الثورة السورية تشهد أيامها الأكثر دموية.. ومقتل نحو 100 شخص خلال يومين

معارض لـ «الشرق الأوسط»: الواقع الدموي مرتبط بمواقف الجامعة العربية

TT

في وقت كانت الجامعة العربية تنتظر فيه ردّ النظام على طلب المبادرة بشأن السماح لدخول مراقبين إلى سوريا التي انتظرت دقائق المهملة الأخيرة قبل أن ترسل موافقتها المشروطة، كان حمام الدمّ السوري لا يزال مستمرا بل شهد في اليومين الأخيرين تزايدا ملحوظا في عمليات قمع المظاهرات وسقوط المزيد من القتلى الذين وصل عددهم في الأيام الثلاثة الأخيرة إلى أكثر من 100 قتيل بمعدل نحو 40 قتيلا يوميا. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن أنّ عدد القتلى يوم الأحد الماضي قد وصل إلى 40 قتيلا، فيما وصل العدد يوم الاثنين إلى 50 قتيلا ويوم أمس الثلاثاء أعلن بعد الظهر عن وصول القتلى إلى 23 قتيلا، بينهم 9 جثث وجدت محروقة في حمص. وفي هذا الإطار، قال هوزان إبراهيم عضو المجلس الوطني السوري وممثل لجان التنسيق المحلية فيه إنّ هذا الواقع الدموي مرتبط بمواقف الجامعة العربية ورسالة واضحة إليها من النظام السوري. وقال إبراهيم لـ«الشرق الأوسط» إن «عمليات القمع التي يقوم بها النظام في الأيام الأخيرة غير مسبوقة، ولا يزال الجيش السوري والشبيحة يمعنون في قتل المدنيين وإثارة النعرات الطائفية». ويضيف «مع العلم أن أكثر هذه العمليات يرتكز في حمص التي أصبحت شوكة في عين النظام وشبيحته، بعدما أثبتوا عدم قدرتهم على السيطرة عليها وعلى أهلها المحاصرين منذ أكثر من 3 أشهر». وفي حين اعتبر إبراهيم أنّ القضية أصبحت بالنسبة إلى أهل حمص تحديا يواجه من خلاله النظام السوري، أشار إلى أنّه ورغم تزايد عدد القتلى في حمص فإن «النظام لا يزال عاجزا عن الحدّ من المظاهرات لا سيّما في وجود الجيش السوري الحرّ الذي يدعم الأهالي ويدافع عنهم». من جهة أخرى يلفت إبراهيم إلى أنّ «عدد القتلى المتزايد في الأيام الأخير يعود إلى خروج المظاهرات في مناطق لم تكن تشارك قبل ذلك في تحرّكات الثورة مثل بعض مناطق حلب وريف حلب ودمشق، إضافة إلى أنّ المظاهرات لم تتوقّف بدورها في معظم المناطق السورية التي لا يزال أهلها رأس حربة الثورة منذ اليوم الأوّل لاندلاعها».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن أنّ يوم الأحد الماضي كان من أكثر الأيام دموية في أيام الثورة السورية، ولفت المرصد إلى أنّ الشهداء الذين بلغ عددهم 50 قتيلا سقطوا برصاص الأمن. وقد علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من ناشط معارض في حي الزهراء الموالي للنظام أنه شاهد في ساحة الحي مساء الاثنين 34 جثة لمواطنين من أحياء ثائرة على النظام اختطفتهم مجموعات الشبيحة يوم الاثنين. كما سقط في حي دير بعلبة 4 أشخاص برصاص الأمن على حاجز للأمن أمام مبنى كلية البتروكيميا ثلاثة منهم من عائلة واحدة. وفي اليوم نفسه، أطلق الأمن النار على مشيعين في جنازتين، مما تسبب بسقوط أكثر من 20 جريحا. أما في حي البياضة فقد قتل شاب برصاص قناص كما قتل شاب آخر في حي جورة الشياح أثناء تشييع جنازة لأحد الشهداء. أما في حي الخالدية فقد أسفر القصف المتواصل عن سقوط قتيلين في الحي وأصيب أكثر من 9 أشخاص بينهم طفل بترت يده. وفي حي كرم الزيتون قامت سيارات للأمن باستهداف منازل المواطنين هناك مما تسبب في مقتل شخصين، وفي حي النازحين المجاور لحي كرم الزيتون قتل شاب من حي الوعر حيث قتل برصاص الأمن في حاجز على طريق حمص طرطوس. كذلك، اقتحمت 6 مصفحات حي الغوطة في حمص وقصفت الحي مما تسبب في سقوط قتيل وعدد من الجرحى. وفي ريف حمص وتحديدا في بلدة تلدو التي تعرّضّت للقصف مما تسبب بسقوط قتيلين على الأقل وجرح العشرات هناك.

وعن عمليات يوم الأحد الماضي، فقد أعلن المرصد أيضا عن سقوط 40 قتيلا بينهم خمسة جنود منشقين و35 مدنيا. وفي توزيع هؤلاء المناطقي، كان لحمص التي قتل فيها 26 بين مدني وعسكري منشق، الحصّة الأكبر. كما قتل ثلاثة مواطنين في قرية عز الدين قرب مدينة الرستن وفي محافظة دير الزور قتل مواطن مدني وعنصر أمن برصاص الأمن، وفي محافظة إدلب قتل خمسة مدنيين من بلدات وقرى كفرومة وسنجا كما قتل جنديان منشقان خلال اشتباكات قرب معرة النعمان وقتل جندي منشق من مدينة أريحا.