المتحدثة باسم المجلس الوطني اليمني: الإعلان عن الحكومة اليوم أو غدا

استمرار المظاهرات وانسحاب المسلحين وقوات الجيش من شوارع تعز

حورية مشهور
TT

توقعت مصادر في المجلس الوطني اليمني، الذي يضم أحزاب المعارضة وعددا من التنظيمات الشبابية أن يتم الإعلان عن تشكيل حكومة الوفاق الوطني، اليوم (الثلاثاء)، أو غدا (الأربعاء)، على أبعد تقدير. جاء ذلك في وقت بدأت فيه قطاعات عسكرية وعدد من المسلحين القبليين الموالين لثورة الشباب انسحابهم من شوارع وتجمعات سكنية في مدينة تعز إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، حسب إفادات شهود عيان. بينما استمرت المظاهرات المطالبة بمحاكمة أركان النظام في اليمن في كل من صنعاء وتعز. وقالت حورية مشهور، المتحدثة باسم المجلس الوطني لأحزاب المعارضة وقوى الثورة الشبابية، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن: «سنشهد ميلاد حكومة الوفاق الوطني خلال الساعات المقبلة إن شاء الله»، ورجحت أن يتم الإعلان عن الحكومة «اليوم أو غدا على أبعد تقدير»، وفي الوقت الذي رحبت فيه حورية مشهور بتشكيل اللجنة العسكرية، طالبت بـ«سرعة التئامها للبدء في تنفيذ المهام المنوطة بها».

إلى ذلك، دعا القيادي اليمني، المعارض علي محمد الصراري، أحد أعضاء لجنة الاتصال الخارجي في «المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية» في اليمن، الرئيس علي عبد الله صالح، إلى اعتزال العمل السياسي، وتحدث الصراري في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بأنه «ينبغي أن يتابع مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية الجهود التي كانوا بذلوها منذ البداية»، وأضاف أن صالح «أو بقايا نظام علي عبد الله صالح، قادرة على أن تفتعل أزمات، وأن تصنع عثرات في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية، ونعتقد أن صالح لم يوقع على المبادرة إلا مضطرا، عندما وجد أن العالم كله مجمع على إجباره على التوقيع».

وحذر القيادي المعارض علي الصراري من أن «إعطاء أي فسحة لعلي عبد الله صالح ستمكنه من التخلص من التزاماته فيما يتعلق بتنفيذ المبادرة، لهذا لا بد من متابعة حازمة، ولا بد من أن يكون الحديث معه قويا وحازما، ولا يجب أن يداخله أي وهم بأن العالم سوف يتيح له فرصة بأن يدفع اليمن نحو الفوضى أو الحرب الأهلية، «وقال إن العقوبات جاهزة ضد صالح ونظامه وأنه ينبغي إذا لم يسر في الطريق المرسومة له، فإن المحاكم جاهزة لاستقباله، وإن أمواله ستكون خاضعة للحجز ونطالب باتخاذ إجراءات الحجز ضد هذه الأموال، لأنها ليست أمواله، والشعب اليمني أحق بها، وهي مليارات من الدولارات، وليست مبالغ زهيدة».

وفيما يتعلق بالحصانة التي منحتها المبادرة الخليجية لصالح قال علي الصراري لـ«الشرق الأوسط» إنها «فقط ممنوحة من القوى السياسية الموقعة على المبادرة، وليست ممنوحة من أي جهة أخرى، بمعنى أنه سيعاقب ما لم يسلك سلوكا حسنا».

وأضاف الصراري، الذي يوجد في العاصمة المصرية القاهرة: نلاحظ أنه «بعد توقيعه على المبادرة أنه يحاول أن يستعيد دورا سياسيا معينا تحت غطاء أنه رئيس المؤتمر الشعبي العام وأشياء من هذا القبيل، لكن يجب أن يكون من المعروف أن الضمانات التي منحت له، الحصانة وعدم التعرض للجرائم التي اقترفها، ثمنها أن يعتزل السياسة، أما إذا أراد أن يواصل العمل السياسي كرئيس لحزب المؤتمر الحاكم، فإن هذه الضمانات يجب أن تسحب، وينبغي أن يحاسب على ما يفعله الآن وعلى ما فعله في الماضي، وإذا أراد أن يتمتع بالحصانة، فعليه أن يتوقف عن أي دور سياسي».

إلى ذلك، قتلت فتاة وجرح خمسة أشخاص في مدينة تعز جنوب اليمن يوم أمس، بعد إطلاق جنود موالين للرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، فيما أعلنت مصادر في المعارضة أن تشكيلة حكومة الوفاق الوطني سيتم الإعلان عنها خلال يومين.

