قضماني: «الوطني السوري» تحدث مع كلينتون عن قرار أممي لـ«تحييد قوة الأسد» ضد معارضيه

شاركت في اجتماع جنيف وقالت لـ «الشرق الأوسط»: نتحرك ضمن إطار عربي وإقليمي

TT

قالت مصادر المجلس الوطني السوري المعارض إن وفده الذي التقى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس في العاصمة السويسرية جنيف تحدث معها عن ضرورة صدور قرار من مجلس الأمن من أجل حماية المدنيين من آلة القتل التي يتبعها نظام الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وتابعت المصادر أن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون وعددا آخر من أعضاء المجلس شاركوا في الاجتماع، قائلة إن أحد المحاور التي تم التركيز عليها هي إيجاد آلية من مجلس الأمن لـ«تحييد قوة الأسد» التي يستخدمها في القتل اليومي للمعارضين السوريين والشعب السوري المنتفض منذ أكثر من 8 أشهر ضد حكمه.

وشاركت بسمة قضماني، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المتحدثة باسم المجلس في اجتماع جنيف أمس، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن وفد المجلس الذي حضر الاجتماع «أخبر السيدة كلينتون أنه يتحرك ضمن الإطار العربي والإقليمي»، وأضافت: نحن ركزنا على حماية المدنيين وكيف يمكن التغلب على الاعتراض، أو على العقبات للوصول إلى قرار من مجلس الأمن يدين النظام السوري ويفرض عليه عقوبات ويصل إلى صيغة لحماية المدنيين».

وحسب الأمم المتحدة فإن أكثر من 4 آلاف شخص قتلوا منذ بداية الاحتجاجات في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي ضد نظام الأسد. وأوضحت قضماني أن المقصود بـ«حماية المدنيين» ليس اللجوء إلى «عمل عسكري»، ولكن بـ«العمل على تحييد قدرات النظام السوري في القمع والاستمرار في القتل».

وحول موقف كلينتون مما دار في الاجتماع أوضحت قضماني أن وزيرة الخارجية الأميركية قالت لوفد المجلس الوطني السوري إن «أمامكم تحديات كبيرة جدا، وأنتم تمكنتم من إنشاء معارضة منظمة ممثلة للحراك الثوري»، وقالت قضماني إن وفد المجلس الوطني السوري أخبرها بـ«أننا نتحرك في ضمن الإطار العربي والإقليمي».

ويعتبر لقاء الأمس بين المعارضين السوريين والسيدة كلينتون هو الثاني من نوعه، بعد اللقاء الأول الذي جرى في واشنطن مطلع شهر أغسطس (آب) الماضي. ووفقا لمصادر أخرى من المعارضة السورية التي شاركت في اجتماع أمس، فإن الولايات المتحدة تولي اهتماما خاصا بوضع الأقليات السورية في مرحلة ما بعد حكم بشار الأسد.

وقالت هذه المصادر إن وجهة النظر الأميركية ترى أن المعارضة يتوجب عليها طمأنة الأقليات التي تخشى من مرحلة ما بعد الأسد، وإن طمأنتها بترسيخ حكم مدني مبني على دولة قانون، من شأنه أن يزيد من رصيد المعارضة في الشارع السوري وإسقاط مزاعم النظام الحالي بأن حماية الأقليات مرهون باستمرار النظام.

يأتي هذا في وقت يتهم فيه عدد آخر من المعارضين السوريين جامعة الدول العربية بالمماطلة في فرض عقوبات صارمة على نظام الأسد، وقيام عدد من أبناء الجالية السورية في القاهرة أمس بتنظيم مظاهرة أمام مقر الجامعة نددوا فيها بنهج الجامعة العربية في التعاطي مع ملف الأزمة السورية، وشددوا على ضرورة محاكمة الرئيس السوري، والمطالبة بفرض حظر جوي على سوريا حماية للمدنيين.

وفي هذا السياق قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن طلال الأمين مستشار الأمين العام للجامعة التقى أمس بعدد من رموز المعارضة السورية بالقاهرة، وذلك لإبلاغ الجامعة العربية رفض المعارضة قيام الجامعة بإعطاء مهل جديدة للنظام السوري، مؤكدين أن هذه المهل تؤدي لمزيد من قتل المدنيين من أبناء الشعب. ومن بين رموز المعارضة التقى طلال الأمين بمؤمن كويفاتية رئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية دعم الثورة السورية بالقاهرة، والناشط السوري معتز شقلة.