«إخوان مصر» ينفون توافقهم مع واشنطن بشأن معاهدة «كامب ديفيد» مع إسرائيل

أمين عام الجماعة لـ «الشرق الأوسط»: تحتاج للمراجعة لكنها ليست على رأس أولوياتنا

مصريون في سوق شعبي تحت لافتة لمرشحين من التيار السلفي وسط حديث لا يتوقف عن مخاوف المد الإسلامي في مصر (أ.ب)
TT

نفت جماعة الإخوان المسلمين في مصر وجود أي تفاهمات بين قياداتها والجانب الأميركي أو الإسرائيلي بشأن موقفها من معاهدة «كامب ديفيد» للسلام التي وقعتها القاهرة مع تل أبيب نهاية سبعينات القرن الماضي، بعد أن نشرت صحيفة إسرائيلية تصريحات نسبتها لجيفري فيلتمان كبير مستشاري وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون التغيرات في العالم العربي، قال فيها إن جماعة الإخوان أبلغته «تفهمها لأهمية الحفاظ على معاهدة السلام». وقالت الجماعة إن «المعاهدة كغيرها من المعاهدات تحتاج للمراجعة.. لكنها ليست على رأس الأولويات في الوقت الراهن».

وقال الدكتور محمد سعد الكتاتني الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إن «ما نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) (المنسوب إلى فيلتمان) عار تماما عن الصحة، ولم تحدث أي اتصالات أو تفاهمات مع الجانب الأميركي أو الإسرائيلي بشأن اتفاقية السلام، التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات في مارس (آذار) عام 1979». وأضاف الكتاتني في تصريح صحافي له أمس أن موقف الحزب ثابت من احترام الاتفاقات الدولية بشرط تحقيقها الهدف الذي أبرمت من أجله لصالح الطرفين مع احتفاظ البرلمان بحقه في مراجعة أي اتفاقية يراها لا تحقق مصالحه.

وتثير الاتفاقية التي تسببت في تعليق عضوية مصر بالجامعة العربية حتى نهاية ثمانينات القرن الماضي، استياء القوى السياسية الرئيسية في البلاد، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، التي تمثل مظلة فكرية وسياسية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين، التي تعتبرها واشنطن وإسرائيل حركة إرهابية.

وجاءت التصريحات المنسوبة إلى فيلتمان قبل يوم واحد من إعلان النتائج النهائية للجولة الأولى في الانتخابات البرلمانية المصرية، التي حققت فيها جماعة الإخوان تقدما ملحوظا، وسط توقعات باستمرار حصد مقاعد الجولتين المقبلتين، وتحقيق أغلبية مريحة في أول برلمان في البلاد بعد سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

واتسمت العلاقات الرسمية المصرية - الإسرائيلية بالاستقرار طوال حكم مبارك، الذي اعتبرته القيادات الإسرائيلية حليفا استراتيجيا، لكن قرب وصول الإسلاميين إلى حكم مصر أثار قلقا بالغا في إسرائيل. وبدأت التقارير الصحافية في تل أبيب تتحدث عن استعدادات لجولة جديدة في الصراع بين البلدين.

ويقلل مراقبون من إمكانية أن يؤثر صعود الإسلاميين للحكم على اتفاقية السلام، مشيرين للدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسة العسكرية في ضبط بوصلة السياسة الخارجية المصرية، وترتيب الأوضاع الإقليمية في المنطقة.

من جهته، نفى الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، وجود أي اتصالات بين الجماعة ومسؤولين أميركيين، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كل المعاهدات تعقد لصالح الشعوب ومن حق الشعب والبرلمان الذي يمثله مراجعة أي معاهدة».

وتابع: «معاهدة (كامب ديفيد) مضى عليها وقت طويل، وهي كغيرها من المعاهدات تحتاج لإعادة النظر وهو أمر متروك للبرلمان»، مضيفا أن جماعة الإخوان ترى أن المعاهدة على قدر كبير من الأهمية لكنها لا تضعها في الوقت الراهن على سلم أولوياتها.. «هناك أولويات أهم بكثير في الوقت الراهن.. وعموما إسرائيل لا تحترم هذه الاتفاقية على أرض الواقع».

ومنذ الإطاحة بنظام مبارك سعت الولايات المتحدة الأميركية للانفتاح على جماعة الإخوان المسلمين، وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عقد الكتاتني أول لقاء رسمي بين جماعة الإخوان والولايات المتحدة، بعد أن ظلت الجماعة تؤكد أن اللقاءات السابقة التي جمعت الكتاتني والسفيرة الأميركية السابقة في القاهرة، كانت بصفته البرلمانية وليس كممثل عن الجماعة.