مديرة اليونيسكو: نحن ضحية القرار الأميركي والدول العربية الغنية قادرة على مساعدتنا

إيرينا بوكوفا في حوار مع «الشرق الأوسط»: ينقصنا لميزانية هذا العام 65 مليون دولار و100 مليون للعام المقبل

إيرينا بوكوفا
TT

يوم الثلاثاء القادم، سيحتفل في اليونيسكو برفع العلم الفلسطيني إلى جانب أعلام الدول الأعضاء الـ194 بحضور الرئيس محمود عباس ومديرة عام اليونيسكو أيرينا بوكوفا.

وفي لقاء مطول وشامل خصت به «الشرق الأوسط» عرضت بوكوفا وضع المنظمة الدولية للفترة التي تلت قبول فلسطين الشهر الماضي عضوا كامل العضوية وللصعوبات المالية التي تعاني منها والتدابير التي تعمد إليها من أجل المحافظة على فعالية اليونيسكو وعلى أولوياتها.

واستفادت المديرة العامة البلغارية الجنسية من المقابلة لتدعو البلدان العربية والغنية منها بشكل خاص إلى مد يد المعونة لليونيسكو ومساعدتها على الخروج من مأزقها المالي حيث إن المساهمة الأميركية التي لم تدفع لهذا العام تبلغ 65 مليون دولار فيما كان يفترض أن تصل للعام القادم، مع المساهمات المالية من خارج الميزانية، إلى 100 مليون دولار. وعرضت المديرة العامة بالتفصيل التدابير الداخلية والإصلاحات التي تنفذها لخفض الإنفاق والتركيز على أولويات المنظمة ومهمتها الأساسية. وتقوم بوكوفا الأسبوع القادم بجولة خليجية ستقودها إلى الدوحة والرياض وأبوظبي كما أنها تنوي التوجه إلى واشنطن لإقناع الإدارة الأميركية بإعادة النظر في قرارها أو العثور على أساليب أخرى لدعم نشاطات المنظمة.

وفي الموضوع السوري، نفت المديرة العامة أن تكون المنظمة قادرة قانونيا على اتخاذ أي تدابير بحق دمشق فيما توافرت معلومات لـ«الشرق الأوسط» عن مساع أميركية «وأوروبية» لفرض إجراءات «عقابية» بحق سوريا داخل المنظمة الدولية. وأفادت بوكوفا أن بعض مشاريع التعاون مع سوريا قد توقفت بسبب التطورات فيها.

وفيما يلي نص الحوار:

* الموضوع الذي يشغل العالم العربي في الوقت الحاضر هو الموضوع السوري حيث العنف متواصل وأعداد الضحايا تجاوزت الأربعة آلاف. الأمين العام للأمم المتحدة ندد بقوة بما هو حاصل. ما أريد أن أعرفه هو موقف اليونيسكو وكيف يؤثر ذلك على طبيعة حضوركم ومشاريعكم في سوريا؟

- للأمين العام مسؤولية أساسية بصفته أولا أمينا عاما للأمم المتحدة وباعتباره يهتم بمسائل الأمن والسلام وحقوق الإنسان في العالم والمحافظة على عدد من القواعد في مناطق النزاعات. ولذا من الطبيعي أن يعبر عن مواقفه وقناعاته بقوة.

وفيما خص اليونيسكو، فليس من ضمن مهامنا متابعة المشكلات السياسية عبر العالم كما أنه لا تتوافر لنا الوسائل للقيام بذلك. ورغم ذلك، أعتقد أن الوضع في سوريا مصدر كبير للقلق بالنسبة إلينا لأن هناك أولا عددا كبيرا من الضحايا كما ذكرت وما يحصل يهدد الاستقرار في المنطقة. وبموجب المهمة الموكلة إلينا، أصدرت مؤخرا بيانا عن حرية التعبير واضطهاد الصحافيين وحق الوصول إلى المعلومات في سوريا. وهذا أمر بالغ الأهمية من وجهة نظرنا. ولا أخفيك أنني بالغة القلق بهذا الخصوص.

