باسندوة.. يمني جنوبي بنى رصيده السياسي في الشمال

TT

محمد سالم باسندوة - القيادي المعارض الذي يقود أول حكومة وفاق وطني في اليمن بعد بدء عملية انتقال السلطة، جنوبي معروف بنظافة الكف، ناضل من أجل استقلال الجنوب عن بريطانيا، قبل أن ينتقل إلى الشمال ليبني رصيدا سياسيا حافلا ويشارك في توحيد البلاد، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس.

ولد باسندوة، الأصلع الذي يمثل صورة الجد لجمهور المعارضة، في 1935 بمدينة عدن الجنوبية عندما كانت من أبرز موانئ الإمبراطورية البريطانية، وفيها درس حتى تخرج من المرحلة الثانوية وعمل في تجارة وتصدير الأسماك المجففة إلى سيرلانكا.

عمل باسندوة في الصحافة منذ بداية شبابه في الصحافة، وأصدر في عدن صحيفتين أسبوعيتين، هما «النور»، و«الحقيقة»، إلا أن سلطات الاحتلال البريطانية اعتقلته مرتين لفترة وجيزة وأبعد لفترة أيضا إلى مدينة أسمرة في إريتريا.

وانضم باسندوة إلى عضوية حزب الشعب الاشتراكي منذ تأسيسه في 1962، وأثناء زيارته للقاهرة تم تقديمه إلى الرئيس جمال عبد الناصر في 1963، وبناء على موافقة عبد الناصر، أسس باسندوة مكتبا للحزب في القاهرة.

وقام باسندوة بعد ذلك بجولة على العراق والكويت والأردن للغرض نفسه وحصل على مساعدات مالية للحزب.

وفي 1964، قام باسندوة بأعمال رئيس الحزب، ثم انضم إلى تنظيم «جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل»، وتولى مسؤولية الإشراف على تنظيم الفدائيين في عدن، وعمل على التعريف بقضية جنوب اليمن المحتل في الأمم المتحدة عدة مرات إلى أن استقل جنوب اليمن في 1967.

وفي 1965، انتقل باسندوة إلى تعز، وهي مدينة جنوبية جغرافيا وإنما كانت تتبع دولة اليمن الشمالي.

وشغل باسندوة في تعز منصب أمين الدعوة والفكر في تنظيم «الاتحاد اليمني» الوحدوي وانتقل إلى صنعاء في مطلع السبعينات.

واستقر باسندوة في اليمن الشمالي، وسرعان ما دخل السلك الحكومي، إذ عين وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية والشباب عام 1974، ثم وزيرا للدولة ومستشارا لرئيس مجلس القيادة في 1975.

وعين في 1977 وزيرا للتنمية والتخطيط، ثم وزيرا للإعلام والثقافة في العام التالي، ثم عضوا في المجلس الاستشاري عام 1979، ثم مندوبا دائما للجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) لدى الأمم المتحدة في 1985.

وعين عضوا في كل من المجلس الاستشاري ومجلس الشورى في 1988، ثم عضوا في مجلس النواب بعد تحقيق الوحدة بين شطري اليمن في 1990.

وفي اليمن الموحد، عين باسندوة وزيرا للخارجية في 1993، ثم شغل مناصب مهمة أبرزها منصب وزير الإعلام، ومستشار الرئيس علي عبد الله صالح، وسفير لليمن لدى دولة الإمارات العربية المتحدة. إلا أن باسندوة بات بعد ذلك من أبرز أقطاب المعارضة إلى جانب أحزاب اللقاء المشترك التي تمثل المعارضة البرلمانية المناهضة للرئيس علي عبد الله صالح، كما عين باسندوة رئيسا للمجلس الوطني، وهو المظلة الأوسع للمعارضة. وبعيد توقيع صالح على المبادرة الخليجية، سمته المعارضة ليرأس حكومة الوفاق الوطني بموجب الآلية التنفيذية للمبادرة.

وباسندوة سيقود المرحلة الانتقالية بالشراكة مع جنوبي آخر هو نائب رئيس الجمهورية المتحدر من محافظة أبين عبد ربه منصور هادي، لتكون قيادة اليمن الموحد جنوبية للمرة الأولى.

باسندوة متزوج وأب لابنين وثلاث بنات.