قوات الأسد تختبر قدراتها الصاروخية تحسبا «لأي عدوان»

أجرت مناورات شاركت فيها قوات برية وجوية

جانب من المناورات العسكرية في سوريا أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

أجرت سوريا أول من أمس ما وصفته بـ«مناورات» لقواتها الصاروخية بهدف البقاء على أُهْبة الاستعداد واختبار قدرة الصواريخ وجاهزيتها «في التصدي لأي عدوان»، في إشارة إلى احتمالات تدخل عسكري في سوريا لحماية المدنيين من قمع النظام.

وفي تصريحات للصحافيين، وصف جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، المناورات بأنها «روتينية ومحددة مسبقا». وأضاف: «لا نوجه رسائل، بل هذه المناورات هي للبقاء على أُهْبة الاستعداد». وقال إن «سوريا تعيش في محيط معقد، وبالتالي هذه الأمور روتينية ومطلوبة، وأطمئنكم بأنها كانت مناورات بكفاءة عالية».

وحسب وكالة الأنباء السورية (سانا) فإنه «في إطار خطة التدريب القتالي لعام 2011 نفذت قواتنا الصاروخية (أول من) أمس (الأحد) مشروعا عملياتيا بالذخيرة الحية في ظروف مشابهة لظروف المعركة الحقيقية بهدف اختبار قدرة سلاح الصواريخ وجاهزيته في التصدي لأي عدوان قد يفكر به العدو، حيث أصابت أهدافها بدقة وحققت نتائج نوعية متميزة أكدت الكفاءة العالية التي يتميز بها رجال الصواريخ في استخدام العتاد الصاروخي الحديث الذي يعد الذراع الطولى لجيشنا العقائدي البطل». ونقلت عنها وكالة «رويترز» أن التمرينات أظهرت «قدرة قواتنا الصاروخية وجاهزيتها الدائمة للدفاع عن الوطن وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمنه أو الاعتداء على ترابه».

وتواجه سوريا ضغوطا عربية ودولية تحثها على إنهاء حملتها الشعواء ضد الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثامن ضد نظام بشار الأسد، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 4000 شخص، حسب تقديرات الأمم المتحدة. وقد فشلت العقوبات المشددة التي فرضتها الدول العربية وغيرها في وقف الحملة التي يشنها النظام السوري على المحتجين.

وحسب وكالة «أسوشييتد برس» يقوم الجيش السوري بمناورات عسكرية كل عام، ولكن هذه المناورات كانت على مستوى أعلى، حيث جمعت بين التجارب الصاروخية وعمليات للقوات الجوية والبرية. وكان الأسد قد حذر في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من أن الشرق الأوسط «سوف يحترق» إذا ما تدخل الغرب في سوريا وهدد بتحويل المنطقة إلى «عشرات من أفغانستان».

ومن المعروف أن سوريا تملك صواريخ أرض أرض مثل صواريخ سكود القادرة على ضرب عمق إسرائيل التي تعد العدو اللدود لسوريا. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد فرضا موجات من العقوبات ضد سوريا خلال الأشهر الماضية، فإن واشنطن وحلفاءها قد أظهروا استعدادا أقل للتدخل في دولة عربية أخرى كما فعلوا في ليبيا. وفي الوقت نفسه يملك الأسد عددا من الحلفاء الأقوياء الذين يساعدونه على التعامل مع الضغوط الخارجية، كما أن الصراع الموجود في سوريا يهدد باتساع دائرة المواجهة في الشرق الأوسط، في ضوء التوتر القائم بين إسرائيل وإيران. ولن تكون سوريا بحاجة إلى البحث عن أهداف رئيسية لكي تهاجمها، حيث إنها تشترك في الحدود مع إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة وتركيا، أحد أعضاء حلف شمال الأطلسي. ويعد نظام الأسد أقوى حليف عربي لإيران، كما أنه يرتبط بعلاقات مع حزب الله اللبناني وغيره من الجماعات المتطرفة الأخرى، بما فيها حركة حماس الفلسطينية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن وزير الدفاع السوري داوود راجحة قوله إن القوات التي شاركت في المناورات ستكون على أُهْبة الاستعداد لتنفيذ أي أوامر. وفي حالة التدخل الدولي يمكن أن يقوم الأسد وحليفه الأساسي في الشرق الأوسط، إيران، بشن هجمات انتقامية على إسرائيل، أو - على الأرجح - أن يطلقا العنان لمقاتلي حزب الله أو للحلفاء الفلسطينيين المسلحين للقيام بهذه المهمة. وكانت تركيا قد فرضت عقوبات على سوريا وفتحت أبوابها لمناهضي نظام الأسد والمنشقين عن الجيش السوري، وهو ما قد يثير حفيظة سوريا ضد جارتها الشمالية.