معارضون سوريون ينتقدون تصريحات الرئيس السوري.. وعضو في المجلس الوطني: الأسد يقتل شعبه.. وهو مجنون

مسؤول في تنسيقية دعم الثورة: إعلانه بأنه غير مسؤول عن أعمال العنف يمهد للتنحي والخروج الآمن

TT

رد المعارضون السوريون بغضب على كلام الرئيس السوري بشار الأسد أمس، الذي نفى فيه أن يكون قد أعطى الأوامر لقتل المدنيين، وقال جوان يوسف، عضو المجلس الوطني السوري، إنه يوافق الأسد الرأي فيما يتعلق بقول الأخير «لا توجد حكومة في العالم تقتل ناسها، إلا إذا كان يقودها شخص مجنون»، معتبرا أن «رؤساء القرون الماضية الذين نفذوا إبادة جماعية بحق شعوبهم كانوا مجانين، والأسد الذي يقوم اليوم بقتل شعبه هو مجنون». وقال يوسف لـ«الشرق الأوسط» «هذا الأمر ينافي الحقيقة، لأن الدستور السوري أعطى رئيس البلاد الصلاحيات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وهو بالتالي مهيمن على كل القرارات في سوريا، وقول الأسد بأنه ليس مالكا للبلاد ليس إلا التفافا على الموضوع وتهربا من مسؤولياته تجاه ما قد يحاكم عليه في المحكمة الجنائية الدولية».

وفيما يتعلق برفض الأسد التقرير الذي صدر عن الأمم المتحدة الذي قدر عدد القتلى بأربعة آلاف، وتشكيكه بصدقية المنظمة، قال يوسف «الحقائق التي نوثقها والتي يراها العالم بأم العين، تؤكد صحة تقرير الأمم المتحدة، وهذا ما نعمد نحن أيضا إلى توثيقه من خلال جمع الوثائق الدقيقة لإدانة الأسد، وهي تتوزع على 3 فئات، منها ما يقتصر على عدد الشهداء وأسمائهم الثلاثية ومكان وفاتهم إضافة إلى صورهم، ويصل عددهم إلى 3850 قتيلا، ومنهم من لم نتمكن من الحصول إلا على أسمائهم الأولى والثانية، وبلغ عددهم ألف قتيل، كذلك هناك نحو 380 قتيلا حصلنا على صورهم المشوهة من دون التمكن من التعرف على هويتهم، والقسم الأكبر منهم في حمص.

وعلق يوسف على ما قاله الأسد بأن التهديد بالعقوبات لم يرعبه، معتبرا أن سوريا خضعت للعقوبات على مدى 35 سنة ولا شيء جديد اليوم، بالقول «صحيح أنه في عام 1986 خضعت سوريا للعقوبات من قبل بريطانيا وفي عام 2000 من قبل أميركا، لكن عقوبات المجتمع الدولي والعربي اليوم ستترك آثارها على الاقتصاد السوري بشكل واضح، وإن كانت ستؤثر سلبا أيضا على الشعب السوري، لكن علينا أن نتحمل هذا الأمر بهدف الوصول إلى هدفنا وهو إسقاط النظام».

وعما اعتبره الأسد أخطاء قام بها بعض المسؤولين، أشار يوسف إلى أن ما يقوم به النظام واضح بأنه عن سابق إصرار وتصميم ويهدف إلى إبادة الشعب السوري. وفيما يتعلق بالإصلاحات التي قال إنه لا يمكن تطبيقها بكبسة زر، اعتبر يوسف أن هذه الإصلاحات التي يدعيها الأسد بدأت في عام 2000 وإذا به يقوم بحملة اعتقالات في ربيع دمشق عام 2004 وكمم أفواه المعارضين في عام 2009 وها هو اليوم يقتل شعبه.

من جهته، قال مؤمن محمد نديم كويفاتيه، رئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية دعم الثورة السورية، ردا على تصريحات الأسد: «إنه (الأسد) يريد أن يبرئ نفسه لأنه أيقن أن نظامه آيل للسقوط، وأتوقع أن يكون هذا الكلام تمهيدا للتنحي والخروج الآمن». وأكد «أنه آن الأوان أن يتنحى ونحن نتعهد له أن يخرج من سوريا هو وعائلته خروجا آمنا حقنا للدماء السورية ويجب أن يأخذ العبرة مما حدث للقذافي».

وفي موضوع آخر، قال كويفاتيه لـ«الشرق الأوسط» إن «الحكومة السورية تماطل ولا يجب على الجامعة العربية إعطاؤها أي فرصة أخرى، فموافقتها على بروتوكول لجنة مراقبي الجامعة العربية جاء بعد 35 يوما من موافقتها على خطة العمل العربية، وكل يوم يسقط نحو30 شهيدا أي إن عدد الشهداء الذين سقطوا في هذه الفترة أكثر من ألف شهيد». وطالب الجامعة العربية بنقل الملف السوري إلى المجتمع الدولي، وقال: إن «شعبنا السوري لا يريد أن تكون الجامعة عقبة في وجه طموحاته ونحن سنتكفل فيه بتحريك الموقف للحماية الدولية والحظر الجوي». وقال رئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية دعم الثورة السورية، إن مسؤولا رفيعا في الجامعة أبلغنا أن اللجنة الوزارية المعنية بسوريا سترفض الشروط السورية وإن عددا من الدول العربية اعتبرتها مجحفة وتصل إلى حد لي ذراع الجامعة العربية وإن ذلك يوضح أن سوريا تستهلك الوقت ولا تريد الحل.