إغلاق المدارس الأجنبية في طهران يثير مخاوف الإيرانيين

بعضهم يتوقع ضربة عسكرية

TT

أغلقت المدارس الأجنبية في إيران أبوابها في أعقاب اقتحام طلاب متشددين السفارة البريطانية في طهران الأسبوع الماضي، وهو ما يذكي مخاوف رجل الشارع الإيراني بأن الأجانب على وشك الانسحاب من الجمهورية الإسلامية قبل ضربة عسكرية أميركية أو إسرائيلية.

وتقع المدرسة الفرنسية بطهران داخل مجمع السفارة البريطانية، وكان التلاميذ في الفصول عندما اقتحم الطلاب بوابات المجمع. وتحطمت نوافذ المدرسة الألمانية القريبة أثناء الهجوم، لكن المدرسة البريطانية نجت من أسوأ آثار الفوضى بعد أن أرسل المعلمون التلاميذ إلى منازلهم مبكرا.

وما زالت تلك المدارس مغلقة منذ ذلك الحين، وهو ما يجبر الأطفال على البقاء في منازلهم. وأبلغ مسؤولون بالمدارس الثلاث الآباء بأن المعلمين الأجانب غادروا إيران مع أسرهم رغم أن المدرسة الفرنسية تأمل باستئناف الدراسة يوم الأحد فيما تأمل المدرسة البريطانية بأن تستأنف العمل في العام الجديد. ومع تزايد عزلة إيران بسبب طموحاتها النووية وتداعيات الهجوم على السفارة البريطانية وزعم طهران إسقاط طائرة تجسس أميركية من دون طيار الأحد الماضي، عبّر رجل الشارع عن مخاوف. وقالت ماسة صدري وهي مهندسة عمرها 35 عاما «أجانب كثيرون يغادرون إيران.. أظن أنه سيحدث عمل عسكري.. ونحن سنصبح عراقا آخر.. من الواضح أن شيئا ما سيحدث.. وإلا فالأجانب ما كانوا ليغادروا إيران»، بحسب وكالة «رويترز». ولم تستبعد الولايات المتحدة وإسرائيل عملا عسكريا ضد المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت الدبلوماسية في تسوية النزاع بشأن برنامج إيران النووي وهو موقف ازداد قوة بعد التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي.

وقال حسن فوسجي وهو موظف حكومي «سنتعرض لهجوم.. لدي إحساس بهذا.. أنا أسحب أموالي من البنك ليكون معي نقود جاهزة في حالة وقوع هجوم.. كل أصدقائي يخزنون السلع في منازلهم».

وكان اقتحام السفارة البريطانية ومبنى آخر تابع لها قد أثار موجة غضب دولية أسفرت عن قيام عدد من دول الاتحاد الأوروبي بسحب سفرائها من الجمهورية الإسلامية تضامنا مع المملكة المتحدة.

وفيما يبدو أنه إدراك تدريجي لهول الإقدام على اقتحام السفارة واحتجاز دبلوماسيين لبعض الوقت والعواقب التي قد تتبعه، اعتذرت الحكومة الإيرانية عن الحادث كما أكد مرجع دين إيراني بارز أن الهجوم تم دون علم المرشد الأعلى في إيران آية الله خامنئي. غير أن الكثير من المصادر أفادت بأن خامنئي كان على علم به وأن المخطط الأولي كان احتلال السفارة لعدة أيام إلا أنه تراجع بعد رد الفعل الدولي العنيف والمخاوف من العواقب الوخيمة جراءه.