الأمير سلمان يطلع على التصورات التصميمية لتأهيل قصر الملك عبد العزيز التاريخي بالخرج

افتتح المرحلة الأولى للمدينة الجامعية ووضع حجر الأساس لمبنى إدارة الجامعة التي تحمل اسمه والعمادات المساندة

الأمير سلمان يجلس في مكان جلوس المؤسس رحمه الله بقصر الملك عبد العزيز في الخرج («الشرق الأوسط»)
TT

زار الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، قصر الملك عبد العزيز التاريخي بالخرج أمس، وكان في استقباله الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأمين عام دارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد السماري، ورئيس بلدية محافظة الخرج المهندس إبراهيم أبو راس، وعدد من المسؤولين في المحافظة.

وقام الأمير سلمان بجولة في القصر اطلع خلالها على التصورات التصميمية الأولية لترميم وتأهيل القصر الذي تقوم به الهيئة العامة للسياحة والآثار ضمن «برنامج تأهيل قصور الدولة السعودية في عهد الملك عبد العزيز» الذي تتعاون فيه الهيئة مع دارة الملك عبد العزيز ووزارة الثقافة والإعلام ومكتبة الملك عبد العزيز العامة.

وثمن الأمير سلمان الجهود التي بذلتها الهيئة العامة للسياحة والآثار في ترميم هذا القصر والقصور التاريخية الأخرى في المملكة، مؤكدا على أهمية المحافظة على هذه المواقع التراثية ليستلهم منها الشباب تاريخ بلادهم.

وقال الأمير سلمان: «هذه المواقع الأثرية تدل بلا شك على صاحبها، وما رأيته في هذا القصر يذكرني بأيام طفولتي مع والدي الملك عبد العزيز رحمه الله، وما تقوم به الهيئة العامة للسياحة والآثار من المحافظة على هذه القصور التاريخية في كل مناطق المملكة يسهم في تعريف الشباب بتاريخ بلادهم ومناطقهم، وهذا جهد مشكور وآمل الاستمرار فيه في كل مناطق المملكة».

يشار إلى أن برنامج تأهيل القصور التاريخية للدولة حظي باعتماد مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز باعتباره مشروعا وطنيا مهما، يبرز تاريخ الدولة السعودية ويحفظ إسهامات المواطنين في تلك المناطق في تأسيس هذه الدولة، وإسهامهم في مسيرة الوحدة المباركة تحت قيادة الملك عبد العزيز، كما يسهم هذا المشروع في تحويل القصور التاريخية إلى مواقع مفتوحة ومراكز ثقافية ومتحفية.

كما اطلع على مخططات مشروع تأهيل المنطقة المحيطة بالقصر الذي تقوم عليه بلدية محافظة الخرج، واطلع على صور من فعالية «سياحة وتراث» التي أقيمت مؤخرا في المنطقة المحيطة بالقصر، ونفذها جهاز السياحة بالخرج بالتعاون مع الغرفة التجارية.

يذكر أن برنامج تأهيل قصور الدولة السعودية في عهد الملك عبد العزيز يهدف إلى إعادة تأهيل وتوظيف المباني التاريخية في عهد الملك عبد العزيز كمراكز حضارية وثقافية تبرز تاريخ الدولة السعودية لتصبح هذه القصور والمقار متاحف لعرض صور ومقتنيات ووثائق مراحل تأسيس البلاد في كل منطقة، والاستفادة من المباني في عرض تاريخ المدينة الواقعة بها والتعريف بموروثها الثقافي، بالإضافة إلى إبراز البعد العمراني للمباني التاريخية في عهد الملك عبد العزيز كعناصر مميزة تعكس الهوية العمرانية للمملكة وخصائص العمارة المحلية.

وقد شمل البرنامج عددا من القصور منها قصر المصمك بالرياض، وقصر المربع بالرياض، وقصر الملك عبد العزيز بالدوادمي، وقصر الملك عبد العزيز بالخرج، وقصر أبو جفان بالخرج، وقصر الزاهر بمكة المكرمة، وقصر شبرا بالطائف، وقصر الموية بالطائف، وقصر خزام بجدة، وقصر الملك عبد العزيز بنطاع بالمنطقة الشرقية، وقصر الملك عبد العزيز بأم عقلا بالمنطقة الشرقية، وقصر الملك عبد العزيز بقبة بالقصيم، وقصر الإمارة بالغاط، وقصر الإمارة بوادي الدواسر.

وشملت مشاريع الترميم التي تقوم بها الهيئة عددا من المباني والقصور التاريخية وهي: مبنى القشلة وبيت نصيف بجدة، ومباني جمرك القرية العيا بالمنطقة الشرقية، وبيت الملا وقصر إبراهيم بالأحساء، وقصر الإمارة بنجران، وقصر بن ماضي، وقلعة الملك عبد العزيز بضباء، وقلعة الملك عبد العزيز بحقل، وقصر الإمارة بأملج، وقصر الإمارة بالوجة، وقصر الإمارة بالحديثة، وقصر الإمارة بالعيساوية بالجوف، وقصر كاف بالجوف، وقصر الإمارة بلينة، ومدرسة الصانع بالمجمعة، والمدرسة الأولى بالهفوف، والمدرسة الأميرية بضباء.

