اضطرابات في ريف إدلب.. وتحشيد للقوات السورية عند الحدود مع تركيا

مظاهرات طلابية في عدة مناطق.. واستمرار الاضطرابات في جامعة حلب

مظاهرة في ماربع بريف حلب أمس
TT

بينما تعيش بلدة جرجناز في ريف إدلب المضطرب حدادا عاما على أرواح قتلاها، أغلقت قوات الأمن والجيش مدينة معرة النعمان في ريف إدلب، وجرى نصب مزيد من الحواجز على مداخل المدينة وداخلها بين الأحياء، مع قطع الاتصالات، كما تم قطع أوتوستراد حمص - حلب أثناء عملية نشر لقوات الجيش بين منطقتي خان شيخون ومورك، وجرى خلال ذلك إطلاق رصاص واحتراق سيارة على أحد الجسور بين المنطقتين.

وقال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت النار يوم أمس باتجاه مواطنين كانوا يقفون أمام المخبز الحكومي قريبا من سوق الهال، وإن طفلا في العاشرة من عمره أصيب بطلق ناري أثناء شرائه الخبز. ولا تزال الأوضاع الأمنية متوترة في ريف إدلب الذي شهد انشقاقات عدة لجنود من الجيش، كما وقعت اشتباكات عنيفة هناك خلال اليومين الماضيين.

وقال ناشطون إن القوات السورية تحتشد في ريف إدلب، شمال غربي البلاد، قريبا من الحدود مع تركيا، تحسبا لاحتمال إقرار تركيا إقامة منطقة عازلة. كما قال ناشطون في القامشلي، شمال شرقي، إن تعزيزات عسكرية كبيرة تصل إلى مناطق الحدود مع تركيا من الجهة الشمالية الشرقية، بعد إعلان الجانب السوري إغلاق الحدود بحجة الصيانة. كما أكدت مصادر محلية في محافظة الحسكة توافد عدد كبير من دبابات الجيش إلى منطقة الحدود السورية - التركية، وقالت إنها في حالة تأهب شديدة.

وفي إطار التطورات الميدانية خرجت يوم أمس العديد من المظاهرات الطلابية في مناطق عدة من البلاد، لا سيما في قرى حوران، كبصر الحرير والطيبة وغيرهما، وفي ريف دمشق. وفي دمر الشرقية تحول تشييع خالد الديك (29 عاما) إلى مظاهرة طالبت بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس، علما بأن الديك قتل في محافظة درعا أثناء عودته من الأردن.

من جهة أخرى، قال ناشطون إن عددا من الشبيحة اقتحموا يوم أمس المدرسة السابعة وقاموا بالاعتداء بالضرب المبرح على عدة طلاب أمام المدرسين. وفي حي القدم بمدينة دمشق، خرجت مظاهرة طلابية طالبت بإعدام الرئيس، وتمت مهاجمة المظاهرة من قبل الشبيحة والأمن الذين مكثوا يستعرضون قوتهم في الشوارع بعد انتهاء المظاهرة.

وفي البوكمال، شرق، خرجت مظاهرات طلابية من عدة مدارس، قامت قوات الأمن بمهاجمتها وأطلقت النار لتفريقها، بعدها جرى تمركز للدبابات وسط ساحة المدينة، مع نشر للشبيحة هناك. وفي بلدة الموحسن في دير الزور، شرق، خرجت أيضا مظاهرات طلابية حاشدة من عدة مدارس تم تفريقها بالقوة.

وفي مدينة حلب اعتصم طلاب في كلية الهندسة المدنية احتجاجا على اعتقال زملائهم، وعلى الفور تمت محاصرتهم من قبل الأمن والشبيحة الذين اقتحموا الحرم الجامعي وكلية الهندسة، وقاموا بملاحقة وضرب الطلاب ومحاصرتهم في المبنى وشن حملة اعتقالات. كما تم اقتحام كلية الطب البشري في جامعة حلب واعتقل ثلاثة طلاب بعد الاعتداء عليهم، وشوهدت سيارة «فان» سياحية تقف أمام باب كلية الطب وضع فيها الطلاب المعتقلون وقد غطت وجوههم الدماء. وتشهد جامعة حلب منذ ثلاثة أيام اضطرابات على خلفية مظاهرات واعتصامات يقوم بها الطلاب. وقال ناشطون إن قوات الأمن اقتحمت حي المرجة في مدينة حلب فجر يوم أمس وشنت حملة مداهمات لعدد من المنازل استمرت نحو ست ساعات اعتقل خلالها أكثر من 15 شابا، على خلفية المظاهرة التي خرجت يوم أول من أمس.