«سي آي إيه» استفادت من سجن سري في بوخارست حتى 2006

احتجز فيه خالد شيخ محمد منسق هجمات سبتمبر والناشري مدبر الاعتداء على «كول»

خالد شيخ و عبدالرحيم الناشري
TT

كشف تحقيق أجرته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أول من أمس أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) استخدمت حتى 2006 سجنا سريا في رومانيا يعتقد أنه تم تعذيب معتقلين يشتبه بارتباطهم بتنظيم القاعدة فيه.

وقالت صحيفة «سودويتشه تسايتونغ» وشبكة التلفزيون الألمانية «آر دي» إن السجن الواقع شمال غربي العاصمة الرومانية، كان تحت موقع مكتب السجل الوطني لمعلومات الدولة السرية - الهيئة العامة، التي تمنح تصاريح للاطلاع على معلومات سرية.

وأكد صحافيون من الصحيفة والتلفزيون الألمانيين ومن وكالة الأنباء الأميركية «أسوشييتد برس» زاروا هذا المركز.

وكانت تقارير تحدثت عن وجود مركز سري تابع لـ«سي آي إيه» في رومانيا عدة مرات، خصوصا وثيقة لمجلس أوروبا صدرت في 2007. لكن الحكومة الرومانية نفت بإصرار هذه المعلومات.

وخلافا للسجون السرية في ليتوانيا وبولندا الواقعة في مناطق غير مكتظة بالسكان، بدأ هذا المركز نشاطاته في خريف 2003 في حي سكني.

وفي برنامج «بانوراما» الذي تبثه قناة «آر دي» مساء الخميس ينفي أدريان كاماراسان المسؤول في مكتب السجل الوطني الروماني وجود هذا السجن، كما ورد في بيان للشبكة الألمانية.

وكان مكتب السجل الوطني لمعلومات الدولة السرية أنشئ في 2004 تمهيدا لانضمام رومانيا إلى حلف شمال الأطلسي، حسب المصدر نفسه.

وردا على سؤال لمحطة التلفزيون الألمانية، رفض حلف الأطلسي الإدلاء بأي تعليقات.

وبين المعتقلين الذين مروا على هذا السجن السري خالد شيخ محمد الذي تبنى تدبير اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 في اقتراح عرضه على أسامة بن لادن في 1999.

وقد أوقف خالد شيخ محمد في 2003 ونقل إلى معتقل غوانتانامو في 2006. وذكرت الصحف الأميركية أنه خضع للتعذيب في سجن سري في بولندا. وقالت «آر دي» إن عبد الرحيم الناشري الذي أوقف في 2002 في الإمارات العربية المتحدة اعتقل في هذا السجن السري في بوخارست.

من جهتها، نفت رومانيا أمس تقارير إعلامية أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» استخدمت مكاتب تابعة لهيئة حكومية في بوخارست لاحتجاز إرهابيين مشتبه بهم.

وقالت سيمونا كاب ألب، المتحدثة باسم مكتب السجل الوطني للمعلومات السرية (أورنيس)، التي تردد أن مكاتبها استخدمت من قبل الاستخبارات الأميركية لاعتقال واستجواب إرهابيين مشتبه به: «إنها مجرد تكهنات». وكانت تقارير إعلامية؛ بينها برنامج تبثه هيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية «إيه آر دي» ربط بين مكاتب «أورنيس» في بوخارست، وشبكة معتقلات أطلق عليها «المواقع السوداء» تديرها «سي آي إيه» عبر البحار.

وذكرت التقارير أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أغلقت هذه السجون عام 2006، كما أنهت بعد ذلك بثلاثة أعوام برنامج الاستجواب والاعتقال الذي كانت تقوم به عبر البحار.

يذكر أن «أورنيس» مكلفة بحماية معلومات تتعلق بحلف شمال الأطلسي (ناتو) وإدارة عملية الاختبارات الأمنية للمسؤولين والساسة قبل أن يسمح لهم بالاطلاع على وثائق سرية للحلف. وانضمت رومانيا للحلف عام 2004.