* وما الذي يمكن أن تقوليه في موضوع احترام حقوق الإنسان وهو إحدى القيم التي تدافع عنها اليونيسكو؟

- إنني أشارك الأمين العام للأمم المتحدة قلقه وعندما يتخذ موقفا فإنه يفعل ذلك باسم كل المنظمات العائدة للأمم المتحدة.

* هل عمل وحضور منظمة اليونيسكو في سوريا مستمر على حاله؟

- كلا. كان هناك مشروع يهدف إلى بلورة سياسة ثقافية «جديدة» فحواها ربط الثقافة بالتطور ومواكبة جهود إيجاد متاحف جديدة في سوريا بالتعاون بين متحف اللوفر الفرنسي والمتحف البريطاني. وكان دور اليونيسكو يقوم على تحديد معالم هذه السياسة الثقافية الجديدة. والحال أن هذا المشروع توقف.

فضلا عن ذلك، كنا نوفر منحا لعدد من الطلاب من الجولان السوري المحتل. ونحن اليوم بصدد معاودة النظر في استكمال السير في هذا المشروع أو وقفه.

* سمعت من مصادر داخل اليونيسكو أن هناك جهودا تبذلها الولايات المتحدة الأميركية ودول غربية لـ«معاقبة» سوريا بسبب ما يجري فيها داخل اليونيسكو.

- ليست لدي معلومات عن ذلك. هذا يتعلق بالدول أعضاء اليونيسكو «وليس بالإدارة العامة».

* لكن على المستوى القانوني، هل تتوافر لليونيسكو الوسائل للقيام بذلك؟

- لا. ليست لدينا الوسائل للقيام بذلك فنحن لسنا مجلس الأمن الدولي ولا أرى، من الناحية القانونية، أن اليونيسكو قادرة على ذلك.

رفع العلم الفلسطيني

* يوم الثلاثاء القادم، ستشاركين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رفع العلم الفلسطيني إلى جانب أعلام الدول الأخرى الأعضاء في اليونيسكو. ما الذي توحي به إليك هذه المناسبة؟

- أعتقد وآمل واحلم أن هذه المناسبة ستشجع وتعبئ كل القوى من أجل السلام والوصول إلى وضع أفضل في هذه المنطقة التي تعرف المشكلات والمآسي منذ زمن طويل. وآمل أن تكون اليونيسكو التي أشاد بها البعض «لقبولها عضوية فلسطين» وانتقدها البعض الآخر، قادرة على توفير لبنة جديدة على طريق السلام واحترام الكرامة «الإنسانية». وإذا توفر ذلك، فإن اليونيسكو ستكون فخورة بما حققته. وبالمقابل، فلو نتج عن هذا القرار زيادة التوترات، فسيكون أمرا يؤسف له وخصوصا للمنظمة.

ما أريد أن أقوله أننا اليوم في قلب هذه الزوبعة السياسية.

* من الناحية العملية، ما الذي ستستفيد منه فلسطين بوضعها الجديد؟

- أعتقد أن قبول فلسطين كعضو كامل العضوية سيؤهلها للاستفادة من كافة إمكانات التعاون المتوافرة مع اليونيسكو. ولكن أود الإشارة إلى أننا كنا نتعاون مع الطرف الفلسطيني بشكل معمق والسلطات الفلسطينية أعلنت أنها تنوي التوقيع على معاهدة حماية التراث العالمي الإنساني وكل ما له علاقة المجالات الثقافية والتعليمية وغيرها. كذلك سيوفر انضمام فلسطين الفرصة للمشاركة في هيئات التعاون الدولي والعلوم والمياه.. أعتقد أن ذلك سيمكن فلسطين من الوصول إلى كل ما تقدمه اليونيسكو من تعاون في ميادين عملها.

* ما هي القيمة الزائدة التي توفرها العضوية الجديدة؟ كذلك علمت أن الفلسطينيين يريدون وضع عدد من مواقعهم الثقافية والتاريخية على لائحة التراث الإنساني. هل وضعهم الجديد سيسهل لهم تحقيق هذا الغرض؟

- بالطبع، فلسطين تستطيع اليوم التوقيع متى أرادت على المعاهدة المذكورة. وبعد ذلك تستطيع اقتراح ما تشاء لوضعه على لائحة التراث الإنساني. لكن هناك الإجراءات الاعتيادية المتبعة في مثل هذه الحالات التي يتعين المرور بها واحترامها.

