المعارضة السورية تدعو الجامعة العربية لوقفة مشرفة ورفض شروط الأسد

الشيشكلي لـ «الشرق الأوسط»: المهل قد تدفع باتجاه حرب أهلية.. والتراجع عن العقوبات غير دستوري

TT

انتقدت المعارضة السورية بشدة موقف وزير الخارجية السوري وليد المعلم من بروتوكول التعاون بين دمشق وجامعة الدول العربية، معتبرة أن «إعلان الموافقة المشروطة عليه بعد انتهاء المهلة المحددة يؤكد أنها مناورة جديدة من قبل النظام للإطالة من عمره سعيا لإيجاد وسائل جديدة لقمع الثورة».

وحذر عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي من أن «تدفع المهل المتتالية التي تمنحها الجامعة للنظام باتجاه حرب أهلية هي أصلا أحد أهداف نظام الأسد الذي لطالما كان العنوان الأساسي لسياسته في المنطقة هو المساهمة في شق الصفوف، وهو ما سعى إليه في لبنان والعراق وفلسطين». وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، وضع الشيشكلي الموافقة المشروطة للنظام في إطار «سعيه للمناورة وكسب الوقت ورمي الكرة في ملعب الجامعة العربية لإحراجها»، وأضاف: «شرط النظام بضرورة اعتبار القرارات الصادرة بحقه كما تعليق عضويته ملغاة، لا يمكن الرضوخ له، لأن التراجع عن العقوبات غير دستوري أو قانوني ولا آلية أو مخرج للموضوع».

ورأى الشيشكلي أن «النظام وبموافقته على توقيع البروتوكول يتوجه أولا للشارع السوري المؤيد له قائلا: (ها وقد وافقنا على البروتوكول سترون أن الجامعة العربية ستبتكر الأعذار للتراجع عنه، مما يؤكد أننا نتعرض لمؤامرة عربية ودولية)». وذكر الشيشكلي أن «الجامعة العربية أعطت حتى الساعة نحو 7 مهل للنظام سقط ضحيتها أكثر من 800 قتيل»، لافتا إلى أنه «وحتى لو قبلت المعارضة السورية في الخارج بالبروتوكول فسيرفضه ناشطو الداخل الذين سيلفظون هذه المعارضة»، وقال: «لم نعد نعول على دخول المراقبين لأننا نعلم تماما أن النظام لن يسمح لهم بالتجول في المناطق الساخنة، حتى إنه يسعى حاليا لدفن الأزمة قبل وصول المراقبين من خلال تزفيت بعض الطرقات وغيرها من الوسائل ليقول إنه لا أزمة في سوريا».

وإذ دعا الشيشكلي الجامعة العربية لـ«وقفة مشرفة إلى جانب الشعب السوري وثورته»، اعتبر أن «قبول الجامعة بشروط الأسد يعني قيامها بخطوة إلى الوراء»، وأضاف: «ما طلبناه ونطلبه من الجامعة دعم وإغاثة الشعب السوري حاليا.. وغدا المساهمة في تطبيق اتفاق دولي على قيام منطقة عازلة أو غيره من القرارات التي تسعف الشعب السوري المناضل». موقف المجلس الوطني من الرد السوري، شابه إلى حد بعيد موقف معارضي الداخل الذين انتقدوا سياسة المهل والمماطلة التي تعتمدها الجامعة العربية في التعاطي مع أزمتهم. وفي هذا الإطار، كتب الناشطون على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»: «هل أصبح الشعب كرة يرميها النظام إلى الجامعة؟ هل أصبح الشعب بين مطرقة المهل وسندان الموافقة في اللحظة الأخيرة وما بعد اللحظة الأخيرة؟ ماذا بعد الموافقة على البروتوكول من قبل النظام الأسدي؟ هل سيتوقف القتل أم سيستمر؟ هل سيجرؤ النظام على قتل المراقبين أو ثنيهم عن هدفهم؟».

وأعلن السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، أن هناك «مؤشرات عن استجابة الجامعة للاستفسارات والملاحظات السورية على المبادرة والبروتوكول المتفق على توقيعه»، معربا عن اعتقاده بأن «الأجواء الإيجابية قائمة».

وفيما اعتبر علي أن «سوريا عبرت منذ البداية عن حرصها على إقامة أفضل العلاقات العربية - العربية وعن ترحيبها بجهد الأشقاء في التعاطي مع هذه الأزمة المعقدة المركبة والخطيرة والتي تظهر فيها خيوط المؤامرة الخارجية والتي تستهدف أمن سوريا ودورها واستقرارها»، شدد على أنه «إذا كانت هناك ضمانات للسيادة السورية ولجدية هذه المبادرة فإن سوريا مرحبة ومتعاونة إلى أقصى حد في هذا المجال»، مجددا التأكيد على أن «المؤشرات إيجابية لكنها لم تعلن بعد».