أفغانستان: مقتل وجرح العشرات في هجمات «عاشوراء»

كرزاي: هجمات كابل ومزار الشريف أعمال إرهابية «مروعة» > طالبان تدين الاعتداءات

أفغان قرب موقع التفجير الانتحاري في كابل (أ.ب)
TT

هاجم مفجر انتحاري مزارا شيعيا بوسط العاصمة الأفغانية كابل أمس حيث تجمع المئات لإحياء يوم عاشوراء مما أسفر عن سقوط 54 قتيلا على الأقل في عنف طائفي غير مسبوق بعد يوم من تعهد الغرب بدعم طويل المدى لأفغانستان بعد انسحاب القوات الغربية من البلاد. وجاهدت الشرطة والأطباء لإحصاء عدد القتلى في واحد من أكثر الهجمات دموية منذ سقوط حكومة طالبان عام 2001. ونفت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم. وتناثرت أشلاء الجثث والدماء في الشارع بعد الانفجار الذي وقع في قلب مدينة كابل القديمة حيث تجمع المئات للاحتفال بعاشوراء. وأصيب في الانفجار أكثر من مائة. وكان الانفجار تذكرة قاسية بالمشكلات التي تعيشها أفغانستان بعد يوم من تجمع الحلفاء الغربيين في مؤتمر دولي للتعهد بدعم البلاد على المدى البعيد حتى بعد انسحاب القوات القتالية الأجنبية من أفغانستان بحلول نهاية عام 2014.

وقال الرئيس الأفغاني حميد كرزاي للصحافيين في ألمانيا التي تستضيف مؤتمرا حول مستقبل أفغانستان: «هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها إرهاب من هذا النوع المروع في يوم ديني هام في أفغانستان». وقال كرزاي في مؤتمر صحافي عقده في برلين بعد فطور عمل مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: «إنها المرة الأولى الذي يقع فيها عمل إرهابي بهذه الفظاعة أثناء مناسبة دينية هامة في أفغانستان». وعبر كرزاي عن تمنيه بالشفاء العاجل للجرحى وعن تعازيه إلى عائلات الضحايا. كما قدمت ميركل تعازيها إلى كرزاي وقالت إن هذه الأحداث تؤكد على «وجوب القيام بمزيد من العمل المضني من أجل ضمان الأمن في أفغانستان». من جهة أخرى وجه الرئيس الأفغاني نداء إلى الجار الباكستاني الغائب طوعا عن المؤتمر الدولي الذي انعقد في بون الاثنين وتعهدت خلاله الأسرة الدولية بدعم التنمية الأفغانية حتى عام 2024. وقال إن «لباكستان دورا مهما يجب أن تلعبه في عملية السلام في أفغانستان» خصوصا في المفاوضات مع طالبان.

وأضاف أن «أفغانستان وباكستان عانت كل منهما الكثير بسبب الإرهاب وانتشار التطرف (الإسلامي) في المنطقة وخصوصا في هذين البلدين، وباكستان تعاني للأسف من وجود معاقل (للإرهابيين) على أراضيها». وأكد أنه «إذا لم نعمل معا لحل هذه المشكلة عموما واستئصال التطرف فلن نرى السلام في أفغانستان ولا السلام أو الاستقرار في باكستان». ولم تعلن أي جهة المسؤولية. وأدانت طالبان العنف وقالت إنه عمل وحشي من جانب العدو. وقال سخي كارجار المتحدث باسم وزارة الصحة: «وصل الآن عدد القتلى 54 والجرحى 160 من بينهم عدد حالته حرجة».

ولأفغانستان تاريخ طويل من التوترات بين السنة والأقلية الشيعية لكن منذ سقوط حكومة طالبان لم تشهد البلاد هجمات طائفية كبيرة مثل تلك التي تشهدها جارتها باكستان. ويعتبر هجوم أمس الذي وقع ظهرا في مزار على ضفة نهر في قلب مدينة كابل القديمة غير مسبوق.

وقالت كيت كلارك من شبكة محللي الشؤون الأفغانية: «أفغانستان في حرب منذ 30 عاما وحدثت أشياء مروعة لكن من الأشياء التي نجا منها الأفغان بشكل عام هو هذا النوع من الهجمات الطائفية». وأضافت: «لا نعرف من زرع القنبلة بعد والقفز إلى نتائج شيء خطير لكن لو كانت طالبان فهذا شيء جد خطير ومثير للقلق جدا. وأدانت حركة طالبان الأفغانية هجومي العاصمة الأفغانية كابل ومدينة مزار الشريف أمس ووصفتهما بأنهما عمل وحشي». وقال ذبيح الله مجاهد في بيان بالبريد الإلكتروني سمعنا بكل أسى عن انفجارين في كابل ومزار الشريف حيث قتل الناس بأيدي عدو غير إسلامي ونشاط غير إنساني. وبعد انفجار كابل بقليل انفجرت قنبلة كانت موضوعة على دراجة قرب المسجد الرئيسي في مدينة مزار الشريف مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 17. وكانت شوارع المدينة مليئة بالناس احتفالا بيوم عاشوراء لكن لم يتضح ما إذا كان الهجوم يستهدف الزوار الشيعة.

ومن ناحية أخرى قال متحدث باسم حاكم إقليم قندهار بجنوب أفغانستان إن قنبلة مزروعة على دراجة نارية انفجرت في مدينة قندهار اليوم مما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين. ولم يقع الانفجار قرب أي مسجد أو مزار.

وتشهد باكستان هجمات دامية بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية منذ عقود.

واشتد الصراع الطائفي منذ أن عزز المتشددون روابطهم بـ«القاعدة» ومتمردي طالبان بعد أن انضمت باكستان إلى الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد المتشددين عقب الهجمات التي تعرضت لها البلاد في 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001.