* لكن هل التغير الأساسي أن فلسطين لم تعد مضطرة للمرور عبر عضو آخر للمطالبة بتسجيل هذا الموقع أو ذاك؟

- منذ اللحظة التي يوقعون فيها على المعاهدة ستفتح أمامهم الأبواب.

* قرار المؤتمر العام لليونيسكو قبول فلسطين عضوا كامل العضوية أوجد توترات متنوعة داخل اليونيسكو لم تقتصر على الجانب السياسي فحسب بل كان لها خصوصا انعكاسات مالية على المنظمة نفسها مع قرار الولايات المتحدة تجميد مساهماتها المالية فورا. أود أن أعلم منك بداية كيف انعكس القرار الأميركي على نشاطات اليونيسكو؟

- أود أن أوضح بداية أنني لا أعتقد أن هناك توترات سياسية داخل اليونيسكو ولكن بالمقابل هناك مشكلة مالية جدية.

أعتقد أن لكل بلد عضو أن يقرر بشكل سيادي وجهة التصويت التي يريدها والتي تدخل فيها اعتبارات عديدة. عدد من الدول قال علنا إن تصويته لصالح فلسطين في اليونيسكو لا يعني أنه سيصوت بالشكل عينه لو طرح موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية في نيويورك. ودول أخرى امتنعت أو عارضت هنا قالت العكس وبررت تصويتها هنا لأنها تعتبر أن اليونيسكو ليست المكان الأول الذي يجب البدء به للاعتراف بالدولة الفلسطينية بل يجب البدء بنيويورك. وما زاد من تعقيد الأمور أن التصويت في اليونيسكو جاء متزامنا مع طرح موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية في نيويورك. وأذهب إلى القول إن الولايات المتحدة نفسها التي أجبرت بسبب قانون يعود إلى التسعينات على تجميد تمويلها لليونيسكو لم تقل يوما إنها ستنسحب من اليونيسكو بل العكس؛ إذ إنها انتخبت عضوا في المجلس التنفيذي بعد التصويت على قبول فلسطين. وهذا يعني في رأيي أنه ليست هناك توترات سياسية داخل اليونيسكو. ومسؤوليتي وطموحي أن أحافظ على «عالمية» المنظمة. صحيح أن التصويت كان سياسيا تناول موضوعا مهما. ولكنه لا يختصر كل نشاطاتنا واعتقادي أنه يتعين علينا أنه يتعين علينا أن نركز عليها بالدرجة الأولى.

* ولكن ماذا عن وضع المنظمة المالي؟

- وضعنا المالي بالغ الصعوبة. لا أتحدث اليوم عن «أزمة» مالية بعد والوضع صعب لأن واشنطن لم تدفع مساهمتها لعام 2011 وهذه المساهمة تصل إلى 65 مليون دولار للعام الجاري ولعام 2012، تصل المساهمة الأميركية إلى 72 مليون دولار وإذا أضفنا إليها المساهمات المالية من خارج الميزانية، فإن هذا المبلغ يجاور الـ100 مليون دولار. وهذا مبلغ ضخم بالنسبة لليونيسكو التي لم تكن تتوقع مثل هذا الوضع.

* ما العمل اليوم؟

- أعتقد أولا أنه يتعين اقتناص هذه الفرصة للقيام بعملية إصلاحية داخل اليونيسكو. الأزمة تسهل الإصلاحات لجهة خفض الكلفة الإدارية. ويتعين علينا النظر فيما يمكن أن نحقق فيه وفرا وإعادة هيكلة المنظمة وقطاعاتها. لقد كنت بدأت بذلك قبل الأزمة ويتعين اليوم الإسراع بهذه العملية والتركيز على أولويات اليونيسكو الأساسية وتسخير كل مواردنا الإنسانية والمالية لهذه الأولويات.

لكن رغم كل هذه الجهود التي نبذلها، لن يكون في مقدورنا التقدم والمحافظة على نشاطات اليونيسكو في نفس مستواها السابق. لذا سنكون ملزمين بخفض مستوى عدد من البرامج وهو ما بدأنا بفعله.

