وزراء خارجية الـ«الناتو» يبحثون علاقاتهم مع روسيا.. وما بعد الربيع العربي

حلف شمال الأطلسي: نهاية ناجحة في ليبيا.. وخطط واضحة للمرحلة الانتقالية في أفغانستان

TT

يبدأ اليوم وزراء الخارجية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو» اجتماعاتهم بمقر الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل، من أجل التباحث حول علاقات الحلف مع روسيا، والعمليات في أفغانستان، كما سيناقشون كيفية بناء علاقات جديدة مع دول «الربيع العربي». ووجود نشاطات الناتو في كل من البلقان وكوسوفو، وسيعقدون أيضا اجتماعا لتقييم ما تم إنجازه بعد مؤتمر لشبونة حيث وضع البرنامج حول استراتيجيات عمل الناتو، وما يخص الإصلاحات ومسألة الدرع الصاروخية والقدرات الذكية.

وتتناول اجتماعات وزراء الخارجية محادثات حول بلدان الربيع العربي ما بعد الثورات خاصة ليبيا وتونس ومصر والأوضاع في شمال أفريقيا عموما، وكيفية بناء علاقات بهذه الدول وتطوير. ولن تغيب عن محاور الاهتمام جورجيا وأوكرانيا، والعراق وصربيا.

كما سيعقد وزراء الخارجية اجتماعا تحضيريا لبحث أهم القضايا التي سيتم طرحها في قمة شيكاغو التي ستنتظم في شهر مايو (أيار) من العام القادم 2012، والتي قد يعلن الناتو خلالها الجهوزية الأولية للدرع الصاروخية الأوروبية. كما ستتناول القمة القدرات العسكرية وتقاسمها ومسألة تبادل المعلومات، والتواصل بين الحلف والخارج. وستطرح عملية «الحامي الموحد» التي تمت في ليبيا كمثال ناجح لعمليات الناتو.

ومن أهم المحاور التي ستطرح في مقر حلف شمال الأطلسي اليوم أيضا هي العلاقات الروسية مع الناتو، والتي سيتحاور فيها وزراء الخارجية الأعضاء في الحلف مع وزير الخارجية الروسي لافروف. ومن المسائل المدرجة على برنامج العمل هي أنظمة الدفاع الصاروخية وما تحقق فيها من إنجازات وإمكانيات توسيعها وبحث إمكانيات التعاون الروسي في هذا الشأن.

وحول برامج الناتو المقررة فإنه سيواصل عملياته التدريبية في العراق، وتواصل أيضا قوات الناتو عملها في أفريقيا لمحاولة التصدي لعمليات القرصنة.

وبالنسبة للعلاقات بين حلف الشمال الأطلسي وباكستان فيواصل الناتو الذي سبق وأعلن أنه يعتبر «الحادث» الذي تسبب في سقوط 25 قتيلا من القوات الباكستانية «تراجيدي»، ما زال الحلف يبحث في أسبابه الذي يرى أنه متى تمكن من تحديدها سيخف التوتر عن العلاقات الباكستانية مع الحلف التي شهدت تصعيدا سريعا، حيث منعت باكستان على أثر الحادث مرور مجموعات التموين للأطلسي من حدودها.

ويرى الناتو في ما حققه في ليبيا نجاحا كبيرا وغالبا ما ردد مسؤولوه أنهم «فخورون» به، رغم «الأخطاء». وقد أعلن الناتو أنه وبعد انسحابه من ليبيا نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لن يكون له دور عسكري أو ميداني فيها، بل ما يطمح إليه وكما عبر مسؤول في الحلف هو إقامة علاقات سياسية مبنية على التعاون المشترك.

وأكد مسؤول رفيع في الناتو خلال ندوة صحافية أمس أنه ليس في برامج الحلف المستقبلية التدخل سوريا.

ومن جهة أخرى وحول المسألة الأفغانية توصل الناتو إلى تحديد برنامج شبه نهائي لتسليم مقاليد الأمور لقوات الحكومة الأفغانية، والذي سيتم مع نهاية 2014، ومن أجل تحقيق هذا قسم العمل إلى 5 مراحل، حيث سيتم الانسحاب من 5 مقاطعات الواحدة تلو الأخرى، وسينتهي تسليم السلطة لقوات الحكومة الأفغانية من المنطقة الأولى المتفق عليها مع نهاية هذا العام، وسيتم الانسحاب من المنطقة الثانية التي سيتم الإعلان عنها الشهر الحالي وتخرج منها قوات الناتو نهائيا مع نهاية 2012. ومع نهاية 2014 وحسب ما أعلن الحلف سيكون الانسحاب قد تم كليا وكل المقاطعات ستصبح في يد الحكومة الأفغانية.

ولن ينسحب الناتو من أفغانستان بل سيتحول للعمل على مساعدة الحكومة في «تحقيق الأمن من أجل بناء مؤسساتها مثل التعليم والقضاء والصحة». وسيقتصر حضور الناتو على «دعم الأفغان لقيادة بلادهم» كما أعلن مصدر فيه وسيدخل الأفغان في ما سماه بـ«عهد التحول». ويرمي البرنامج المعلن في الناتو إلى تحويل السلطة لأيدي الأفغان مع نهاية سنة 2014. وبعدها سيقتصر وجود قوات الحلف على دعم القوات الأفغانية من خلال برامج تدريبية ومساعدتهما متى احتاج الأمر لذلك.