تصاعد العنف في حمص واستقدام تعزيزات عسكرية إلى المدينة

مظاهرة حاشدة في جامعة حلب.. وحملة اعتقالات في المدينة الجامعية

تشييع جنازات في حي دير بعلبة بحمص
TT

في ظل استمرار توتر الأوضاع الأمنية في مدينة حمص، ومع تضارب الأنباء حول وقوع أحداث عنف طائفي، قالت مصادر محلية، إن تعزيزات عسكرية من الفرقة الرابعة في الجيش السوري، والتي يشرف عليها شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، وصلت أمس إلى مدينة حمص، وقدر عدد الجنود بالمئات يتقدمهم رتل دبابات ومدرعات استعدادا لعملية عسكرية واسعة هناك.

وتواردت أنباء متضاربة حول حقيقة ما تشهده حمص من أحداث خلال اليومين الماضيين، وبينما تصر المصادر القريبة من النظام على أن ما يجري هو عنف طائفي تقوم به مجموعات إرهابية مسلحة، نفى ناشطون في حمص أن تكون حوادث القتل التي تجري لها طابع طائفي وأكدوا أن قوات الأمن والشبيحة هي التي قامت بعمليات اختطاف عشوائي للعشرات من عدة مناطق وتم إعدامهم في أحد الأحياء الموالية للنظام بهدف تأجيج الطائفية في حمص.

وقالت صحيفة «الوطن» السورية، إن مدينة حمص شهدت أول من أمس اشتباكا مع مسلحين هاجموا بعض حواجز الجيش والأمن في بعض أحيائها، مما أسفر عن «مقتل أربعة من المسلحين»، وإن عددا من المدنيين والعسكريين قتلوا على «يد مجموعات مسلحة، في حين عثر على أكثر من 40 جثة لمخطوفين في المدينة». ونفى مصدر مسؤول في محافظة حمص بشكل قطعي ما تناقلته وسائل الإعلام عن إصابة مسجد خالد بن الوليد بثلاث قذائف من الجيش العربي السوري، مؤكدا أنه خبر كاذب، وفق تصريحه الذي بثته وكالة الأنباء السورية (سانا).

ونقلت صحيفة «الوطن» عن مصدر في قيادة الشرطة بحمص قوله، إن «مسلحين بحي وادي السايح أقدموا على إقامة الحواجز وقطعوا الطرقات وأطلقوا النار على السيارات العابرة والمواطنين المارين، مما أسفر عن استشهاد 9 مواطنين وإصابة عدد آخر منهم، على حين قام آخرون بإطلاق النار على عنصر أمن برتبة مساعد كان برفقة زوجته بالقرب من جامع الصحابي خالد بن الوليد في حي الخالدية مما أدى لاستشهاده».

وقالت «الوطن» إن 38 جثة وصلت إلى المستشفى الوطني معظمها مجهولة الهوية ومصابة بطلقات نارية وبعضها معرضة للتعذيب والتنكيل.

وتضاربت الأنباء حول هوية تلك الجثث وأعداد المخطوفين وأسباب القتل وحتى الجهة التي قوم بذلك.

من جانبه، أعلن الجيش الحر في حمص عن قتل الضابط العقيد الطيار قصي مصطفى في حي كرم الشامي أثناء تصدي الجيش الحر لقوات الأمن والجيش السوري. وشهدت عدة أحياء في حمص يوم أمس تصعيدا أمنيا، حيث تم إغلاق بعض الأحياء بشكل تام بعد عدة أيام من الحصار وقطع الماء والكهرباء كحيي البياضة والخالدية. ومن المتوقع قيام قوات الجيش بعملية كبيرة في تلك الأحياء.

إلى ذلك، ذكرت «سانا» أيضا أن قوات حرس الحدود السورية في محافظة إدلب أحبطت أول من أمس محاولة تسلل «مجموعة إرهابية مسلحة» إلى داخل الأراضي السورية عبر موقع قرية عين البيضا. ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بالمطلعة في إدلب، أن «قوات حرس الحدود اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة مكونة من نحو 35 مسلحا ومنعتها من الدخول للأراضي السورية». وقالت المصادر، إن القوات السورية «أصابت عددا من عناصر (المجموعة)، بينما لاذ البقية بالفرار باتجاه الأراضي التركية»، بحسب الوكالة. وأضافت المصادر أنه «سمع صوت سيارات من الجانب التركي بادرت لنقل المصابين من أفراد المجموعة الإرهابية المسلحة»، مؤكدة أنه «لم تحدث أي إصابات أو خسائر في وحدات حرس الحدود». من جانب آخر، نفذ نحو مائتي طالب في جامعة دمشق كلية الهندسة الكهربائية اعتصاما صامتا في حرم الكلية حدادا على أرواح شهداء الثورة. وفي حي الميدان خرجت مظاهرة يوم أمس عند الخامسة مساء طالبت الجامعة العربية بالوقوف إلى جانب «الشعب السوري المظلوم»، بحسب ما قاله ناشطون في دمشق.

وفي حلب، شمال البلاد، والتي لا تزال هادئة نسبيا وتحت سيطرة أمنية شديدة، قالت لجان التنسيق المحلية، إن طالبا في كلية الهندسة الزراعية لقي حتفه بعد تعرضه للضرب المبرح من قبل الشبيحة داخل الحرم الجامعي على خلفية مظاهرة خرجت في الكلية، والتي تمت محاصرتها، مما دفع الطلاب في الكليات الأخرى للتظاهر احتجاجا والتوجه إلى هناك لفك الحصار عن زملائهم. وخرجت مظاهرة من أمام كلية العلوم باتجاه كلية الاقتصاد في جامعة حلب وتم تفريقها بالرصاص الحي، والذي أسفر عن إصابة العشرات من الطلاب، كما قال ناشطون إن قوات الأمن والشبيحة اقتحموا المدينة الجامعة في حلب وشنت حملة اعتقالات واسعة، أسفرت عن جرح العشرات. وقال أحد الطلاب المشاركين على صفحته في موقع «فيس بوك»، إن جامعة حلب شهدت أمس «كرنفالا ثوريا مميزا، حيث يعد الأول من نوعه في تاريخ حراك أحرار جامعة حلب». وجرى ذلك رغم الكثافة الأمنية غير المسبوقة في الحرم الجامعي، ومن أمام المكتبة المركزية انطلقت المظاهرة ثم توجهت إلى كلية العلوم، ومنها إلى كلية الاقتصاد وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي باتخاذ خطوات لوقف ارتكاب المجازر بحق المدنيين في سوريا. وطالبوا الدول العربية بوقف مهل القتل العربية والإسراع بتنفيذ مطالب الشعب السوري وفرض منطقة عازلة. وقام الأمن والشبيحة وحشد من الطلاب المؤيدين بالهجوم على المتظاهرين، واعتدوا عليهم بالضرب الوحشي.