الأميركيون في بغداد يخشون عمليات خطف تنفذها جماعات مرتبطة بإيران بعد الانسحاب

السفارة الأميركية تصدر 3 تحذيرات خلال أقل من أسبوع وتقيد تحركات موظفيها

TT

أرغم التهديد الخطير بالخطف الذي يواجهه الغربيون في بغداد الدبلوماسيين الأميركيين على الحد من تحركاتهم قبيل انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية الشهر الحالي. ويسلط هذا التهديد المتنامي الضوء على القلق بشأن قدرة العاملين المدنيين الأميركيين على العمل في العراق بمجرد انسحاب القوات الأميركية، وخاصة في ظل احتمال محاولة إيران تقويض النفوذ الأميركي من خلال الاستعانة بالجماعات المسلحة في اختطاف عاملين مدنيين غربيين.

ونُشر أول تحذير من «تزايد خطر عمليات الاختطاف» على الموقع الإلكتروني للسفارة الأميركية ببغداد في 22 نوفمبر (تشرين الثاني). وتمت زيادة درجة التصنيف في 28 نوفمبر، ثم زاد مرة أخرى يوم السبت الماضي. وللمرة الأولى يخبر المستشارون المواطنين الأميركيين بأن الخطر امتد إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تقع في قلب بغداد، حيث مقر السفارة الأميركية وحيث تقيم غالبية المسؤولين العراقيين.

ونظرا لهذا الخطر، «عززت السفارة الأميركية وضع قوات الأمن التي تحمي العاملين لدى الحكومة الأميركية»، بحسب ما أشار آخر تحذير. ويتضمن تعزيز الأمن تقييد الحركة داخل المنطقة الخضراء. ولا يخرج الغربيون في هذه المنطقة إلا لفترة قصيرة وبصحبة حرس مسلحين، على حد قول مقيم أميركي رفض ذكر اسمه لخوفه على أمنه. ويوضح أن حركة أكثر موظفي السفارة تقتصر على محيط مبنى السفارة المحصنة. وتنتشر إشاعات الاختطاف بشكل كبير، حيث يقول: «الجميع يقترب من حافة الجنون». ورفض المتحدث باسم السفارة الأميركية، مايكل ماكليلان، التعليق على طبيعة التهديدات أو تأثيرها على قدرة عمل موظفي السفارة، حيث قال: «بالطبع لن نتحدث عن أي ترتيبات أمنية، حيث يعد هذا جزءا من السياسة الأميركية».

وتلقي التهديدات الضوء على الصعوبة التي ستواجهها الولايات المتحدة للحفاظ على نفوذها في الولايات المتحدة. وتسعى الولايات المتحدة إلى إتمام الانسحاب بحسب الجدول الزمني في 31 ديسمبر (كانون الأول) مع الإبقاء على 9 آلاف جندي أميركي في العراق، على حد قول المتحدث باسم القوات الأميركية، الكولونيل باري جونسون. ورغم أن الجماعات السنية التي لها علاقة بتنظيم القاعدة في العراق كانت هي المسؤولة عن القيام بأكثر عمليات اختطاف الغربيين في السنوات الأولى من الحرب، يقول مسؤولون أميركيون وخبراء أمن، إن المصدر الأكبر لذلك التهديد في بغداد هو الجماعات المسلحة الشيعية المرتبطة بإيران والتي يمكن أن تنفذ عمليات اختطاف لتعزيز النفوذ الإيراني في العراق على حساب الغرب.

وقال جون ديريك، المستشار المتخصص في المخاطر في بغداد لدى شركة الأمن البريطانية «إيه كيه إي» إن «ما يزيد المخاوف من اتجاه إيران نحو اختطاف الغربيين للضغط على الحكومات الغربية هو تنامي التوتر بين الغرب وإيران». ولا يزال تنظيم القاعدة في العراق نشطا، خاصة في المناطق الشمالية والغربية ذات الأغلبية السنية. وتعهدت الولايات المتحدة بألا تتخلى عن العراق بعد انسحاب القوات الأميركية، وزار نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، بغداد الأسبوع الماضي للتأكيد على هذه الرسالة. وتعتزم وزارة الخارجية الأميركية تعزيز الوجود الدبلوماسي من خلال 16 ألف شخص، 80 في المائة منهم من شركات الأمن الخاصة. ومن المقرر أن يتولوا المهام التي كانت موكلة للقوات الأميركية، ومنها إدارة مطار صغير وتدريب قوات الأمن العراقية. ولم تعتمد السفارة لسنوات طويلة على القوات الأميركية لتأمينها، بل استعانت بشركات أمن خاصة لحماية الدبلوماسيين، لكن إذا أدى خطر عمليات الاختطاف إلى تقييد حركة الدبلوماسيين وحصرها داخل السفارة، سيكون من الصعب مقابلة العراقيين وتنفيذ المشاريع.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»