* مثلا؟

- مشاركتنا في مؤتمر البيئة في دربن مثلا خفضت للحد الأدنى. هذا أمر مؤسف. في العراق، اضطررنا لوقف بعض البرامج المقررة في موضوع المياه التي كان تمويلها أميركيا. فضلا عن ذلك فإن حضورنا الميداني في العراق وغيره سيعاد النظر به جذريا لأن تراجع ميزانيتنا بنسبة 25 إلى 30 في المائة يعني أن مجمل نشاطاتنا سيتأثر.

* هل لديك اتصالات مع الجانب الأميركي لإقناعه بالعودة عن قرار تجميد التمويل؟

- نعم.. أنا أعمل على ذلك مع كافة الدول الأعضاء التي أحثها على زيادة مساهمتها المالية عبر تمويل مشاريع من خارج الميزانية العامة للمنظمة.

* ولكن مع الأميركيين بالذات؟

- سأذهب مجددا إلى واشنطن من أجل ذلك. ولكن سبق لي أن ذهبت إلى العاصمة الأميركية ما بين توصية المجلس التنفيذي وتصويت المؤتمر العام على الطلب الفلسطيني لأنني رأيت المخاطر القادمة. وفي واشنطن، كانت لي اتصالات مع الإدارة وأعضاء من الكونغرس والمنظمات اليهودية ودعوت إلى تغيير القانون «الذي يفرض على الإدارة قطع التمويل» وأعرف أن تغيير القانون صعب. لكن علينا أن نستمر في بذل الجهود لأنني أعتقد أن استمرار التمويل يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأميركية نفسها بالدرجة الأولى كما أن انسحابها من اليونيسكو ليس في مصلحة فلسطين ولا في مصلحة الدول العربية. اليونيسكو يجب أن تستمر منظمة عالمية وأن تكون فضاء للحوار والتفاوض والبحث عن حلول لمشكلات عالمنا المعاصر.

* ولكن هل لديك أمل في أن تستجيب الولايات المتحدة لطلبك علما أنها دخلت أجواء المرحلة الانتخابية الرئاسية؟

- بداية، الإدارة الأميركية تدعم اليونيسكو تماما. وليس لدي أدنى شك في ذلك. وهذا الدعم لا يتناول فقط الإدارة الحالية إذ إن الرئيس السابق جورج بوش هو من أعاد الولايات المتحدة إلى اليونيسكو في عام 2003. وأعتبر أن ترشح الولايات المتحدة لعضوية المكتب التنفيذي وانتخابها فيه يذهب في هذا الاتجاه. فضلا عن ذلك، فإن البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية والذي أعلنت فيه تجميد التمويل ينص في فقرته الثانية على أن التزام الولايات باليونيسكو يصب في إطار «المصلحة الوطنية الأميركية» وهذا مهم للغاية. هناك مشكلة الإجراءات القانونية ومشكلة تتناول كيفية إقناع عدد من أعضاء الكونغرس غير المتحمسين لا للأمم المتحدة ولا لليونيسكو إما لأنهم لا يعرفون تماما ما تقوم به اليونيسكو وإما لأنهم ما زالوا واقعين تحت تأثير عدد من الصور النمطية القديمة عن اليونيسكو زمن التسعينات. علينا أن نظهر أن اليونيسكو قامت بإصلاحات داخلية وتغيرت وتحدثت وأنها تقوم بأشياء مهمة فضلا عن أن ما تقوم به في ميدان الحوار الثقافي ومناهضة التطرف والترويج للتسامح.. يصب في المصلحة الأميركية.

* لكن عمليا، ما الذي سيحدث؟

- ليس عندي جواب. علينا الاستمرار في الجهود والشرح والحوار.. شرحت مثلا لعضو في الكونغرس أن ما نقوم به في أفغانستان من مشاريع تربوية وتعليمية ليس فقط فيما يخص الصغار ولكن تعليم أفراد الشرطة وتثقيفهم يخدم الأهداف الأميركية نفسها. لدينا حجج وقناعات وعلينا أن نستمر في شرحها.

* وبالانتظار، ما الذي تقومون به؟

- نحن نقوم بإصلاحات ونسعى إلى خفض مصاريفنا ونركز على الشؤون الأساسية وخصوصا نسعى إلى اجتذاب مزيد من التمويل من خارج مساهمات الدول الأعضاء في ميزانية المنظمة.

