الأسد: نحن لا نقتل شعبنا.. ولا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها إلا إذا كان قائدها مجنونا

قال في مقابلة تحد مع تلفزيون أميركي إنه لا يشعر بالذنب وإنه بذل ما بوسعه «لإنقاذ الناس»

الأسد يتحدث إلى باربرا وولترز أمس (أ.ف.ب)
TT

نفى الرئيس السوري بشار الأسد أنه أصدر أوامر لقتل المتظاهرين الذين يطالبون بتنحيه، وقال إنه لا يأمر بقتل شعبه إلا زعيم «مجنون». وقال الأسد لباربرا والترز، في مقابلة مع تلفزيون «إيه بي سي نيوز»، قال إنه «لا يحس بالذنب» بسبب القتلى في سوريا. وبدا الرئيس السوري في أول مقابلة مع تلفزيون أميركي منذ بداية مظاهرات المعارضة السورية في مارس (آذار) الماضي، متحديا، وغير معتذر. وقال: «كل (تصرف وحشي) كان تصرفا فرديا وليس مؤسسيا.. هذا هو ما يجب أن تعرفوه.. هناك فرق بين اتباع سياسة قمع وارتكاب بعض المسؤولين أخطاء». وأضاف: «لم تصدر أوامر للقتل أو التعامل بوحشية». وعندما سئل عما إذا كان يشعر بالأسف بسبب العنف الذي عصف ببلاده، أجاب أنه بذل كل ما في وسعه «لإنقاذ الناس».

ورفض الأسد أي اقتراح بأن يرحل، وسخر من العقوبات العربية والدولية التي تفرض على سوريا.

ورغم أن أسئلة والترز المشهورة بمقابلة الرؤساء العرب، منذ الرئيس المصري السابق أنور السادات، كانت قوية ومركزة، ودعمتها بأرقام عن عدد القتلى المدنيين في سوريا، وعن حكم الأسد الديكتاتوري، استمر الأسد متحديا. ومما قالت والترز له: «رجالك ذهبوا من منزل إلى منزل. واعتقلوا الأطفال. أنا رأيت تلك الصور». ورد الأسد: «أكون صريحا معك، يا باربرا، لا أصدق ما تقولين».

وسألته عن حمزة الخطيب، الصبي السوري (13 سنة) الذي احتجزته القوات السورية بعد اشتراكه في مظاهرة سلمية، ثم أعادته جثة هامدة إلى والديه، وعلى جثته آثار الرصاص والتعذيب والحرق والخصي، والذي انتشرت صوره في الإنترنت والتلفزيونات والصحف في كل العالم. وكرر الأسد بأن «الإرهابيين هم الذين يمارسون العنف»، وليس قواته. ونفى الأسد أن الصبي عذب، وقال: «لا، لا، لا. ليس هذا خبرا. أنا قابلت والده، والد هذا الطفل. وهو قال بأن ابنه لم يعذب كما ظهر في وسائل الإعلام».

وألقى الأسد باللوم في أعمال العنف على «المجرمين، والمتطرفين الدينيين، والإرهابيين المتعاطفين مع تنظيم القاعدة».

وفي إجابة عن سؤال عن تقرير الأمم المتحدة الذي أعلن أن أكثر من أربعة آلاف شخص قتلوا في الاضطرابات في سوريا، رد الأسد بسؤال مضاد: «من قال إن الأمم المتحدة هيئة ذات مصداقية؟».

وقال إن ضحايا العنف في الشوارع السورية ليسوا من المتظاهرين المدنيين، وإن «معظم الناس الذين قتلوا هم من مؤيدي الحكومة»، وإن أكثر من ألف من القتلى من الجنود والشرطة.

واعترف الأسد بأن بعض أفراد القوات المسلحة خالفوا القانون، وقال إنهم عوقبوا على أعمالهم. وقال: «كل رد فعل عنيف من جانب واحد من قواتنا كان رد فعل شخص واحد، وليس رد فعل كل المؤسسة العسكرية». ونظر إلى والترز في عينيها بتحدّ، وقال: «هذا ما يجب عليك أن تعرفيه يا باربرا».

وردت عليه: «لكنك أنت الذي أصدرت الأوامر». وأجاب مدافعا: «نحن لا نقتل شعبنا. لا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها، إلا إذا كان قائدها شخصا مجنونا».

وعن مطالب الجامعة العربية، قال الأسد إنه لا يرفض مطالب الجامعة بإجراء إصلاحات دستورية، وإنه مؤخرا أدخل إصلاحات انتخابية، بداية من الانتخابات المحلية هذا العام، وإن التصويت على رئاسته لن يتم إلا عام 2014، وإنه لن يتسرع في إجراء انتخابات الرئاسة هذه. وقال: «أبدا لم نقل إن سوريا دولة ديمقراطية. نحن نتحرك نحو الإصلاحات، ولا سيما خلال الأشهر التسعة الأخيرة. العملية الديمقراطية تستغرق وقتا طويلا، وتحتاج إلى كثير من النضج السياسي لتكون ديمقراطية كاملة».

وعن عقوبات الجامعة العربية، والعقوبات الدولية الأخرى، قال الأسد إنها لا تقلقه. وأضاف: «ظللنا نعاني من العقوبات منذ 30 أو 35 عاما. إنها ليست شيئا جديدا». وقال إنه على الرغم من عقود من العقوبات الاقتصادية «نحن لسنا معزولين. الناس يأتون ويذهبون، وهناك تجارة، وكل شيء».

وسألت والترز الأسد إذا كان أسف على أعمال العنف التي يعاني منها بلده، وعلى آلاف القتلى، وعلى صورة سوريا التي صارت صورة دولة منبوذة. فأجاب في تحدّ واضح: «بذلت كل ما أستطيع لحماية الشعب. أنا لا أشعر بالذنب عندما أبذل أحسن ما أستطيع». وفرق الأسد بين الأسف والإحساس بالذنب، وقال: «الشخص يحس بالأسف للأرواح التي فقدت. لكن لا يحس بالذنب إلا عندما يقتل الناس. لا، ليس هذا عن الإحساس بالذنب».