ناشطون سوريون يسخرون من الأسد على «فيس بوك» ويتمنون أن يتحدث يوميا لـ«إذكاء روح الثورة»

سجين سابق يتذكر كيف سمع من سجن تدمر الأسد الأب ينكر وجود السجناء السياسيين

TT

تنوعت ردود فعل الناشطين السوريين على صفحات «فيس بوك» إزاء المقابلة التلفزيونية التي أدلى بها الرئيس السوري بشار الأسد لمحطة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، والتي قال فيها إنه لم يصدر أي أوامر بقتل شعبه ولا يشعر أبدا بتأنيب الضمير، مضيفا أن «الرئيس الذي يقتل شعبه هو مجنون».

بعض الناشطين تلقوا تصريحات الأسد هذه، بكثير من السخرية والاستخفاف. فكتبت الناشطة سوزان سيبان على صفحتها «يبدو أن الطغمة المحيطة بالأسد تمنعه من مشاهدة الفضائيات العربية والعالمية، لذلك لا علم له بالجرائم التي ارتكبها الجيش والأمن والشبيحة وأعداد الشهداء من الثورة، حتى إنه لا علم له بأنه توجد ثورة ومطالبة بإعدامه».

أما جاد إسماعيل فكتب «من جهتي، أتمنى أن يتحدث الأسد كل يوم عبر مقابلة أو خطاب لأنه يجدد فينا روح الثورة بسبب كلامه الاستفزازي، وحين يتحدث بكلام غبي، لا بد أن يدرك العالم لماذا قمنا بهذه الثورة». وفي الوقت الذي لاحظ فيه الناشط ممدوح القاضي أن الأسد والقذافي تكلما عبر المحطة التلفزيونية ذاتها (إيه بي سي نيوز)، كتب المعارض السياسي المقيم في لندن محيي الدين لاذقاني على صفحته: «الأخ الرئيس الصامد الممانع لا يحس بتأنيب ضمير بعد نهر من الدم وقد كان من الأفضل أن تسأله باربرا هل عندك ضمير؟ بدلا من سؤال هل تحس بتأنيب الضمير؟». وفي مفارقة مؤلمة، أشار المسرحي والسجين السياسي السابق غسان الجباعي والذي قضى فترة طويلة في سجن تدمر الصحراوي، على صفحته «ذكرني سيادة الرئيس بسجن تدمر. وضعوا مكبرات صوت وأسمعونا لقاء من سيادة الرئيس السابق. سألته الصحافية عن المعتقلين السياسيين في سوريا. فقال لها: (لا علم لي بوجود سجناء سياسيين. هذا جزء من الحملة الإمبريالية الصهيونية المعادية لسوريا). كان عددنا أكثر من 10 آلاف معتقل، في تدمر فقط. كنا نصغي، وكان الحراس أيضا يصغون. وكدنا نصدق أننا غير موجودين..».

وكتب الكاتب والناشط الأشوري سليمان يوسف: «إن تبرؤ الرئيس بشار من عمليات قتل المدنيين المتظاهرين، في مقابلة له مع شبكة (إيه بي سي) التلفزيونية الأميركية اعتراف صريح منه بأنه لا يحكم بل محكوم من قبل المجلس العسكر الأمني المحيط به و(هذا ما قلناه منذ البداية). في ضوء هذه الاعترافات الجريئة والمهمة للرئيس بشار.. أعتقد أن بقاءه في موقع الرئاسة لن يطول ليس (التنحي) بضغط الانتفاضة كما يظن البعض وإنما بانقلاب عسكري عليه من داخل القصر الجمهوري ومن المقربين إليه».

وكان الناشطون السوريون قد اعتمدوا في الفترة الأخيرة استراتيجية توحيد «الستاتوس» الذي يكتبونه على صفحاتهم بشكل يومي، فامتلأت هذه الصفحات بستاتوس «سوريا بدها حرية» في الأسبوع الماضي. وتم اعتماد شعاري «واحد واحد واحد الشعب السوري واحد» و«الحرية للأبد لكل أولاد البلد» هذا الأسبوع، كـ«ستاتوسات» تمت كتابتها في وقت واحد على جميع صفحات الناشطين المعارضين لنظام الحكم بهدف لفت الانتباه إلى مبادئ الانتفاضة الشعبية ضد نظام بشار الأسد وتوضيح الأهداف التي تسعى إليها.

ويعد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» واحدا من أكثر أدوات الثورة السورية فاعلية، حيث تتم على صفحاته تحديد أسماء جمع التظاهر. كما يتم نشر جميع الفيديوهات التي تفضح انتهاكات حقوق الإنسان التي يقوم بها نظام الأسد، إضافة إلى مئات الصفحات التي أنشئت لدعم المعتقلين والمطالبة بالإفراج عنهم.