الأمين العام لـ«الناتو»: نسعى إلى تعميق الحوار والتعاون مع دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط

مسؤول رفيع بالحلف لـ «الشرق الأوسط»: قلوبنا مفتوحة.. ونحاول تفهم الثقافات المختلفة

وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مع نظيره الهولندي يوري روزنتال أثناء اجتماع وزراء خارجية «الناتو» في بروكسل أمس (رويترز)
TT

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي آندريه فوغ راسموسن إن «الناتو» مهتم بمنطقة الشرق الأوسط ويسعى إلى تعميق الحوار والتعاون مع دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط، كما أوضح أن الدعوة مفتوحة للذين «يرغبون في تقوية علاقاتهم معنا» ولمن يبحث عن التعاون مع الحلف. وأكد راسموسن في تصريحاته أمس أن الناتو بخبرائه وقدراته، خاصة في المجالات الدفاعية والأمنية، مستعد للتعاون مع من يحتاج إليه في المنطقة، وقال إن خبراء الناتو مستعدون لتقاسم خبراتهم وقد وجه الناتو في عدة مناسبات دعوات لليبيا للانضمام لشركاء الحلف.

وأشاد راسموسن في البيان بنجاح عملية «الحامي الموحد» في ليبيا التي أثبتت أن الحلف قادر على الاستجابة وبسرعة لدعوة الأمم المتحدة، كما أثبتت كفاءة عالية. وما رآه شخصيا في زيارته الأخيرة لطرابلس من أن «الشعب الليبي يمكن أن ينظر الآن للمستقبل بأمل». واعتبر راسموسن أن العمليات في أفغانستان تحتل الأولوية على جدول أعمالهم، التي يحرصون من خلالها على انتقال السلطة إلى الأفغانيين، الذي حققوا الآن جزءا منه، ويطمحون لانتهاء عملية انتقال إلى الأمن الأفغاني مع نهاية 2014، واستدرك راسموسن أن هذا مع استمرار العمل في أفغانستان من أجل تقديم الدعم اللازم للحكومة الأفغانية من خلال خطة كاملة وهي التي ستتم المصادقة عليها في قمة شيكاغو. وجاءت تصريحات راسموسن مباشرة قبل انطلاق اجتماعات وزراء الخارجية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بالعاصمة البلجيكية بروكسل أمس التي تتواصل اليوم، وتنضم إليها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف. ويتباحث الوزراء خلال اجتماعاتهم حول العديد من المسائل؛ منها التحضير لقمة شيكاغو. كما تناولت مجموعة من المسائل أهمها الملف الأفغاني، ومسألة التعاون الروسي وعلاقات الحلف مع روسيا. وناقش الوزراء كيفية بناء علاقات جديدة مع دول «الربيع العربي»، وكذلك طرح عمل الناتو في كل من البلقان وكوسوفو، كما تخلل الاجتماعات تقييم لما تم إنجازه بعد مؤتمر لشبونة حيث وضع البرنامج حول استراتيجيات عمل الناتو، وما يخص الإصلاحات، ومسألة الدرع الصاروخية والقدرات الذكية. كما تم التطرق لأهم القضايا التي سيتم طرحها في قمة شيكاغو التي ستنتظم في شهر مايو (أيار) من العام المقبل، التي قد يعلن الناتو خلالها الجهوزية الأولية للدرع الصاروخية الأوروبية.

وقال مسؤول رفيع في الحلف لـ«الشرق الأوسط» التي التقته في مقر الناتو على هامش الاجتماعات، إن من أهم الإنجازات التي حققها الأطلسي سنة 2011 عملياته في ليبيا والنجاح «في حماية المدنيين من مذابح مؤكدة»، كما أكد أن هذه التجربة أظهرت السرعة التي يمكن أن يستجيب بها الناتو، وأظهرت أيضا أن للناتو حلفاء حقيقيين يمكن التعاون معهم لمواجهة أي تهديدات.

وعن أهم الاستراتيجيات التي يعمل الناتو على تحقيقها العام المقبل، قال المسؤول إن 2012 يعتبر عاما حاسما خاصة في عملية نقل السلطة إلى الأجهزة الأمنية في أفغانستان، والمصادقة على الخطة النهائية للعمل في مؤتمر شيكاغو، وإنهم يريدون أن يؤكدوا للأفغان من خلاله أن الناتو سيبقى في أفغانستان، وقال: «لن نتخلى عنهم» وأضاف: «سنؤكد لهم أن لنا برنامجا للبقاء للتدريب».

وعن عمل الناتو من أجل تحسين صورته في المنطقة العربية، قال المسؤول: «من أهدافنا تقديم صورة مختلفة عن التي يحملونها عنا. الناتو ليس ذلك القوي الذي يحتقر الشعوب؛ إنما قلوبنا مفتوحة ونحاول تفهم الثقافات المختلفة ونحاول تقليل أخطائنا، من خلال الاستماع لشركائنا».

كما بين المسؤول أنهم يرون أن الحلول لمشكلات العالم ليست عسكرية فحسب، وأن الناتو يعمل على تطوير نشاطاته في مجالات أخرى غير العسكرية.

وحول مواقع التواصل الاجتماعي ودورها في إنجاح عمليات الناتو، قال المسؤول إن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا مهما في العمليات في ليبيا، خلافا لأفغانستان، وأوضح: «في ليبيا كان الناس يملكون وسائل التواصل.. وصلتنا العديد من المعلومات المهمة، وأخذت كل المعلومات بعين الاعتبار، كنا نحولها للمسؤولين العسكريين».

وبين أن المواقع مثل «تويتر» هي «بالنسبة لنا كانت فرصة للتواصل مع الليبيين، وكنا نتواصل معهم، وتعلمنا أنه في المستقبل ستكون مواقع التواصل الاجتماعي مهمة ويجب منحها اهتماما أكبر».

ونفى المسؤول أنه كان لديهم أي دور في القبض على القذافي أو سيف الإسلام.

وأكد أن دورهم كان تدمير المعدات وليس الناس، وقال إنهم عندما قصفوا السيارات التي كان فيها القذافي كانوا فقط يعلمون أنها «قد تمثل خطرا؛ بل بالصدفة». وعن سيف الإسلام، قال: «لم نكن نعلم كيف أو متى أصيب سيف الإسلام في أصابعه وقطعها».