* هل حققتم نتائج ما حتى الآن على هذا الصعيد؟

- نعم. نحن أطلقنا «صندوق طوارئ» والعديد من الدول أعلنت استعدادها للدعم. إندونيسيا مثلا تبرعت بعشرة ملايين دولار. الغابون وتيمور الشرقية أعربتا عن استعدادهما للمساهمة فيما دول أخرى قالت إنها غير قادرة الآن ولكنها أعربت عن استعدادها لتمويل بعض المشاريع. من هذه الدول النرويج والسويد اللتان تمولان مشاريع عديدة منها في فلسطين. لدي اتصالات مع الاتحاد الأوروبي والفكرة ليست مدنا بالأموال وإنما تمويل عدد من النشاطات والمشاريع التي نقوم بها. أعرف أن هذا النوع من العمليات معقد ويتطلب منا جهودا إضافية وتصور حلول جديدة لكنها الوسيلة الوحيدة للاستمرار في تنفيذ برامجنا.

* تحدثت لعدد من المندوبين العرب حول ما يمكن أن تقوم به البلدان العربية لدعم اليونيسكو ماليا. ولكن هناك قناعة أن هذا قد يفسر على أنه اعتراف بمسؤولية العرب عما يحصل لليونيسكو من صعوبات مالية بسبب التصرف الأميركي.

- المشكلة أن اليونيسكو هي الضحية الوحيدة لهذه الوضعية السياسية ونحن لا نستحق مثل هذا الأمر. ولذا قلت للأميركيين إن اليونيسكو تعاقب على خطأ لم ترتكبه إذ إن القرار (قبول فلسطين) اتخذته الدول الأعضاء ونحن نستخدم كنموذج لإظهار لنوع العقوبات التي تتخذ وهذا ليس أمرا عادلا بحق المنظمة. وآمل من الدول الأعضاء ألا تتركنا نتخبط في هذا الوضع «المالي» وهذه مسؤوليتها. لذا، أعتقد أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تدفع وأن تقوم بمجهود للمشاركة في تمويل نشاطات المنظمة. الأمور تغيرت ولم يعد العالم اليوم يشبه ما كان عليه في الثمانينات. وتجميد التمويل «من أميركا» لا يحل المشكلات. وفي رأيي أن هذا لا يشكل ضغطا على أحد «باستثناء المنظمة». لذا ما كان الغرض من التدبير الأميركي؟ لا أعرف.

بالمقابل، أريد أن أقول إن امتناع الدول الأخرى (في إشارة إلى الدول العربية) عن دعمنا لن يحمل الولايات المتحدة على تغيير قوانينها. هذه الحجج لا يمكن أن تقوم. ربما مفهومة محليا ولكنها ليست الحجج التي ستساعد على تغيير الأمور.

* هل تريدين الاستفادة من هذه المناسبة لدعوة الدول العربية لأن تمد يد المساعدة لليونيسكو؟

- نعم. نحن نعمل مع المؤسسة التي تديرها الشيخة موزة في قطر من أجل إيجاد صندوق جديد يحظى بدعم قطري لجهودنا ومشاريعنا في ميدان التعليم. وبالمناسبة سأزور بعد أيام المملكة السعودية والإمارات العربية وآمل أن تقوم دول أخرى بالمساعدة. وفي اعتقادي أن واجب المساعدة لا يتناول الدول العربية وحدها فنحن منظمة عالمية ومساعدتنا يفترض أن تأتي من الجميع وما قامت به إندونيسيا والغابون يستحق التنويه فضلا عن أن دولا نامية أبدت استعدادها للمساهمة.

* ولكن ماذا عن الدول الغنية المتقدمة؟

- آمل بانطلاق دينامية قوية. بعض الدول قالت إنها لا تستطيع توفير المساهمات المالية لكنها طالبت بمشاريع محددة لتساهم بها. وأعتقد أن الدول العربية الغنية تستطيع مساعدتنا كثيرا.

* هناك أيضا الدول الغنية غير العربية.

- بالطبع. يمكنها أن تساهم بدورها.