حماس تصر على انتخاب أعضاء المجلس الوطني بالتزامن مع الانتخابات التشريعية والرئاسية

يحيى موسى لـ«الشرق الأوسط»: سلوك عباس لا يدل على رغبته في شراكة حقيقية

TT

في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل أنها لن تسمح بإجرائها في القدس المحتلة، قال قيادي بارز في حركة حماس إن حركته تصر على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني بالتزامن. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور يحيى موسى نائب رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي إن حركته ترحب بإجراء الانتخابات، في حال توافرت فيها الشروط التي تضمن حريتها ونزاهتها وشفافيتها. وأكد أنه يتوجب في البداية تطبيق كل ما تم التوافق عليه بشأن الانتخابات، سيما تشكيل لجنة الانتخابات المركزية بالتوافق وتشكيل محكمة الانتخابات، علاوة على ضرورة إجراء الانتخابات التشريعية بالتزامن مع إجراء الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني. ونوه موسى بأن هناك عقبات تحول دون إجراء الانتخابات في الضفة الغربية؛ منها الحملات الأمنية التي يتعرض لها نشطاء حركة حماس على أيدي قوات الاحتلال والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، معتبرا أن الانتخابات يجب أن تجرى في بيئة أمنية مناسبة. من ناحية ثانية، انتقد موسى إقدام الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تقديم تصور السلطة للحل النهائي للجنة الرباعية الدولية دون أن يعرضه على حركة حماس. وأوضح موسى أن عباس لم يقدم على إطلاع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على طابع المشروع الذي كان ينوي تقديمه للجنة الرباعية، معتبرا أن هذا السلوك «لا يدلل على أن عباس يرغب في تحقيق شراكة حقيقية، كما يفترض أن تضمن ذلك المصالحة الوطنية». وحذر موسى من أن حركته لا يمكن أن تقبل بتمرير مشاريع من خلف ظهر الشعب الفلسطيني، «كما كانت عليه الحال عندما تم تمرير اتفاقيات أوسلو». وشدد موسى على أن عدم إشراك مركبات المجتمع السياسي في تحديد الخيارات الخاصة بالشعب الفلسطيني يمثل «مسامير في نعش المصالحة الوطنية»، منوها بأن أي تحرك للسلطة الفلسطينية سيكون فاقدا للشرعية الوطنية في حال تم بشكل منفرد. واعتبر موسى أن أهم تحرك يضمن تحقيق الشراكة هو أن يقوم عباس وحركة فتح بالإفراج عن منظمة التحرير عبر إعادة بنائها على أسس ديمقراطية بشكل يضمن تمثيل الفلسطينيين بشكل عادل. وأكد أن إعادة بناء منظمة التحرير حيوي حتى تعود المنظمة لتكون المرجعية الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ولكي تكون المؤسسة التي تحسم فيها خيارات الشعب الفلسطيني. وحمل موسى عباس وحركة فتح المسؤولية عن عدم تحقيق المصالحة الوطنية، مشيرا إلى أن عباس قام بربط المصالحة بملفات أخرى. وأوضح أن الرئيس عباس لم يبد حماسا لتطبيق اتفاق المصالحة الوطنية الذي تم التوصل إليه بين حركتي فتح وحماس بحجة أن هذا قد يهدد مصير المحاولة الفلسطينية للحصول على اعتراف في الأمم المتحدة، وهي المحاولة التي باءت بالفشل.

يذكر أن عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس كتلتها في المجلس التشريعي قد صرح بأن حركته شرعت بالفعل في الاستعداد للانتخابات التشريعية. وشدد الأحمد على أن حركته ستفوز في هذه الانتخابات رغم الفوز الذي حققه الإسلاميون مؤخرا في عدد من الدول العربية.

من ناحية ثانية، نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في عددها الصادر أمس الخميس عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إنه من غير المتوقع أن توافق الحكومة الإسرائيلية على إجراء انتخابات في القدس المحتلة تشارك فيها حركة حماس. وأضاف المصدر نفسه أن إسرائيل، في المقابل، ستجد صعوبة في منع إجراء انتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة، في حين أنه من المتوقع أن تطلب السلطة الفلسطينية أن تجري الانتخابات في القدس المحتلة أيضا.