الملك محمد السادس يعين فؤاد عالي الهمة مستشارا له

قيادي في العدالة والتنمية المغربية: لم يعد خصما سياسيا وأخذ مكانه الطبيعي

TT

عين العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس، فؤاد عالي الهمة مستشارا له بالديوان الملكي، وكان الهمة مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يطلق عليه لقب «صديق الملك» أحد الخصوم السياسيين البارزين لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي تصدر نتائج الانتخابات التشريعية.

وتعليقا على تعيين الهمة مستشارا بالديوان الملكي قال عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن الهمة لم يعد خصما سياسيا وأخذ مكانه الطبيعي، ولم يعد فاعلا في الحياة السياسية، وهو ما يعني أنه أصبح ملزما بواجب التحفظ، وأخذ مسافة واحدة من جميع الأحزاب السياسية».

وذكر بيان صدر عن الديوان الملكي أن الهمة عين مستشارا «نظرا لخبرته وتجربته في المهام التي أسندت إليه».

وكان الهمة قد طلب في منتصف يوليو (تموز) 2007، قبل الانتخابات التشريعية التي جرت في سبتمبر (أيلول) من نفس العام إعفاءه من مهامه الرسمية كوزير منتدب في وزارة الداخلية، بسبب رغبته في العمل في الشأن العام، وخوض هذه الانتخابات كمرشح مستقل في دائرة الرحامنة، مسقط رأسه، حيث فازت لائحته بـ3 مقاعد. وفي 17 يناير (كانون الثاني) من عام 2008 أنشأ الهمة «حركة لكل الديمقراطيين»، التي ضمت شخصيات سياسية وحقوقية تنتمي لعدة تيارات سياسية، وفي أغسطس (آب) 2008 أعلن تأسيس حزب جديد يحمل اسم الأصالة والمعاصرة، وذلك بعد اندماج 5 أحزاب سياسية مغربية وانضمام شخصيات سياسية للحزب. وشغل الهمة عند تأسيس الحزب منصب نائب الأمين العام عضو لجنة العلاقات العامة. وخاض الحزب الانتخابات البلدية ليونيو (حزيران) 2009، وحصل الحزب على المرتبة الأولى بـ6032 مقعدا.

ومنذ تأسيسه أحدث الحزب خلخلة في المشهد السياسي المغربي، ودخل في صراعات مع عدة أحزاب سياسية أبرزها «العدالة والتنمية» و«الاستقلال» و«الاتحاد الاشتراكي» التي رأت فيه «الوافد الجديد»، الذي يسعى للتحكم في الحياة السياسية المغربية، وسعى الحزب منذ تأسيسه إلى الحد من نفوذ الإسلاميين وأعلن أنه لن يتحالف معهم، وانضم الحزب قبيل الانتخابات إلى تحالف يضم 8 أحزاب أطلق عليه اسم «التحالف من أجل الديمقراطية» حيث كان يسعى إلى تحقيق نتائج متقدمة في الانتخابات تمكنه من تشكيل الحكومة، إلا أنه عاد إلى موقعه في المعارضة بعد اكتساح العدالة والتنمية للانتخابات، وحصوله على 47 مقعدا فقط.

ويعتبر الهمة أحد أصدقاء الملك حيث درسا معا بالمدرسة المولوية، وهو من مواليد 1962 بمراكش. وكان الهمة قد عين من طرف الملك الراحل الحسن الثاني في أكتوبر (تشرين الأول) 1998 رئيسا لديوان الملك محمد السادس، ولي العهد آنذاك. وفي 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 1999 عينه الملك محمد السادس كاتبا للدولة في وزارة الداخلية. وأعيد تعيينه في المنصب نفسه في 6 سبتمبر 2000، وفي 7 نوفمبر 2002 عينه الملك محمد السادس وزيرا منتدبا بالداخلية في الحكومة التي كان يرأسها إدريس جطو.

وانتخب الهمة رئيسا للمجلس البلدي لبن جرير من 1992 إلى 1997 ونائبا برلمانيا عن منطقة الرحامنة (إقليم قلعة السراغنة) من 1995 إلى 1997.

وحسب ما أوردته وكالة الأنباء المغربية، فبعد أن أتم الهمة دروسه الإعدادية بالمعهد المولوي وحصل على شهادة البكالوريا سنة 1981، تابع دراسته العليا بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط، حيث حصل على الإجازة في القانون والقانون المقارن سنة 1986 وشهادتين للدروس العليا في العلوم السياسية سنة 1988، والعلوم الإدارية سنة 1989. وحضر الهمة كذلك بحثا لنيل الإجازة في موضوع مالية الجماعات المحلية (البلديات) وأمضى فترة تدريب بوزارة الداخلية من سنة 1986 إلى 1995.