غينغريتش يعيد «شرح» موقفه فيزيده سوءا

جمهوريون انتقدوا رأيه الأكثر تطرفا منذ قيام إسرائيل عام 1948

نيوت غينغريتش
TT

رغم أنه أصدر بيانا حاول فيه توضيح ما قاله أول من أمس، لقناة تلفزيونية يهودية، ورغم أن قادة في الحزب الجمهوري انتقدوه، كرر نيوت غينغريتش، رئيس مجلس النواب السابق، وأحد كبار المرشحين لرئاسة الجمهورية ضد الرئيس باراك أوباما في الانتخابات التي تجري العام المقبل، قوله إن الفلسطينيين «اخترعوا». غينغريتش كان يتحدث خلال مناظرة تلفزيونية مع بقية المرشحين الجمهوريين.

وردا على اتهام أثناء المناظرة، قال غينغريتش: «هل ما قلت صحيح؟ نعم. هل ما قلت حقيقة تاريخية؟ نعم». ووصف الفلسطينيين بأنهم «إرهابيون». وقال إن حركة حماس لا تعترف بإسرائيل وتريد إلقاءها في البحر. ونقل عن لسان مسؤول في السلطة الفلسطينية قوله، إنه «لا يوجد فرق بين حماس وفتح بالنسبة لمصير إسرائيل». وأضاف أن معنى هذا، هو أن «كل الفلسطينيين إرهابيون يريدون تدمير إسرائيل».

وشن غينغريتش، خلال المناظرة، هجوما جديدا على الرئيس أوباما، وقال إنه «لا يريد الخير لإسرائيل». وأشار إلى أن أوباما لم يزُر إسرائيل منذ أن صار رئيسا للجمهورية، وأنه «تعمد التقرب إلى الدول الإسلامية». وكرر غينغريتش: «هؤلاء الناس إرهابيون». وأضاف أنهم «يعلمون الإرهاب في مدارسهم. وفي كتب الرياضيات سؤال: إذا كان هناك 13 يهوديا، وقتل 9 منهم، كم عدد اليهود الباقين؟». وقال: «نحن ندفع لتلك الكتب المدرسية معونات نقدمها لهم. حان الوقت لشخص ليقول: يكفي الكذب حول الشرق الأوسط».

وقال مراقبون في واشنطن إن هذا الرأي هو أكثر الآراء السياسية تطرفا يصدر عن سياسي أميركي كبير ربما منذ قيام دولة إسرائيل سنة 1948، وإنه مرتبط ارتباطا قويا برغبة غينغريتش في كسب أصوات يهود أميركا وتبرعاتهم، وإنه يأتي استمرارا لانتقادات عنيفة في الماضي، من جانب غينغريتش ضد أوباما، بدأت منذ الحملة الانتخابية سنة 2008 عندما ترشح أوباما لرئاسة الجمهورية.

وقال المراقبون إن تصريحات غينغريتش، وتصريحات جمهوريين آخرين مرشحين لرئاسة الجمهورية، تبدو تغييرا للموقف أميركي، منذ عهد الرئيس بوش، الابن، بتأييد حل الدولتين، فلسطينية وإسرائيلية، لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وكان غينغريتش قال للتلفزيون اليهودي: «تذكروا أنه لم تكن هناك فلسطين كدولة. كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية. ما نعرف بأنه شعب فلسطيني شيء مخترع. إنهم في الواقع عرب، وكانوا تاريخيا جزءا من المجتمع العربي». وأضاف: «كانت عند الفلسطينيين فرصة لينتقلوا إلى الكثير من الأماكن. لكن، لأسباب سياسية متنوعة، نحن ظللنا نحافظ على هذه الحرب ضد إسرائيل منذ أربعينات القرن الماضي. أعتقد أن هذه مأساة».

وأمس، في محاولة لتخفيف الهجوم على غينغريتش، أصدر المتحدث باسمه آر سي هاموند بيانا جاء فيه: «غينغريتش يؤيد اتفاق سلام عن طريق التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين، والذي سيشمل بالضرورة اتفاقا بين إسرائيل والفلسطينيين حول حدود الدولة الفلسطينية. لكن، لفهم ما يجري التفاوض عليه، يجب فهم تاريخ معقد استمر عقودا كثيرة. هذا ما أشار إليه غينغريتش في المقابلة مع القناة اليهودية».