الأمم المتحدة: الأوضاع في شرق السودان بركان قابل للانفجار

ناشطون أميركيون ومعارضون سودانيون يطالبون بحظر جوي فوق دارفور والنيل الأزرق وكردفان وأبيي

TT

حذرت الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع بمنطقة جديدة في السودان، وشبهت الأوضاع في شرق السودان «ببركان على وشك الانفجار»، في وقت تؤكد فيه مصادر مطلعة هدوء الأوضاع على الحدود بين السودان وإريتريا، على الرغم من التقارير التي تشير إلى تصاعد الأوضاع بعد خمسة أعوام من توقيع اتفاق بين مقاتلي الشرق والجيش الحكومي بوساطة من أسمرة. وقال تقرير للقوات الدولية والأفريقية في دارفور «يوناميد» إن الأوضاع في شرق السودان تسير نحو تدهور سريع، وينذر الأمر بانفجار البركان الوشيك، وقالت إنه على الرغم من مرور خمسة أعوام على اتفاق بين الحكومة وقوات من شرق السودان برعاية دولة إريتريا، فإن ذلك لم ينجح في نزع فتيل التوتر وزيادة التهميش، وحذرت الأمم المتحدة من أن ذلك سوف يؤدي إلى انفجار ثورة شعبية. وكانت مدينة كسلا الواقعة بالقرب من دولة إريتريا قد شهدت مظاهرات طلابية وشبابية الشهر الماضي، تطالب بالإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير، كما تنوه الأمم المتحدة بأن آلاف المقاتلين من شرق السودان لم يتم توفيق أوضاعهم، وأن بعضهم لم يسلم أسلحته، كما يشكو سكان الشرق من انعدام الدواء والغذاء. وسبق أن أكد ناشطون تعرض جنوب البحر الأحمر إلى فيضانات ونقص في الغذاء، وقالت الأمم المتحدة «إن الإقليم وقع تحت ظلال الأزمة في دارفور وانفصال الجنوب، واندلاع الحرب على الحدود بين الشمال والجنوب، مما غطى على أزمات شرق السودان». ونقلت الأمم المتحدة عن مسؤول حكومي وعضو بالبرلمان مخاوف الانفجار، وقال أحمد ترك «الأوضاع لا يمكن التنبؤ بها»، وتشير مصادر «الشرق الأوسط» إلى أن زعامات قبلية مؤثرة في شرق السودان أبدت امتعاضها من تهميشها في تشكيل الحكومة الأخيرة.

ويشارك الشرق بمساعد للرئيس هو رئيس مؤتمر البجا موسى محمد أحمد، ووزير الداخلية إبراهيم محمود حامد، ووزيري دولة هما مبروك مبارك سليم، وآمنة ضرار، إلا أن القيادات الأهلية تعتبر التمثيل أقل بكثير من نسبة سكان شرق السودان، ونوه المسؤول الحكومي بأن العلاقات بين الخرطوم وأسمرة ستحدد إمكانية انفجار الأوضاع عسكريا، إلا أن مصادر من شرق السودان أكدت هدوء الأوضاع على الحدود المشتركة. وقالت «الأمور تبدو طبيعية، وبالعكس فهناك حركة تجارية بين البلدين، وعبور بين الحدود بنسبة أعلى بكثير من الماضي». وكان الرئيس الإريتري اسياس أفورقي قد زار الخرطوم وكسلا في الآونة الأخيرة، والتقى بالرئيس البشير أكثر من مرة، وقام الرئيسان بفتح طريق قاري يربط البلدين، وتؤكد أسمرة أن الأوضاع في السودان تظل شأنا داخليا، مع أن إريتريا تتأثر بأي تداعيات على الحدود المشتركة، وترفض أسمرة كذلك التدخل الخارجي في الشؤون السودانية.

في غضون ذلك طالبت منظمة «كفاية» الأميركية ومعارضون سودانيون، المجتمع الدولي برفض حظر جوي على السودان، ودعا جون برنادرغاست ووزير مجلس الوزراء السابق لوكا بيونق، والقيادي بحركة العدل والمساواة أحمد حسين، بإنشاء منطقة حظر طيران فوق أجواء السودان في النيل الأزرق، وجنوب كردفان، وأبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، وأكدوا خلال لقاء في الولايات المتحدة الأميركية أن القوات الحكومية ترتكب انتهاكات كبيرة في حقوق الإنسان، وتمارس جرائم حرب ضد المدنيين في مناطق النزاع.