ضابط سوري منشق لـ «الشرق الأوسط»: 3 عمليات انشقاق نوعية.. وثمة مفاجأة قريبا

أكد اختراق «الجيش السوري الحر» للمخابرات الجوية الأكثر ولاء لرأس النظام

انتشار للجيش في سقبا ريف دمشق
TT

تنامت في الآونة الأخيرة حركة الانشقاقات في صفوف الجيش السوري وقوات الأمن، وهو ما رفع من وتيرة الاشتباكات المسلحة في عدد من المحافظات، لا سيما في منطقة إدلب القريبة من الحدود التركية. وتوقف المراقبون لمسار الأحداث في سوريا عند انشقاق عدد من عناصر المخابرات الجوية، وهو ما اعتبروه تحولا مفاجئا في تفكير بعض عناصر هذا الجهاز الأكثر ولاء لرأس النظام السوري.

وبينما بقي انشقاق 12 عنصرا من مفرزة تابعة للمخابرات الجوية يوم الأحد الماضي يخضع للتفسيرات، أعلن ضابط منشق عن الجيش السوري النظامي أن «الانشقاق حصل بالفعل من قبل عدد من عناصر المخابرات الجوية فجر الأحد الماضي». وأكد الضابط، الذي رفض ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، أن «انشقاق هؤلاء العناصر هو عملية نوعية أُعدت إعدادا متقنا مع الجيش السوري الحر، وأن قيادة الجيش الحر كانت على علم بموعد بهذا الانشقاق ونسقت مسبقا مع هؤلاء العناصر، لتأمين المؤازرة اللوجيستية لهم ومساعدتهم جغرافيا على الوصول آمنين إلى معسكر الجيش الحر». وقال: «خلافا لما يزعمه إعلام النظام السوري من أن الجيش الحر أو إرهابيين ينفذون هجمات على مراكز المخابرات، فإن أي عمل مسلح لم يأت من قبلنا، إنما كانت هناك اشتباكات بين المنشقين وزملائهم داخل المفرزة في المخابرات الجوية، ومزاعم النظام هي محاولة للتعمية على عمليات الانشقاق المتواصلة التي تفاجئه في كل يوم».

وكشف الضابط المذكور عن أنه «في أسبوع واحد حصلت 3 عمليات انشقاق نوعية، الأولى يوم الأربعاء الماضي، بحيث انشق نحو مائة عنصر بينهم 3 ضباط برتب عالية من كتيبة حفظ النظام في إدلب، تبعها انشقاق عدد قليل من عناصر مفرزة للمخابرات الجوية في المنطقة نفسها، بعد أن اخترقناها مسبقا، وقد اكتشفنا أن هذه المفرزة كانت مكلفة بأعمال أمنية منها استهداف قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، والثالثة التي حصلت الأحد الماضي في مفرزة المخابرات الجوية في إدلب»، مشيرا إلى أن «العمليتين الأولى والثانية نجحتا من دون أي صدام أو إطلاق رصاصة واحدة»، واعدا بـ«مفاجأة كبيرة سيكشف عنها في الأيام المقبلة على هذا الصعيد». واعتبر الضابط المذكور أن أسباب هذه الانشقاقات تتلخص بثلاثة أمور:

أولا: توافر قناعة مطلقة لدى أكثرية جنود الجيش السوري الموجودين في المناطق الساخنة، بأن المعلومات التي تصدر عن رئاسة الأركان في جيش (الرئيس السوري بشار) الأسد، عن أن الاشتباكات تحصل مع إرهابيين هي معلومات كاذبة، بعد تأكدهم من أن المعارك تخاض ضد عناصر من الجيش السوري الحر والمنشقين الذين يلتحقون به، بدليل أن هناك أكثر من 1100 ضابط زج النظام بهم في السجون وجرت تصفية البعض منهم إثر اعتقالهم، بعد معلومات للأمن السوري عن محاولة انشقاقهم وتعاطف البعض منهم مع المتظاهرين.

ثانيا: إن زج النظام السوري لأجهزة الأمن في دوامة المواجهة من الشعب السوري ومع المنشقين عن الجيش، أدى إلى انخفاض الروح المعنوية بشكل هائل لدى كل الأجهزة الأمنية، بدليل أن النظام، في محاولة منه لرفع هذه الروح المعنوية، لجأ إلى إيصال الدعم اللوجيستي لهذه الأجهزة عبر الحوامات (طائرات الهليكوبتر)، كما أن عناصر الأمن والشبيحة باتوا يرفضون التجول بسيارات عادية خوفا على حياتهم، وبالتالي جرى توفير السيارات المصفحة لهم في محاولة لرفع معنوياتهم المنهارة.

ثالثا: اعتقاد هؤلاء العناصر (المنشقين) أن الشعب السوري بالتعاون مع الجيش الحر الذي طور قدراته سيسقط هذا النظام لا محالة، حتى لو تخلى عنه العالم كله، إلا أن فاتورة الدماء ستكون أكبر والوقت أطول.

وختم الضابط المنشق بالقول: «أجزم بأن عمليات الجيش السوري الحر لم تستهدف أيا من جنود الجيش السوري؛ لأن هؤلاء زملاؤنا ورفاقنا، وهم يتعاطفون مع أهلهم وينسقون معنا بشكل دوري، إنما عملياتنا تستهدف حصريا جماعة بشار الأسد الذين يرتكبون المجازر بحق أهلنا الأبرياء في سوريا، وهم من الشبيحة والأمن العسكري والأمن الجوي الذين يمعنون في القتل والإجرام».