وقال مصدر طبي في المستشفى الميداني في ساحة الحرية أن «رواية على عبد الرحمن الشيباني 20 سنة قتلت برصاص قناصة فيما جرح أربعة أشخاص، بعد إطلاق النار على مسيرة حاشدة طالبت برفع الثكنات العسكرية من أحياء المدينة وسحب الأسلحة الثقيلة التابعة للحرس الجمهوري واللواء 33 مدرع». وأضاف المصدر الطبي لـ«الشرق الأوسط»: أن «المسيرة جابت عدة شوارع في مدينة تعز التي شهدت عمليات قصف واشتباكات مسلحة على مدى اليومين الماضيين، وتم اعتراض المسيرة من قبل جنود ومسلحين مدنيين في وادي القاضي وجولة المرور وسط المدينة، كما أصيب شخص بجروح خطيرة في منطقة حوض الأشراف القريبة من مقر المحافظ، بعد إطلاق النار عليه في نقطة عسكرية تابعة للحرس الجمهوري. يأتي ذلك في وقت تبذل فيه لجنة التهدئة الخاصة بإيقاف إطلاق النار في محافظة تعز جهودا حثيثة من أجل إنهاء المظاهر المسلحة في المدينة.

إلى ذلك، أكد شهود عيان من سكان مدينة تعز لـ«الشرق الأوسط» أن لجنة التهدئة نجحت في إقناع القوات الموالية لصاح والمسلحين القبليين الذين يعرفون بـ«صقور الحالمة» المؤيدة للثورة في الانسحاب من بعض المناطق في المدينة، خاصة في الحصب، التي شهدت أعنف الاشتباكات بينهما.

ومن جهة أخرى، كشفت مصادر صحافية معارضة أن الحوثيين هاجموا نقطة أمنية في محافظة صعدة تقع على مقربة من منفذ علب الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية، وقالت صحيفة «أخبار اليوم» القريبة من اللواء علي محسن، قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة أولى مدرع، إن عددا من مشايخ القبائل والجنود، سقطوا جرحى في منطقة مندبة التابعة لمديرية باقم بصعدة، بعد مواجهات بين الحوثيين وأفراد نقطة أمنية في مندب ومسلحي القبائل الذين ساندوا النقطة الأمنية. وأشارت الصحيفة إلى «أن الحوثيين حاولوا الدخول إلى المنطقة والسيطرة عليها، بحكم موقعها الجغرافي المجاور لمدينة ظهران الجنوب السعودية، بذريعة قيام أبناء القبائل باختطاف أحد مسلحي الحوثي، وهو ما ينفيه أبناء القبائل بحسب المصدر.. ولا تزال المواجهات متوترة بين الطرفين حتى ساعة كتابة الخبر ومرشحة للانفجار خاصة مع الاستعدادات التي يقوم بها الحوثيون».

وفي السياق ذاته، أفادت مصادر محلية في محافظة صعدة، بأن الحوثيين رفضوا، صباح الاثنين، الالتقاء بلجنة المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية، بصفتهم ممثلين للمجلس الوطني، واشترطوا أن يتم الالتقاء بأعضاء اللجنة كأشخاص من شباب الثورة، معللين ذلك بعدم اعترافهم بالمجلس الوطني، وكل ما يصدر عنه من قرارات أو لجان. والجدير بالذكر أن لجنة المجلس الوطني المشكلة لتقصي الأوضاع في منطقة دماج، اجتمعت صباح الأحد، بمحافظ المحافظة، فارس مناع، وزارت منطقة دماج، واطلعت على الأوضاع الإنسانية هناك، جراء الحصار الذي يفرضه الحوثيون على المنطقة، والذي ما زال مستمرا، على الرغم من إعلان الحوثيين أمس رفع الحصار، والتهدئة من جانبهم، وتفويضهم لمحافظة صعدة، بالبحث عن حل عادل للأزمة بينهم وبين السلفيين في مركز دار الحديث بدماج.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية مقتل ضابط كبير في عملية اغتيال نفذها مجهولون أمس، وقال الوزارة إن «المقدم خالد علي صالح الوسماني، مدير مباحث الشرطة العسكرية في المنطقة العسكرية الشرقية، قتل بعد تعرضه لكمين غادر وجبان من قبل أياد آثمة خارجة على النظام والقانون في منطقة عرقة بمحافظة شبوة، اليوم (الأحد)، أثناء توجهه إلى فرع الشرطة العسكرية في المكلا».