طهران تمنع «السفارة الافتراضية الأميركية»

«أيباك» تطالب أوباما بفرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني

TT

على الرغم من توتر العلاقات على الصعيد الرسمي بين الولايات المتحدة وإيران منذ أكثر من 3 عقود، فإن واشنطن تكثف من جهودها لكسب الرأي العام الإيراني من خلال نشاطات عدة، آخرها إطلاق موقع إلكتروني أطلقت عليه اسم «السفارة الأميركية الافتراضية في طهران». إلا أنه خلال يوم من إطلاق الموقع الإلكتروني الأميركي، استطاعت السلطات الإيرانية أن تحجبه وتمنع المقيمين داخل إيران من الولوج إليه.

واعتبرت إيران أن محاولة واشنطن الاتصال بالإيرانيين في غياب علاقات رسمية بين البلدين محاولة لخداع الشعب الإيراني وفصله عن الحكومة. ولم يعد بالإمكان الدخول إلى موقع السفارة من داخل إيران، حيث يظهر الموقع عبارة بالفارسية تقول «بموجب قوانين جرائم الكمبيوتر، فإنه لا يمكن الدخول إلى هذا الموقع».

وتحجب السلطات الإيرانية كذلك عددا من المواقع التي لا توافق عليها، ومن بينها موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ومواقع «غوغل» غير الإنجليزية، والعديد من مواقع الإعلام الأجنبي.

وقال علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إن الموقع الأميركي الجديد هو «محاولة فاشلة» لجعل الإيرانيين يعتقدون أن واشنطن ترغب في التواصل معهم. ونقلت وكالة أنباء البرلمان الإيرانية عن بروجردي قوله «افتتاح الولايات المتحدة لسفارة افتراضية هو خداع جديد يمارسه الشيطان الأكبر»، مضيفا «الشعب الإيراني لن يقع ضحية هذا الخداع».

ونقل التلفزيون الرسمي عن النائب المتنفذ حسن غفوري فارد قوله إن الموقع أنشئ «لأن الولايات المتحدة تريد بث الشقاق بين الشعب الإيراني والحكومة». وأضاف «الشعب الإيراني ليست له أي رغبة في إقامة علاقات (مع الولايات المتحدة) حتى لو كانت على مستوى السفارات الافتراضية، إلا بعد أن تتخلى الولايات المتحدة عن مؤامراتها ودبلوماسيتها المعادية لإيران».

وفتحت الولايات المتحدة السفارة الافتراضية أول من أمس، وقالت إنها ترغب من خلالها في الاتصال بالإيرانيين في غياب العلاقات الرسمية بين البلدين، واعدة بكسر «الستار الإلكتروني» للنظام الإسلامي. وتقدم السفارة الافتراضية من جملة ما تقدمه بيانات أميركية باللغتين الإنجليزية والفارسية ومعلومات حول التأشيرات الأميركية وأخبار وكالة الأنباء «صوت أميركا» وكذلك أدوات للتواصل عبر وسائل الإعلام المحلية.

يشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران مقطوعة منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 واحتجاز رهائن في السفارة الأميركية في طهران حيث أغلقت سفارتا البلدين.

وفي واشنطن، يحتدم النقاش حول إمكانية فرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني، وهو أمر تفادته الإدارة الأميركية حتى الآن ضمن مجموعة العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران. وأصدرت منظمة «أيباك» (لجنة العلاقات الأميركية - الإسرائيلية العامة) أمس بيانا يطلب من مناصريها الضغط على أعضاء الكونغرس الأميركي للاتفاق على مشروع قرار يربط الموافقة على الميزانية العسكرية الأميركية بإصدار قانون العقوبات على البنك المركزي الإيراني. وعلى الرغم من مصادقة غالبية أعضاء الكونغرس على هذه الخطوة، فإن مشروع القرار الصادر من مجلس الشيوخ يختلف عن مشروع القرار الصادر من مجلس النواب، مما يتطلب اتفاق الطرفين على نص موحد. وهذه من الخطوات التي قد تؤدي إلى فرض العقوبات على البنك المركزي الإيراني، وهو أمر يدرسه البيت الأبيض منذ أشهر.