نصر الله: حزب الله يزداد يوميا عددا وتسليحا.. والمعارضة السورية تقدم أوراق اعتماد لأميركا وإسرائيل

فتفت لـ «الشرق الأوسط» : أخطر ما في كلامه هو اعتباره تغيير النظام السوري يعني المجيء بنظام خائن

TT

رد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في كلمته التي ألقاها في إحياء ذكرى عاشوراء في الضاحية الجنوبية في بيروت، بشكل مباشر على المجلس الوطني السوري ورئيسه برهان غليون الذي سبق له أن أعلن أن المجلس سيقطع علاقات دمشق العسكرية مع إيران ويوقف الأسلحة لحماس وحزب الله، معتبرا أن «هذا الكلام هو تقديم أوراق اعتماد إلى الأميركي والإسرائيلي».

وقال نصر الله «موقفنا واضح من الوضع السوري، فنحن مع الإصلاحات التي قبل بها النظام السوري المقاوم، ولكن هناك من لا يريد إصلاحات ولا حوارا، هناك من يريد أن يدمر سوريا ويعوض عن هزيمته في العراق». ورأى أن «الموضوع الأساسي هو استهداف حركات المقاومة في المنطقة، فالمطلوب في سوريا ليس إصلاحا بل المطلوب في سوريا نظام خيانة عربي. ونحن بالمقابل ندعو إلى الحوار في سوريا وإدارة الأمور في هدوء، وأبشّر كل هؤلاء الذين يهددون من وراء البحار أنه أتت بوارج وسفن من وراء البحار ودمرت عند شواطئ بيروت».

وفي حين اعتبر نصر الله أن ما يقال عن أن حزب الله يدخل المستشفيات في الشمال ويأخذ الجرحى السوريين منها هو افتراء وظلم. لفت إلى أن حزب الله يصر على السلم الأهلي وعلى تجاوز الفتنة أيا تكن الأسباب والتحريض والظلم والافتراء. وفيما يتعلق بسلاح حزب الله، أكد نصر الله على ما وصفه برسالة ليست جديدة إلى كل الذين ينتظرون أو يعلقون أملا على تسليم سلاح المقاومة، وقال «هذه المقاومة في لبنان ستبقى وستستمر ولن تتمكن منها مؤامراتكم، ونحن سنتمسك بمقاومتنا وسلاح المقاومة، بل نحن يوما بعد يوم نزداد عددا ونزداد تسليحا ونزداد ثقة بمستقبلنا، وإذا كان هناك أحد ما يراهن على أن سلاحنا سيصيبه الصدأ»، فنقول «إننا نجدد سلاحنا دائما».

وفي الإطار عينه، سأل نصر الله «هل رأيتم صواريخ (رعد) أو (زلزال) أو (حيفا) أو (ما بعد حيفا) تستخدم في فتنة داخلية؟»، مضيفا «ما يؤدي إلى الفتنة الداخلية هي أسلحة «الكلاشنيكوف» والمسدس أو الـ(آر بي جي) والقنابل التي يملكها كل اللبنانيين». وقال «من يريد أن ينزع أو يفكر أن ينزع صاروخ (الزلزال)، يعني أنه يريد أن يقدم خدمة لإسرائيل، يعني ما عجزت إسرائيل عن فعله يريد أن يحققه البعض من خلال الحوار، وهذا الأمر لن يتحقق».

وأكد «بمقاومتنا سنحافظ على كرامتنا وعلى أرضنا من أن يمسها سوء من أي طرف في هذا العالم»، مذكرا «نحن منذ عام 1988 أخذنا المبادرة ولم نكترث للمجتمع الدولي. نحن قوة ما زال يجهلها العدو وسيظل يجهلها، ولقد انتهى الزمن الذي نساوم فيه على عزتنا وعلى مقدساتنا وعلى أرضنا، فالظروف تغيرت».

وفي هذا الإطار فقد اعتبر النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت أن حضور نصر الله بين جمهوره هو لرفع معنوياته التي أصيبت بنكسة تمويل المحكمة. واعتبر فتفت أن نصر الله أخذ موقفا واضحا ضد الشعب السوري، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أخطر ما في كلام نصر الله هو اعتباره أن أي تغيير في النظام السوري يعني المجيء بنظام خائن وهذا هو منطق التخوين الذي يلجأ إليه دائما عندما يجد نفسه في مأزق». وسأل فتفت «لم يقُل لنا نصر الله يوما من هو وأين هو النظام السوري الممانع؟ هل هو الذي يقمع الحريات ويقف متفرجا أمام احتلال الجولان». وأضاف «كلام نصر الله الواضح حول رفضه للحوار حول تسليم السلاح، يعكس الحقيقة التي لطالما ناور حولها»، وقال «هذا الموقف هو تعرية لسياسة سوريا وحزب الله الذي كشف أوراقه الحقيقية في ما يتعلق برفضه تسليم السلاح».