المرحلة الأولى: الإخوان يكتسحون السلفيين ويحصلون على 36 مقعدا فرديا

عبد المنعم الشحات أبرز الخاسرين.. والنجار والخضيري إلى البرلمان

امرأة مصرية وابنتها تقفان أمام ملصقات دعائية لمرشح إسلامي في الإسكندرية أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

ارتسمت ملامح نتائج الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر، قبل يوم من إعلان اللجنة العليا للانتخابات النتائج النهائية عقب جولة الإعادة أول من أمس. وشملت جولة الإعادة 50 دائرة انتخابية من أصل 56 دائرة على المقاعد الفردية، والتي تمثل ثلث مقاعد مجلس الشعب (الغرفة الأولى بالبرلمان). وحصد التحالف الذي يقوده حزب الإخوان المسلمين على 36 مقعدا، فيما حصل حزب النور السلفي على 6 مقاعد، وفاز التيار الليبرالي بـ7 مقاعد، بينما جاءت المقاعد الخمسة الأخيرة من نصيب قيادات محسوبة على الحزب الوطني المنحل.

وتميزت جولة الإعادة بتراجع التيار السلفي، الذي خسر معظم المقاعد أمام مرشحي الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وبرز اسم عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية كأبرز الخاسرين، بعد أن أثار جدلا واسعا بسلسلة من التصريحات بدأت بتكفير «الديمقراطية»، ولم تنته عند اعتبار أدب الروائي العالمي نجيب محفوظ يحض على الفجور والفسق. الى ذلك أعلن المستشار عبد المعز إبراهيم، رئيس اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات البرلمانية المصرية، مساء أمس، النتائج النهائية للمرحلة الأولى من الانتخابات التي جرت جول الإعادة بها أول من أمس «الثلاثاء».

وكشفت النتائج عن حصول قائمة حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، على 3 ملايين 565 ألفا و290 صوتا متصدرا القوائم، تلاها حزب «النور» السلفي الذي حصل على مليونين و371 ألفا و713 صوتا، ثم تحالف «الكتلة المصرية» مليون و299 ألفا و819 صوتا.

وعلق الشحات على خسارته بقوله لـ«الشرق الأوسط» «لا اكترث بالنتيجة.. لقد أطحنا ببعض الخصوم من الليبراليين، والمنافسة انحصرت بين مرشحين إسلاميين، ولن أعلق على بعض الملاحظات التي حدثت التزاما مني بما أعلنته قبل الانتخابات بنصرة الفكرة الإسلامية بغض النظر عن من يمثلها».

وأنحى الشحات باللائمة على ما قال إنه هجوم تعرض له خلال الأيام الماضية، وأوضح: «لقد تعرضت لهجوم شديد.. خمس فضائيات تفرغت لتشويهي، وقد حصلت على 190 ألف صوت في الجولة الأولى، خسرت منها 20 ألف صوت في جولة الإعادة نتيجة هذه الحملة». وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول كون التصريحات التي أطلقها الشحات ساهمت في خسارته قال: «لم أصرح للإعلام بشيء.. لقد سئلت والتزاما مني بمنهجي أجبت.. لكن السائل لم يكن حسن النية».

وحقق التيار الليبرالي تقدما طفيفا بحسم 5 مقاعد، كان أبرزها أحد قيادات شباب الثورة، الدكتور مصطفى النجار، الذي تمكن من إسقاط مرشح محسوب على التيار السلفي، كما نجح كل من عمرو عودة (مستقل)، ومحمد أبو حامد (المصريين الأحرار) ومحمد عبد العليم داوود (الوفد)، في إسقاط مرشحي الإسلاميين، لينضموا إلى مرشحين اثنين حسموا مقعديهما في الجولة الأولى، هما الدكتور عمرو حمزاوي، ومصطفى بكري.

وقالت جماعة الإخوان المسلمين إن تحالفها الذي يضم 11 حزبا نجح في الحصول على 36 مقعدا في الجولة الأولى، بينها 4 مقاعد ذهبت لأعضاء بالتحالف من خارج حزب الحرية والعدالة أبرزهم المستشار محمود الخضيري الذي أطاح بشقيق هشام طلعت مصطفى رجل الأعمال المدان بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، وبذلك يكون حزب الإخوان قد حصل على 32 مقعدا في البرلمان. وجاء أبرز الخاسرين حمدي حسن المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان في برلمان 2005.

وتراجع حزب النور الذي جاء تاليا لحزب الإخوان في نظام القوائم (ثلثي المقاعد)، ولم يحصل من بين 35 مقعدا تنافس عليها في جولة الإعادة، سوى على 6 مقاعد، في معاقله الرئيسية بالإسكندرية وأسيوط وكفر الشيخ.

وقال مراقبون إن جولة الإعادة التي لم تشهد إقبالا من الناخبين، كشفت عما وصفوه بـ«إعادة توجيه البوصلة باتجاه الاعتدال.. عاقب الناخبون التشدد الذي تجلى في التصريحات التي خرجت عن القيادات السلفية».