كرزاي: الأجانب يغذون الفساد في أفغانستان

حصيلة ضحايا هجوم «عاشوراء» المزدوج ترتفع إلى 80 قتيلا

الرئيس الأفغاني كرزاي (أ.ف.ب)
TT

أعلن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس أن حصيلة ضحايا الهجوم المزدوج الذي استهدف مزارات للأقلية الشيعية في أفغانستان الأسبوع الماضي بلغت 80 قتيلا. وقال كرزاي للصحافيين في كابل: «إن الحادث وقع بينما كان الشعب الأفغاني سعيدا بعد نجاح مؤتمر بون»، في إشارة إلى المحادثات الدولية التي ناقشت مستقبل أفغانستان بعد انسحاب القوات الدولية عام 2014.

يذكر أن الهجومين غير المسبوقين اللذين وقع أحدهما في العاصمة كابل والآخر في مدينة مزار الشريف شمال البلاد، هما أول هجمات تقع ضد الأقلية الشيعية في أفغانستان، ما يثير مخاوف بحدوث أعمال عنف طائفي. كان مصلون من الشيعة قد احتشدوا للاحتفال بيوم عاشوراء عندما وقع الهجومان. وقال مسؤولون أفغان في وقت سابق إن 63 شخصا لقوا حتفهم جراء الهجوم المزدوج، بينما تجعل الحصيلة الجديدة (80 قتيلا) الهجوم الأكثر دموية على الإطلاق في أفغانستان. وأعلنت جماعة سنية متطرفة «جيش جِهنكوي العالمي» أبو بكر منصور في باكستان، المسؤولية عن الهجومين. ووصف موقع «لونغ وور جورنال» الإلكتروني، الذي يتابع الشبكات والأنشطة الإرهابية، «جيش جهنكوي العالمي» بأنه «جماعة إرهابية مناهضة للشيعة لديها شبكة واسعة في باكستان»، مشيرا إلى أنها اندمجت مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان في المناطق القبلية في باكستان.

وتتحمل الجماعة المسؤولية عن العشرات من الهجمات على الأقليات الشيعية في باكستان حيث يحظر نشاطها، إلا أن هذا الهجوم هو الأول الذي تشنه الجماعة في أفغانستان. وقال كرزاي إن الهجوم جرى تدبيره في باكستان ولذلك فسيقوم بسؤال حكومة إسلام آباد بشأنه.

وعقب وقوع الهجوم المزدوج، نفت حركة طالبان المسؤولية عنه وأدانته قائلة إنه «عمل غير إنساني وغير إسلامي قام به أعداء أفغانستان». وقالت حركة طالبان في بيان لها أمس إن قيادتها عقدت اجتماعا بهذا الشأن، واتهم الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس «الأجانب» بتغذية الفساد في أفغانستان عبر منح عقود لأصحاب امتيازات، وعرقلة مكافحة هذا النوع من الاختلاسات في بعض الأحيان.

وقال كرزاي في خطاب في كابل أمس في اليوم العالمي لمكافحة الفساد: «لدينا مشكلات مع الأفغان والأجانب، زملاؤنا الأجانب لا يكتفون بعدم التعاون، بل وضعوا عراقيل في بعض الأحيان». وتابع أن «إحدى وسائل خفض الفساد هي أن يكف الأجانب عن منح عقود لأقرباء مسؤولين حكوميين. علينا إصلاح نظام العقود» الثانوية. وأكد كرزاي أن الأفغان والأجانب «فقدوا الثقة ببعضهم». وهذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها كرزاي حلفاءه الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، بالتسبب في الكثير من المشكلات في بلده بينها الفساد. وأشار كرزاي متحدثا للتلفزيون الأفغاني إلى أن بعض المؤسسات الإعلامية تقدم تقارير تتحدث عن أن أفغانستان قد تنزلق إلى حرب أهلية بعد انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الناتو منها. وأضاف أن «إحدى وسائل خفض الفساد هي أن يكف الأجانب عن منح عقود لأقرباء مسؤولين حكوميين. علينا إصلاح نظام العقود» الثانوية.

وفي تقرير المسح العالمي للفساد الذي نشر هذا الشهر من قبل منظمة للشفافية العالمية ومراقبة الكسب غير المشروع، مقرها برلين، احتلت أفغانستان المرتبة الأولى بين أكثر الدول فسادا.