طهران تقول إن بكين وموسكو تريدان الاطلاع على الطائرة الأميركية من دون طيار

التلفزيون الإيراني بث صورها وتقارير عن محاولة سرية لاسترجاعها

TT

على الرغم من أن ملابسات سقوط الطائرة الأميركية من دون طيار في الأراضي الإيرانية ما زالت قائمة، أفادت مصادر إيرانية أمس بأن مسؤولين روسيين وصينيين قد طلبوا من الإيرانيين الاطلاع على الطائرة التي تشمل أبرز التقنيات العسكرية الأميركية. وبعد ساعات من نشر تصريحات إيرانية حول الاهتمام الروسي والصيني بالطائرة، قام التلفزيون الإيراني ببث لقطات للطائرة لإثبات حوزة إيران عليها.

وأفاد موقع «ناسيم أونلاين» الإيراني شبه الرسمي بأن مصدرا إيرانيا مطلعا أكد الطلب من الجهات الروسية والصينية للاطلاع على الطائرة الأميركية من دون طيار. وفي حال حصلت بكين أو موسكو على معلومات حول الطائرة سيصب ذلك في مصلحة أجهزتها الاستخباراتية والعسكرية ضمن السباق العسكري القائم لتصنيع الطائرات من دون طيار لمنافسات الأميركيين الرائدين في هذا المجال.

وكانت السلطات الإيرانية قد أعلنت يوم الأحد الماضي عن إسقاطها طائرة من طراز «آر - كيو 170 سينتينال» المتقدمة على الحدود الشرقية لإيران. ويذكر أن هذه الطائرة استخدمت في عمليات سرية مهمة خلال السنوات الماضية، مثل رصد مكان زعيم القاعدة أسامة بن لادن قبل مقتله في مايو (أيار) الماضي.

واستعدت وزارة الخارجية الإيرانية السفيرة السويسرية في طهران، التي تمثل المصالح الأميركية في إيران، للتنديد بما وصفته إيران بـ«خرق» لأجوائها. وأفاد التلفزيون الإيرانية الرسمي بأن «إيران طالبت الحكومة الأميركية بتبرير (وجود الطائرة) وتقديم تعويضات» لإيران.

وبث التلفزيون الإيراني صورا لمسؤولين إيرانيين وهم يتفقدون الطائرة الأميركية التي بدت غير متضررة وكاملة. وأفاد رئيس القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني علي حجي زادة بأن القوات الإيرانية الجوية أسقطت الطائرة التي كانت القوات الأميركية تتحكم بها من قاعدتين، واحدة في أفغانستان والأخرى في الولايات المتحدة. ويذكر أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) هي التي تدير عمليات الرصد من خلال طائرات من دون طيار، وليست وزارة الدفاع الأميركية أو القوة الجوية الأميركية.

وبينما اعترفت الولايات المتحدة بسقوط الطائرة، يحرص المسؤولون الأميركيون في تصريحاتهم على التقليل من أهمية سقوط الطائرة، معتبرين أنه من غير الممكن معرفة التقنيات الخاصة بها من خلال فحصها. وأفادت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية أمس بأن السلطات العسكرية الأميركية درست إمكانية القيام بعملية سرية لاسترجاع الطائرة الأميركية بعد سقوطها. وتم بالفعل البدء بالتخطيط لعمليات «كوماندوز» طارئة لاسترجاعها، خوفا من التبعات السياسية لكشف الإيرانيين عن العمليات السرية التي تقوم بها الولايات المتحدة منذ سنوات لرصد التحركات الإيرانية. وعلى الرغم من دراسة العملية السرية، استطاعت السلطات الإيرانية العثور على الطائرة بسرعة مما جعل من الصعب جدا القيام بمثل هذه العملية من دون اندلاع مواجهة مسلحة بين الطرفين. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلت أيضا خبرا عن إمكانية القيام بعملية عسكرية لاسترجاع الطائرة ولكن تقرر عدم الخوض في هذه العملية خشية تبعاتها.