أخرى لقواعد الوفد في المحافظات لاسترضائها، حيث كانت غاضبة بسبب دخول رئيس «الوفد» في تحالف مع جماعة الإخوان ومرة أخرى في تحالفه مع بقايا الحزب الوطني المنحل.

ونفى شيحة أي نية للتنسيق أو التحالف مع مرشحين آخرين في الجولات القادمة، مؤكدا أن «الأمر انتهى»، ولا توجد أي فرصة حاليا لتنازلات أو انسحابات، وكل قائمة ستكون مجبرة على التصويت لصالحها. واعتبر شيحة المسؤولية السياسية عن نتائج «الوفد» مسؤولية تضامنية بين رئيس حزب الوفد السيد البدوي، والسكرتير العام فؤاد بدراوي، التي كانت مهمتهما الإشراف العام على العملية الانتخابية لـ«الوفد» برمتها، بداية من الخطاب السياسي وحتى الدعاية. وقال إنه «أمر طبيعي جدا إذا حدث إخفاق فإن من قاد المرحلة يتحمل مسؤوليتها»، مشيرا إلى أن الأمور إذا استمرت على ما هي عليه «فأعتقد أن الأمر طبيعي جدا أن ينسحب البدوي بهدوء». ومن جانبها أعلنت «الكتلة المصرية»، التي تضم أحزاب (المصريين الأحرار، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والتجمع)، أنها بصدد مزيد من التنسيق لحصد المزيد من المقاعد في المرحلتين الثانية والثالثة، من خلال التشاور بين الكتلة وبعض مرشحي التيارات القريبة منها، وذلك على المقاعد الفردية لخوض المعركة بأسمائهم، كما أكدت أنها ستعمل على انتشار أكثر لخطابها الانتخابي من خلال توجيه الناخبين في الأحياء الشعبية وليس النخبة فقط.

وفي هذا السياق، قررت الكتلة المصرية سحب الشيخ طارق ياسين الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية الصوفية، عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار، الذي يخوض الانتخابات في إحدى دوائر محافظة الجيزة، لصالح المرشح الليبرالي المستقل بنفس الدائرة الدكتور عمرو الشوبكي. ومن جهتها، قالت الدكتورة كريمة الحفناوي، الناشطة اليسارية والقيادية في تحالف «الثورة مستمرة»، إنها لا تتوقع تغيرا جذريا في النتائج في المراحل القادمة، لكن يمكن تحسين بعضها بنسب محدودة، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «هذا واقع موجود.. لا يمكن القفز عليه».

وشددت الحفناوي على أن تحالف «الثورة مستمرة»، الذي يضم شباب الثورة وبعض الأحزاب الاشتراكية، سيعمل على إعادة حساباته مرة أخرى، وسيقوم بدراسة النواقص التي كانت لديه (في المرحلة الأولى) لمحاولة تجنبها (في المرحلتين الانتخابيتين القادمتين). وكشفت الحفناوي عن وجود تنسيق كبير بين الكتلة المصرية وتحالف الثورة مستمرة في عدد من الدوائر في إعادة المرحلة الأولى (التي تبدأ اليوم الاثنين) والمراحل الثانية والثالثة، لكي تذهب كل الأصوات لصالح أحد مرشحي هؤلاء التيارات بدلا من تفتيتها، وقالت الحفناوي إن «انسحابات أحد المرشحين بين هذه التيارات لصالح آخر أحد التكتيكات الواردة، إضافة إلى تكثيف الدعاية والمؤتمرات، ونزول مناطق مختلفة لم ننزل إليها في المرحلة السابقة».