كردستان: القنصلية الأميركية تدين أحداث زاخو ودهوك.. والمعارضة ترفض لقاء رئيس الإقليم

الأمين العام للاتحاد الإسلامي يدعو حزب بارزاني إلى الرضوخ للأمر الواقع والقبول بالآخر

TT

في أول رد فعل له على الأحداث التي وقعت في منطقة بهدينان بإقليم كردستان التي استهدفت مقرات حزبه، وجه أمين عام الاتحاد الإسلامي صلاح الدين محمد بهاء الدين رسالة إلى شعب كردستان تحدث فيها عن موقفه من تلك الأحداث، مشيرا في جوانب عديدة من رسالته إلى انحياز حزبه إلى السلام والتعايش مع بقية الأحزاب السياسية في كردستان، والإصرار على إجراء الإصلاحات الجذرية في العملية السياسية، داعيا الأطراف الأخرى إلى الرضوخ للأمر الواقع والاعتراف بوجود التعددية الحزبية والفكرية والسياسية في كردستان.

وذكر أمين عام الاتحاد الإسلامي بالأحداث السابقة التي استهدفت حزبه في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2005 عندما تعرضت مقرات حزبه في المنطقة نفسها (محافظة دهوك) التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني لاعتداءات مماثلة من الحرق النهب، واعتقال العديد من كوادر وأعضاء حزبه من قبل السلطات الأمنية، ووصف ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية بأنها صفحة أخرى من الظلم والانتهاكات التي يتعرض لها حزبه في تلك المنطقة ولكن تحت غطاء وإدعاءات جديدة، وقال: «في أحداث 2005 اتهمنا بالتعاون مع فلول البعث المنحل، واليوم نتهم بالاعتداء على المسيحيين والأيزيديين والهجوم على محلات بيع الخمور ومراكز التدليك والمساج». واعتبر أمين عام الاتحاد الإسلامي تلك الاتهامات «كذبة لا تنطلي على أحد، وهي تثير السخرية من الجميع». وفي الوقت الذي أبدى فيه تفهمه لما وصفه بقلق حزب بارزاني من تنامي دور الاتحاد الإسلامي في منطقة نفوذه، مؤكدا أنه «يعلم مواضع الوجع لدى هذا الحزب»، أكد أن «قدر الحزب الديمقراطي هو التسليم بحقيقة وجود الاتحاد الإسلامي في المنطقة، وعليه أن يحترم العقول ويمتثل للمنطق، ويعترف بمسؤولياته في الأحداث الأخيرة كحزب يقود السلطة وله نفوذه الواسع في تلك المناطق».

ونفى أمين عام الاتحاد الإسلامي أن يكون حزبه وراء تلك الأحداث، وقال إن «الاتحاد الإسلامي كان ولا يزال يحرص على السلم والتعايش ووحدة الصف الكردي.. وعلى الحزب الديمقراطي أن يتخلى عن سياسة خلق الأعداء الوهميين وحبك سيناريوهات استخباراتية، وعليه أن يتعاون مع بقية الأطراف الكردستانية لحل أزمات الإقليم، وأن يتجه بإرادة حقيقية وبخطوات عملية نحو إجراء الإصلاحات السياسية المطلوبة، لأن الحلول الأخرى، مثل شطب الآخرين، أصبحت حلولا عقيمة لا طائل وراءها».

في غضون ذلك، أكد المتحدث الرسمي باسم حركة التغيير المعارضة الدكتور شاهو سعيد أن «أحزاب المعارضة الثلاثة رفضت حضور الاجتماع الذي دعا إليه رئيس الإقليم مسعود بارزاني للتباحث حول تداعيات أحداث زاخو ودهوك». وقال سعيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن حركة التغيير رفضت حضور الاجتماع لسببين؛ الأول هو إعلان موقفه التضامني الكامل مع حليفه في المعارضة الاتحاد الإسلامي، وقد فعلت الجماعة الإسلامية ذلك أيضا. والسبب الثاني هو عدم إيمان حركة التغيير بجدوى الاجتماعات المتتالية التي لا تثمر عن أية إجراءات على أرض الواقع، ونحن لن نحضر أي اجتماع يعقد بهدف الاجتماع فقط».

وفي سياق متصل، أدانت القنصلية الأميركية بكردستان في بيان لها الأحداث التي وقعت في زاخو، وقالت إن «القنصلية تدين العنف وعمليات النهب التي رافقت الأحداث التي وقعت بإقليم كردستان العراق، وتدعو المواطنين إلى الهدوء واحترام القانون، كما تدعو القوى الأمنية إلى احترام حقوق الإنسان، خصوصا حقوق الصحافيين والالتزام بقانون العمل الصحافي»، وأشار البيان: «لقد تلقينا تطمينات من حكومة إقليم كردستان بإجراء التحقيقات الكاملة حول تلك الأحداث، وأن الرئيس بارزاني دعا إلى حماية وحدة الصف الكردي، وأن الولايات المتحدة ستواصل جهودها مع حكومة الإقليم وجميع العراقيين لتحقيق هذا الهدف».