في مهرجان «دبي»: المجلس العسكري وميدان التحرير وجها لوجه

مهرجانات الخليج لم تقف على الحياد من الثورات العربية

TT

جاءت الثورات العربية لتشكل حالة سينمائية في كل المهرجانات مع اختلاف الدرجة، ولكن تستطيع أن ترى بوضوح أن مهرجانات الخليج لم تقف على الحياد، وهكذا شاهدنا في «أبوظبي» فيلم «الطيب والشرس والسياسي»، وبعد ذلك شاهدنا ندوات تؤازر الثورات العربية يدعى لها فنانون معارضون، خاصة في سوريا.

الفيلم المصري «مولود في 25 يناير»، الذي سوف يعرض غدا بمهرجان «دبي»، تستطيع أن ترى من خلاله جزأين؛ الأول عن إرهاصات الثورة، تلك المقدمات التي كنا نعايشها من خلال الفساد الذي كان ضاربا في الجذور، وشاهدناه في الكثير من المظاهر.. وحرص المخرج أحمد رشوان على أن يقدم الجانب الاجتماعي في تلك الرؤية من خلال عائلته الصغيرة، وكيف عاش مع ابنيه تلك اللحظات.. إنه لا يدعي مثلا أنه شارك الثوار في يومهم الأول، بل كان مثل الآخرين متشككا في حدوث الثورة بمصر، بعد أن تم تصدير تلك المقولة الكاذبة: «إن المصريين يتعايشون مع الفساد ولا يثورون، منتظرين الحل الذي يأتي من السماء». حرص أحمد رشوان على أن يقدم دور الفنانين، وذهب بالكاميرا إلى نادي نقابة الممثلين بعد يومين فقط من شرارة الثورة في ميدان التحرير مساء يوم 27 يناير (كانون الثاني)، ولعبت النقابة من خلال شبابها دورا في تعضيد الثورة. وكان للمجلس العسكري الحاكم مكانة خاصة، بعد أن أصدر البيان الأول مؤازرا للثورة، قبل تنحي مبارك عن الحكم، ولعب هذا البيان دوره في تأكيد الإحساس بأن المجلس العسكري يبارك الثورة، ويرى أن مصر كان ينبغي أن تطيح بحسنى مبارك، وأغلب الأفلام التي اتكأت على الثورة وعرضت في الأشهر الأخيرة، ظلت حريصة على إظهار حالة الوئام بين المجلس العسكري والثورة، إلا أن فيلم «مولود في 25 يناير» يواصل رصده لمرحلة زمنية أبعد تستمر حتى 27 مايو (أيار)، عندما بدأ الشارع يرصد أن مبارك لم يحاكم وأن ما يجري هو فقط محاكمة للدائرة القريبة منه.