ورافق الأمير سلمان في جولته الأمير عبد الرحمن بن ناصر محافظ الخرج، والأمير أحمد بن فهد بن سلمان والأمير بندر بن سلمان.

كما قام الأمير سلمان بزيارة لجامعة سلمان بن عبد العزيز بمحافظة الخرج أزاح خلالها الستار عن اللوحة التذكارية إيذانا بافتتاح المرحلة الأولى للمدينة الجامعية، ووضع حجر الأساس لمبنى إدارة الجامعة والعمادات المساندة. ثم استمع إلى شرح عن مشروعات المدينة الجامعية من خلال مجسم المشروع، قدمه الدكتور عبد الرحمن السنيدي المشرف على إدارة المشاريع بالجامعة الذي أوضح أن المشروع يحتوي على المباني المساندة وتشمل المسجد والمطعم وصالة متعددة الأغراض، وعلى ستة مبان أكاديمية تضم كلية الهندسة، والعلوم الطبية التطبيقية، والمجتمع، والعلوم، بالإضافة إلى سكن أعضاء هيئة التدريس بواقع 282 وحدة سكنية، وسكن للطلاب يستوعب 1500 طالب، ومحطة تحويل كهرباء تغذي المدينة الجامعية ومحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي خاصة بالجامعة.

واستمع خلال الجولة في المعرض المصاحب لمعلومات حول الوكالات والعمادات والكليات، وإحصاءات أعضاء هيئة التدريس والمبتعثين والموظفين، وتقنية المعلومات والربط الإلكتروني وكراسي البحث العلمي التي أطلقتها الجامعة.

بعد ذلك، شهد الأمير سلمان مراسم توقيع اتفاقية تعاون وشراكة استراتيجية بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وجامعة سلمان بن عبد العزيز، ممثلة بمعهد البحوث والخدمات الاستشارية لتنمية وتطوير الأنشطة السياحية واستكشاف الآثار وتأهيل الكوادر الوطنية للعمل في الخدمات السياحية، وقد وقع هذه الاتفاقية الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومدير الجامعة.

ثم اتجه وزير الدفاع إلى كلية الصيدلة وزار المختبرات المتطورة فيها، واستمع لشرح من عميدها الدكتور صالح القسومي حول الأبحاث والمختبر المركزي، موضحا أنها تتألف من سبعة مختبرات مثل مختبر الرنين النووي المغناطيسي، ومختبر التحاليل الكروماتوغرافية، ومختبر التحاليل الطيفية، ومختبر التحاليل الحيوية والأدوية والسموم وغيرها.

عقب ذلك، دون الأمير سلمان كلمة في سجل الزيارات أعرب فيها عن سروره وإعجابه بهذا الصرح التعليمي وما تحقق له من إنجازات خلال عامين، وقال: «أستشعر مستقبلا مشرقا للجامعة ومرتبة عالية لها تنافس من خلالها أخواتها الجامعات الأخرى في بلادنا، ويطيب لي أن أشكر مدير الجامعة الدكتور عبد الرحمن بن محمد العاصمي وزملاءه في إدارة الجامعة على ما لقيته من حفاوة وترحاب»، متمنيا لمنسوبي الجامعة مستقبلا واعدا.

عقب ذلك، ألقى الأمير سلمان كلمة أعرب فيها عن سعادته بزيارته الجامعة ولقائه بمنسوبيها. وقال: «إن هذه الجامعة وما تعنيه لهذه المحافظة ومحافظات أخرى هي خدمة مواطنيها وشبابها حتى تكون أقرب لهم من الذهاب لمدينة أخرى كالرياض مثلا».

وأضاف أنه «عندما عرض موضوع إنشاء هذه الجامعة على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وتشرفت بأن تحمل اسمي، الغرض منها خدمة وطننا ومواطنينا»، منوها بالكوادر السعودية المؤهلة التي تعمل فيها من أساتذة ومختصين وبالمستويات العلمية المتقدمة. وأشاد الأمير سلمان بالتقدم العلمي الذي تعيشه البلاد في كل المجالات بفضل الاستقرار والأمن واللحمة الوطنية بين القيادة والمواطنين، مشيرا إلى أن عدد الجامعات الحكومية بلغ 24 فيما بلغت الجامعات الأهلية 8، متمنيا للجميع التوفيق والنجاح.

بعد ذلك، كرم الأمير سلمان بن عبد العزيز عددا من الشخصيات التي ساهمت بدور فاعل في الجامعة؛ حيث كرم الأمير عبد الرحمن بن ناصر محافظ الخرج والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وورثة الأمير سعود الكبير تسلمها بالنيابة الأمير عبد الله بن سعود الكبير، والأمير خالد بن سعود الكبير. كما كرم الأمير سلمان ورثة الراحل الملك فهد بن عبد العزيز (رحمه الله) تسلمها بالنيابة الأمير سعود بن عبد الرحمن بن ناصر، كما كرم عددا من الداعمين.