عصر جديد في صناعة أعضاء بشرية في المختبرات

باحثون تمكنوا بواسطتها من صناعة مواد تشبه العظام وأوعية دموية

TT

في السنوات القليلة الماضية استطاع الباحثون تصنيع مثانة ومجرى بول وقصبة هوائية زرعت في مرضى خلال تجارب سريرية، وتعد تقنية الطابعات ثلاثية الأبعاد من بين الأساليب الواعدة في تصنيع مزيد من الأعضاء البشرية خلال السنوات القليلة المقبلة.

ففي 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أعلنت جامعة ولاية واشنطن الأميركية عن تمكن باحثين بالجامعة، باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، من تصنيع مواد وهياكل تشبه العظام، يمكن استخدامها في إجراءات تقويم العظام والأسنان، والعمل على نقل الأدوية لعلاج مرض ترقق أو هشاشة العظام الذي يزيد بتقدم العمر، ويتصف بنقص كتلة وكثافة العظام (كمية العظم العضوية البروتينية التي تحفظ للعظم هيئته ومرونته، وغير العضوية كعنصر الكالسيوم التي تعطي للعظام القوة والصلابة)، وقد نشرت الدراسة في عدد نوفمبر الماضي من مجلة مواد طب الأسنان (Dental Materials)، وتم تمويلها من خلال منحة بمبلغ 1.5 مليون دولار من معاهد الصحة الوطنية الأميركية.

والمواد والهياكل العظمية الصناعية الجديدة تقترن بالعظام الطبيعية الأصلية، وتكون بمثابة سقالة أو منصة لتنمو عليها عظام جديدة، وتذوب وتتحلل السقالة تماما في نهاية المطاف، ومن دون أي آثار سلبية واضحة، تاركة العظام الجديدة.

ويؤكد الفريق البحثي أن التجارب المعملية التي أجريت على الفئران والأرانب تعتبر واعدة، حيث حققت نجاحا ملموسا.

تقول البروفسورة بوز سوسميتا، المؤلفة المشاركة في الدراسة والأستاذة بكلية الهندسة الميكانيكية والمواد بجامعة ولاية واشنطن، إنه «سوف يصبح بإمكان الأطباء في غضون سنوات قليلة مقبلة وضع طلبية للحصول على أنسجة عظمية بديلة». وأضافت بأنه «إذا كان لدى الطبيب صورة لعضو متضرر باستخدام تقنية (التصوير المقطعي المحوسب - computed tomography)، فيمكننا تحويلها إلى ملف تصميمي لهذا العضو باستخدام تقنية (التصميم بمساعدة الكومبيوتر - computer - aided design)، وذلك لتصميم سقالة طبقا لهذا العضو».

والتصوير المقطعي المحوسب هو إحدى تقنيات التصوير الطبي، التي تجمع بين الأشعة السينية أو أشعة إكس (X - ray)، وتقنية الكومبيوتر.