بيان «علوي» يرفض تحميل الطائفة وزر «وحشية النظام»

قال إن الشبيحة «صنيعة آل الأسد وليس لنا علاقة بها»

TT

أصدرت رابطة تنسيقيات ووجهاء العلويين في الساحل السوري بيانا رفضت فيه تحميل الطائفة العلوية وزر الأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام السوري ضد المتظاهرين، مؤكدة أن الطائفة «ليس لديها مرجعيات كي تفتي بدعم النظام أو تشكل رافعة تأييدية له»، ومبينة «حيثيات نشوء ظاهرة الشبيحة وارتباطها بشخصيات تنتمي إلى عائلة الأسد وليس إلى الطائفة العلوية».

البيان الذي تم تداوله على صفحات «فيس بوك» في اليومين الماضيين، استعرض محطات من تاريخ العلويين في سوريا وسياقات انخراطهم في المجتمع السوري، حيث ورد فيه: «العلويون، كما الدروز وكما السنة وكما الشيعة، وكما الأكراد والمسيحيين وكل مكونات الشعب السوري ظلت طيلة تاريخ هذا الوطن تشكل كينونة هذا الوطن وعلّة نشأته، وغاية وحدته! ولم يحصل في تاريخ الشعب السوري أن طائفة نفت الأخرى أو بغت عليها. وشهدت عهود الاحتلال الفرنسي ثورات متتالية متزامنة في كل أصقاع سوريا وكان للعلويين النصيب الأكبر فيها في ثورة الشيخ صالح العلي عام 1920 التي تواصلت وتناسقت مع ثورات المناطق السورية في جبل الزاوية وجبل العرب وغوطة دمشق، وظل العلويون وحدويين وطنيين سوريين طوال حياتهم، كما شهد الجولان معارك سالت فيها دماء العلويين واختلطت بدماء بقية جنود سوريا في كل المعارك منذ حرب الإنقاذ حتى حرب تشرين (أكتوبر 1973)».

وأضاف البيان «انخرط العلويون في الأحزاب القومية واليسارية والوطنية، وعملوا على إحداث التنمية، وبناء الأمن الاقتصادي أسوة بانخراطهم في الأمن الوطني واستشهدوا من أجل سوريا في كل حلقات التطور الوطني. كما انخرط العلويون بعد الاستقلال في حركة الاشتراكيين العرب، وحزب البعث العربي الذي رأسته شخصية سنية وطنية ديمقراطية هي أكرم الحوراني، كما انخرط آل الخير النبلاء وآل إسماعيل وآل خضور وآل صالح وآل صقور وآل صقر وآل سعود وآل حاتم وآل اليونس والراهب وحمدان (من كبار العائلات العلوية) والتزموا قضية الأمة والوطن وهم يلتزمون اليوم قيم ومنطلقات وموجبات تحرير الجولان السورية اليوم ومسيرة التحول الديمقراطي برمتها».

وأوضح البيان الذي تحفّظ موقعوه على ذكر أسمائهم «حفاظا على حياتهم»، أن الطائفة «ليس لديهم مرجعيات تقليدية كنسية أو غيرها، كمشيخة العقل الدرزية أو دار الإفتاء السنية أو المجلس الأعلى الشيعي، وبذلك فلا يمكن تأطير الطائفة العلوية والادعاء أن المرجعية أو دار الإفتاء العلوية أفتت بدعم النظام وشكلت رافعة له، فمثل هذه المرجعيات غير موجودة، وعليه لم تصدر عنها أي فتاوى تجاه النظام أو غيره، وذلك لانعدام وجود من يفتي أو يشكل مرجعية مذهبية أو مليّة».

وعن المجموعات المسلحة التي تقمع المتظاهرين وتسمى «الشبيحة» أكد البيان أنها «صنيعة آل الأسد وليس للطائفة علاقة بها». وقال: «كان النظام قد أسس ميليشيات سرايا الدفاع على يد شقيق حافظ الأسد رفعت الأسد في بداية السبعينات، حيث أصبحت ميليشيا عسكرية تتمايز على القوات المسلحة النظامية، كما قام جميل الأسد شقيق حافظ الأسد بإنشاء جمعية المرتضى وقام بتزويدها بالدراجات النارية والبنادق والهاونات (مدافع المورتر)، وجعل مجال عملها في أواخر السبعينات السفح الشرقي لجبال الساحل الممتد من مصياف إلى جسر الشغور وكانت تسمى الجبهة الغربية في مواجهة الحراك الإسلامي، في ذلك الوقت، والذي امتد من حماه إلى قلعة المضيق وجسر الشغور». وتابع البيان: «وكان أبناء جميل الأسد وشباب العائلة ومريدوهم قد أنشأوا 15 مرفأ غير شرعي امتدت من منطقة الخراب الواقعة بمحاذاة قرية ضهر صفرا جنوب بانياس وفي نقطة (سوكاس) جنوب مدينة جبلة، ثم في منطقة (الرميلة) شمال مدينة جبلة ثم محلة الصنوبر، وغيرها حتى بلدة (مينة البيضاء) و(مصيف البسيط) وكانت هذه المرافئ غير الشرعية مكرسة لتهريب الأسلحة وأجهزة الفيديو والتلفاز والأموال وغيرها».