بنيامين نتنياهو: إسرائيل ستتخذ القرار المناسب في اللحظة المناسبة

في رسالة ضمنية لإيران بذكرى وفاة بن غوريون

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

رد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أول من أمس، على تحذيرات واشنطن لإسرائيل من مخاطر توجيه ضربة عسكرية لإيران، بأنه سيتخذ القرار المناسب في اللحظة المناسبة. وكان نتنياهو يتحدث في حفل أقيم بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي.

وقال نتنياهو، الذي لم يأت على ذكر إيران ولا برنامجها النووي على الإطلاق، إن ما يميز ديفيد بن غوريون هو شخصيته الحازمة، فهو لم يخش اتخاذ القرار، وأضاف: إن قيام دولة إسرائيل تم بقرار من مجلس قيادة الحركة الصهيونية الذي كان بمثابة الحكومة آنذاك، حظي بموافقة 6 من أعضاء المجلس مقابل 4. وتساءل نتنياهو في كلمته: ماذا لو تراجع أحد الستة عن موقفه ولم يصوت إلى جانب بن غوريون؟ في إشارة إلى أن رأي بن غوريون كان سيحسم الأمر في ظل هذا التعادل. لذلك، قال نتنياهو مستخلصا، هناك أهمية للحزم واتخاذ القرار، فقد يكون عدم اتخاذ القرار أخطر بكثير.

ومضى رئيس الحكومة الإسرائيلية يقول: إن «رجال دولة عظاما وأصدقاء لليهود وللصهيونية حذروا بن غوريون من أن إعلان قيام دولة يهودية عام 1948 سيؤدي إلى تدخل من الجيوش العربية ويتسبب في اندلاع معركة خطيرة وصعبة»، على ما نقلت «رويترز». وأضاف أن بن غوريون «كان يفهم جيدا أن القرار له ثمن باهظ لكنه كان يعتقد أن عدم اتخاذ ذلك القرار سيكون ثمنه أفدح». وتابع: «نحن كلنا هنا اليوم لأن بن غوريون اتخذ القرار المناسب في اللحظة المناسبة». وكانت تلك تلميحات واضحة إلى إمكانية اتخاذ قرار «في الوقت المناسب» لتوجيه إسرائيل ضربة لإيران.

وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، استخدم، يوم الجمعة الماضي، لهجة هي الأشد التي تحدث بها حتى الآن، للتعبير عن قلق بلاده من أي هجوم عسكري على إيران، مشيرا إلى أن تقديرات إسرائيل توصلت إلى أن مثل هذه الضربة ربما تؤخر البرنامج النووي الإيراني عاما أو عامين لا أكثر.

وقال بانيتا في كلمة خلال منتدى مؤيد لإسرائيل في واشنطن إن العواقب قد تكون «تصعيدا» يمكن أن «يزج بالشرق الأوسط في مواجهات وصراعات سنندم عليها».

ووصف نتنياهو حصول إيران على سلاح نووي بأنه تهديد لوجود إسرائيل، وقال هو والولايات المتحدة إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة للتعامل مع مثل هذا التهديد.

وقال: «اليوم نتفق جميعا على أنه كان قرارا مدروسا وسليما واتسم بالمسؤولية. أود أن أقول: إننا سنعمل على الدوام بمسؤولية وشجاعة وتصميم على اتخاذ القرار السليم لضمان مستقبلنا وأمننا».

وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، في موقعها على الإنترنت أن نتنياهو «وجه تلميحا لمنتقديه في الداخل والخارج بخصوص الموضوع النووي الإيراني»، وأشارت إلى توقيته التالي مباشرة لتصريحات بانيتا عن الحذر. ومن هؤلاء المنتقدين مئير داغان، الرئيس السابق للمخابرات الإسرائيلية (الموساد) الذي حذر علنا منذ ترك منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، من مخاطر نشوب صراع إقليمي وانتقام إيراني إذا شنت إسرائيل هجوما منفردا.

ولمح ألون بن ديفيد محلل الشؤون العسكرية بتلفزيون القناة العاشرة الإسرائيلي أيضا، إلى وجود رسالة خفية عن إيران في خطاب نتنياهو. وكتب بن ديفيد في صفحته بموقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت «هل تفكرون فيما أفكر فيه»، حسب ما نقلت «رويترز».

وكان مجلس الأمن الدولي وقوى غربية عدة قد فرضت جولات من العقوبات على إيران. وأشار تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي، إلى أن إيران عملت على برنامج لإنتاج قنبلة نووية الأمر الذي أدى إلى زيادة الضغط الدولي. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، السبت الماضي، إن ثمة تنسيقا وثيقا بين إسرائيل والولايات المتحدة بخصوص إيران. لكنه ذكر أن إسرائيل تتمتع بالسيادة وتتحمل المسؤولية الكاملة عن أمنها.